هل تهدد رايات داعش عرش طالبان؟


جراسا -

فصل دموي جديد تعيشه أفغانستان، بعدما أطل فرع تنظيم داعش برأسه تحت اسم ولاية خراسان.

هجمات عديدة وقعت خلال الفترة الماضية واستهدفت مساجد ومدارس للصوفية والشيعة في العاصمة ومزار شريف و قندوز، وراح ضحيتها عشرات المدنيين.

وتشير أغلب التقارير إلى أن التنظيم الإرهابي يحاول إحراج طالبان عبر استهداف أقليات دينية، مثل تفجير مساجد الشيعة.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة فإن ما يقرب من 400 مدني قتلوا في هجمات داخل أفغانستان منذ سيطرة طالبان، لكن ما يلفت الانتباه، هو أن أكثر من 80% منهم قتلوا على يد “داعش- خراسان”، ما يبرز حجم التمرد الذي يواجهه حكام أفغانستان الجدد، على يد أصحاب الرايات السوداء.

وظهر تنظيم “داعش- خراسان” للمرة الأولى عام 2014 في شرق أفغانستان، ويعتبر فرع نشط لتنظيم داعش في أفغانستان وباكستان وطاجكستان والهند وسريلانكا وبنجلاديش والمالديف، وبحلول عام 2019 تمكن من السيطرة على أراض واسعة في إقليم ننكرهار وتمدد ليبلغ محافظة كونار المجاورة.

وشنت القوات الأمريكية حملة جوية واسعة ضد التنظيم لكنها لم تتمكن من القضاء عليه، ويعارض تنظيم “داعش” أي جماعة لا تقبل أيديولوجيته الأكثر تشددا والمعادية للأقليات خاصة الشيعة، ويشكل التنظيم أكبر تحد أمني لحركة طالبان منذ سيطرتها على السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب الماضي.


داعش وطالبان

من جانبه، قال رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام، فضل الهادي وزين، إن تنظيم داعش ظهر في أفغانستان في عهد حكومة الرئيس أشرف غني، والقوات الحكومية السابقة كانت تتعاون مع داعش لمواجهة طالبان، وسبق واتهمت طالبان الحكومة بأنها تؤوي أعضاء من تنظيم داعش.

وتابع، في الفترة الأخيرة من حكم الرئيس غني دارت معارك بين التنظيم الإرهابي والقوات الحكومية، وأعلنت الحكومة تطهير أفغانستان من داعش، وكان هذا تحت سمع وبصر أمريكا والناتو.

وأوضح أن طالبان أثبتت أنها حركة تتمتع بقدر من التماسك الداخلي ولم تحدث عملية انتقال جماعي ملفتة للنظر إلى داعش.

وأضاف “من الناحية الفكرية فهناك اختلاف بين ما يتبناه داعش عن طالبان، فضلا عن أن أفغانستان غير قابلة لتلقي فكر داعش، ومعظم مقاتلي التنظيم الإرهابي هم من خارج البلاد”.


وقال الباحث في شؤون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات، أحمد كامل البحيري، إن تنظيم داعش استطاع خلال منتصف 2020 استقطاب عناصر جديدة متشددة في طالبان وعناصر منشقة من القاعدة، وأضاف أن هذه العناصر رفضت شكل العلاقة بين طالبان والولايات المتحدة آنذاك.

وأوضح أن التنظيم تمكن من ضم العناصر التي أعلنت تبرؤها من طالبان بسبب تعاملها مع الولايات المتحدة.

واستطاع تنظيم ولاية خراسان أن يجعل عملياته الأكثر كثافة في الفترة الأخيرة من حيث النشاط.

وألمح إلى أن داعش تنظيم له شروط في مفهوم الخلافة وأبعاد مرتبطة بالمنطقة العربية بالدرجة الأولى، بينما يسعى تنظيم ولاية خراسان لتأسيس فرع فقط في أفغانستان وما يجاورها، كما ذكر ذلك المتحدث الرسمي السابق أبو محمد العدناني، أما فيما يتعلق بإعلان الخلافة فقد تراجع وتلاشى وحل مكانه استراتيجية عمل جديدة.

حرب عصابات

وقال حذيفة فريد – الكاتب والباحث السياسي، إن داعش شن في أفغانستان هجمات على الأقليات، ومنذ الخروج الأمريكي فإن منحنى عملياته في تصاعد، وهو ما يشير إلى حصول داعش على دعم خارجي.

وأوضح أن داعش كان في السابق يتمركز في منطقة كونر لكن في الفترة الأخيرة يقوم بحرب عصابات وليس له مكان محدد يتمركز فيه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات