الرسالة السادسة .. أي بني أي بنيتي


ليس كل من اعتلى المنابر على حق وليس كل من خطب في الساحات هو صحيح وليس كل من خطب في الاعلام شاطر ..
وليس كل من ترأس جاهة لخطبة فتاه هو بصادق..
فالامور هيك وهيك
فالواجب على الابناء والبنات تحري الكلام وبيان الصادق من الكاذب والمشكك به ومن كلام الثقة والدقيق منه ..
فالامور بموضوعاتها بحاجة الى تحقق المعتبر منها وما يقال وينشر قبل ان تقع الفاس بالراس ويصبح الناس في موضع شكوك مما ينشر في الخطاب الإعلامي والديني والثقافي فليس كل من اعتلى الميكروفونات والمنابر وتحدث في السياسة والثقافة والدين هو بكفء لما يقوله ..وتحضرني هنا قصة العامل مع الخطيب .. اذ ﻋﺘﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﻭاﺧﺬ ﻳﺘﺤﺪﺙ بالصبر ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻻﺳﺮﺍﻑ
ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ أﺣﺪ ﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ويبدو أنه كان متابع لهذا الشيخ ﻗﺎﺋﻼ :
حضرة الشيخ : ﺟﻨﺎﺑﻜﻢ ﺟﺌﺘﻢ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻼﺑﺲ ﻣﻦ أﺣﺴﻦ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ، ﻭﻋﻄﺮﺍ ﻳﻔﻮﺡ ﻣﻠﻰﺀ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ . ﻭﻓﻲ ﻳﺪﻙ أﺭﺑﻊ خواتم ﻛﻞ خاتم ﺛﻤﻨﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺮﺗﺒﻲ ﻭﻫﺎﺗﻔﻚ آﻳﻔﻮﻥ . ﻭﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﻌﻤﺮﺓ ﻛﻞ ﻋﺎﻡ .
ﺳﻴﺪﻱ : ﺭﺍﻓﻘﻨﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﻤﺴﻘوفة بالصاج...ﻭأرﻳﺪﻙ أﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ‏تكييف.. ﺛﻢ ﺗﺼﺤﻮ ﻣﻌﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺗﻤﺴﻚ ﺍﻟﻤﻜﻨﺴﺔ ﻟﺘﻨﻈﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭأﻧﺖ ﺻﺎﺋﻢ , ﻟﻜﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺒﺮ !
فأنا أﻗﻮﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ لأﺳﺘﻠﻢ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺯﻫﻴﺪﺍ ﻻ ﻳﺴﺎﻭﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮﻳﻬﺎ .. !
ﻋﺬﺭﺍ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻨﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻓﻬﻮ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭﺑﻨﺎ ..
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ والحكام ممن سرقوا الشعوب .. حدثنا عن الفاسدين الذين سلخوا جلودنا بلا عظم ..ﻭ ﺭﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ الذين شوهوا فكرنا بالتزوير … ومنافقين الصحافة الذين اتخمونا كذبا وتشويها للحقائق..
حدثنا عن البطالة المتفشية بالمجتمع كالقنبلة الموقوتة والشباب المدمر
حدثنا عن سياسة إفقار وتجويع الشعوب المضطهدة
حدثنا عن الفساد و نهب المال العام وتفشي المخدرات وتوابعها ..
حدثنا عن الطبقية و غياب العدالة في توزيع الثروات
حدثنا عن الواسطة و المحسوبية وتوريث المناصب
ﻭ إﻻ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ بخطبتك .. المليئة بـ النفاق والمجاملات..ان كان عندك بضاعة الإصلاح فحياك خطيبا معتليا للمنبر ..والا فلا داعي ان تعود مرة أخرى



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات