الأمن الوطني الأردني والتحديات المعاصرة.


الدكتور عارف الجبور *
تواجه جميع دول العالم تحديات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وعسكرية وجغرافية وفكرية وتنموية ، تهدد أمنها الوطني وتعيق تقدمها وتطورها ونموها الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ، وتختلف مدى هذه التحديات من دولة إلى أخرى ، تبعا لظروفها وأوضاع وإمكانيات كل دولة ، والأردن مثل غيره من الدول يواجه العديد من المشاكل والقضايا الناتجة عن عدة عوامل ومؤثرات داخلية وخارجية، تشكل تهديدا لأمنه الوطني الأردني،وتحديا في طريق تقدمه وتطوره وتستحوذ جزء كبير من الاهتمام من أجهزة الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، والمحاولة للحد من هذه التحديات وآثارها على الدولة والمجتمع.
ويشمل مفهوم الأمن الوطني الأردني كافة المصالح المتعلقة بالدولة الأردنية :السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من الاعتداءات الداخلية والخارجية التي تعترضها ، والحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها واستقلالها وحماية حرية وكرامة شعبها ، وتأمينهم بكافة مستلزمات الحياة. ومن أجل تحقيق الأمن الوطني الأردني يجب توافر العناصر الثلاثة التالية وهي : تأمين كيان الدولة ووحدتها الوطنية ، مواجهة كافة الأخطار الخارجية والداخلية التي تهدد كيان الدولة ، وتحقيق أهداف المجتمع وإيصاله إلى مستوى الرفاه والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
ولاشك يواجه الأردن تحديات كثيرة متنوعة داخلية وخارجية تواجه أمنه الوطني الأردني ومنها : الخطر الصهيوني من أهم الأخطار والتحديات التي تواجه الأمن السياسي الأردني ، ولقد مثل الصراع بين المشروع الصهيوني ، والمشروع النهضوي الذي حمل لواءه القيادة الهاشمية الأردنية ، ويتمثل المشروع الصهيوني بطروحات كثيرة منها نظرية الوطن البديل ، والتي تقوم على طرد الشعب الفلسطيني نهائيا من فلسطين إلى الأردن وجعل الأردن وطنا بديلا له.ومنها الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة ، والأمن والاستقرار يعد مطلبا أساسيا لتحقيق أمن واستقرار الأردن، ومنها إعادة صياغة هوية منطقة الشرق الاوسط ضمن تكتلات دولية وإقليمية متعددة ولها أجندات مختلفة سياسية واقتصادية ،ومنها اتشار أسلحة الدمار الشامل بأشكالها المختلفة النووية والكيماوية والبيولوجية والتي يعتبرها الأردن من أكبر الأخطار التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ، ومنها الأرهاب وهو ظاهرة دولية معقدة وجريمة خطيرة تهدد أمن الأفراد والشعوب والمجتمعات والحكومات، ومن أسبابه :القهر والظلم والاضطهاد، والتميز الطبقي ،و غياب العدالة الاجتماعية ،وغياب الحريات ، وتفشي الظلم والتسلط، والتطرف الديني والفكري والسياسي ،ومنها تعزيز الوحدة الوطنية بين جميع فئات المجتمع ،ووجود اللاجئين بنسب كبيرة مما يشكلون عبئا كبيرا على موارد الدولة المختلفة ،وتحديات الثورة المعرفية ثورة المعلومات والتكنولوجيا ،وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وما تحملة من معلومات غير دقيقية حول جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة ، قد توثر على اتجاهات المجتمع وسلوكه ،ومنها تحديات الفقر والبطالة وما تشكله من مخاطر اجتماعية ونفسية على الشباب ، ومنها التحديات الثقافية ، وتحديات العولمة وما تحمله من جوانب سلبية وأخرى إيجابية ، وصراع القيم قيم الماضي ،وقيم الحاضر، وهو ما يواجه تحديا كبيرا في وجه عملية التغيير والتحديث التي تعد مطلبا أساسيا من أجل الاستمرار، والتحدي الذي يواجه الشباب حيث يشكل الشباب ومن هم دون سن الثلاثين من مجموع السكان عن الثلثين ، إضافة إلى كون الشباب يشكلون حاضر ومستقبل الوطن ، وبالتالي تهميش دور الشباب وعدم إفساح المجال أمامهم في عملية القرار ،وقضايا الفقر والبطالة ومشاركتهم السياسية في صنع القرار ،قضايا يجب الاهتمام بها وحلها ، ولا شك أن هناك تحديات كثيرة تواجه الأمن الوطني الأردني وهي بحاجة إلى دراسة وتحليل من قبل المؤسسات الحكومية والمجتمعية، لمواجهة هذه التحديات لأنها تشكل خطرا على الدولة والمجتمع.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات