أوروبا تخشى فوز «لوبان» برئاسة فرنسا


جراسا -

تطرح الدوائر السياسية في باريس، تساؤلات حول ما وصفته بـ «المستقبل المجهول»، في حال فوز مارين لوبان ـ مرشحة اليمين المتطرف ـ في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة بعد أسبوعين تقريبا..بينما تتجه انظار أوروبا صوب فرنسا وتخشى المفاجآت، حيث سيتردد صدى الانتخابات الفرنسية في أوروبا..الأمر الذي أكد عليه الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، بأن ما يتقرر خلال الأسبوعين المقبلين سيكون حاسما لفرنسا ولأوروبا.



مخاوف وقلق أوروبا، كشفت عنها وكالة «بلومبرج» الأمريكية، بأن ماكرون كان فى طليعة الجهود المبذولة لوقف الحرب فى أوكرانيا وتعميق العلاقات الاقتصادية بين أعضاء الاتحاد الأوروبى، وباعتباره قائدا لأقوى جيش فى الكتلة، فإنه كان قادر على تشكيل سياسة دفاع مشتركة، وأن كل هذا سينهار لو هزم ماكرون أمام لوبان.

وتحسبا للمفاجآت مع نتائج الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية، فإن الغرب، ممثلا فى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو، سيواجه أسبوعين عصيبين بعدما تأهلت مرشحة اليمين المتطرف لرئاسة فرنسا إلى جولة الإعادة من الانتخابات لتواجه الرئيس إيمانويل ماكرون يوم 24 إبريل/ نيسان.


أسباب ودوافع قلق الغرب من فوز «لوبان»
وترى مجلة «بولتيكو» الأمريكية، أن تضاؤل الفارق بين لوبان وماكرون يعنى أن كل الأعين فى واشنطن وأوروبا ستكون معلقة بالتحولات التى ستشهدها الحملة الانتخابية فى الأيام القادمة، حيث يسعى الحلفاء لدراسة ما إذا كانت باريس ستظل شريكا يمكن الاعتماد عليه فى الحرب ضد روسيا فى أوكرانيا.

وكانت «لوبان» أثارت قلق حلف الناتو بإبداء رغبتها فى سحب فرنسا، وهى القوى النووية الوحيدة الاتحاد الأوروبى، من هيكل قيادة التحالف بحيث لا تظل عالقة فى صراعات لا تخصها. وهذا الموقف أثار مخاوف على وجه التحديد، لأن لوبان، وبرغم إدانتها لغزو أوكرانيا، طالما استمتعت بعلاقات طيبة مع الكرملين وتلقت قروض حزبية من بنك روسى، وهي المعجبة منذ فترة طويلة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين


و «لوبان» ظلت متشككة فى جدوى الوحدة الأوروبية بشكل واسع، ولديها خطط لخفض مساهمات أوروبا فى الاتحاد الأوروبى والترويج لتحالف مع دول مثل المجر وبولندا، التى يحكمها سياسيون مشابهون لها فى التفكير.
وهناك أيضا مقترحات فى برنامج لوبان الانتخابي تتعارض مع مبادئ حرية الحركة فى الاتحاد الأوروبى، مما أثار اتهامات بأن خططها لفرنسا هى خروج لباريس من الكتلة الأوروبية فى كل شىء إلا الاسم. فعلى سبيل المثال، تريد لوبان أن تعزز العاملين على الحدود وإعادة فرض ضوابط على البضائع التى تدخل فرنسا لمكافحة التزوير. وتريد إعادة التفاوض على اتفاق منطقة شنجن، الذي هاجمته ووصفته بأنه لا يمكن تطبيقه، واستبداله بضوابط مبسطة لمواطني الاتحاد الأوروبي.
بات واضحا أن الغرب يتابع ما يجرى فى فرنسا، ويتحسب لمخاطر أن تشهد باريس بعد أسبوعين لحظة فارقة فى مصيرها ومصير علاقتها بحلفائها لو فازت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان فى جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة الفرنسية.

الطريق إلى قصر الإليزيه سيكون صعبا أمام ماكرون




فوز ماكرون سيكون بشق الأنفس وبفارق بسيط
وترجع هواجس الخوف والقلق، داخل أوروبا، إلى حقيقة أن الطريق إلى قصر الإليزيه سيكون أصعب بكثير أمام ماكرون، ويبدو الموقف أكثر تعقيداً، خاصة أن اليمين المتطرف كسب أرضاً، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية تحتل الصدارة. و «لوبان» أدارت حملة قوية لتحسين صورتها، واستغلت انشغال ماكرون بأعباء الحكم وأزمة الحرب الأوكرانية لتوسع من نشاطها بين الناس، وتحصد فى النهاية نتيجة تجعلها المنافسة الأقوى فى سباق الرئاسة الصعب.

كما أن «لوبان» تدخل الجولة الثانية ولديها احتياطى أصوات مما حصل عليه مرشحو اليمين المتطرف الآخرون، الذين أعلنوا تأييدهم لها (زامور حصل على 7٪ ودوبون حصل على 2٪)، وأفادت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أن ما يقرب ربع ناخبي حزب «فرنسا الأبية» الذي يتزعمه جان لوك ميلانشان يفضلون مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان لأنهم لا يرغبون في العيش لخمس سنوات أخرى تحت حكم ايمانويل ماكرون.
بينما يدخل ماكرون الجولة الثانية ومعه تأييد عدد من المرشحين الذين حصلوا على ما يقرب من 15٪ من أصوات الجولة الأولى، لكن أسباباً كثيرة تدعو للقلق وتجعل استطلاعات الرأى تؤكد على أن فوزه سيكون بشق الأنفس وبفارق بسيط.. فاليمين المتطرف أكثر تنظيماً وأشد حرصاً على التصويت.. المعركة صعبة، والنتيجة «فى حال فوز لوبان» ستكون حدثاً تاريخيا، بان تجلس أول سيدة وأول ممثل لليمين المتطرف، على مقعد الحكم فى قصر الإليزيه، ولأول مرة منذ عقود، وبكل ما يعنيه ذلك لفرنسا وأوروبا.. وللعالم كله!


وفي ظل مناخ ملبد بمخاوف وقلق الغرب ـ بصفة عامة ـ يظل كرسي الرئيس الفرنسي شاغرًا حتى يتم تحديد المنتصر في معركة الانتخابات الرئاسية للدولة العظمى وثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، وأحد القوى العسكرية الرئيسية بالعالم بعد جولة الإعادة المزمع عقدها في 24 أبريل/ نيسان الجاري.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات