انفجار سياسي في المشهد الفرنسي


جراسا -

تأهل المرشحان إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، أمس الأحد، للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وحصل الأول على 28.5% من الأصوات فيما حصلت مرشحة «التجمع الوطني» على 23.6%.. وبلغت نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية 65٪..وبعد إعلان النتائج ستكون الجولة الثانية بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، والتى ستجرى فى الـ24 من أبريل/ نيسان 2022.

وترى الدوائر السياسية والإعلامية في فرنسا، أن نتائج الدورة الأولى للانتخابات لم تكن خارج التوقعات..ولكن تحمل مجموعة رسائل :

أن نجاح ثلاثة مرشحين في جمع أكثر من سبعين في المئة من أصوات الفرنسيين في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية يعتبر انفجارا سياسيا لم يحدث منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأن اقتراع يوم أمس ألغى نصف قرن من الحياة السياسية الفرنسية، حيث أصيب الحزبان التاريخيان أي الجمهوريون والحزب الاشتراكي بضربة قاضية قد تبعدهما لفترة طويلة عن الحياة السياسية الفرنسية سواء في الحكم أو المعارضة
وأن الحملة الانتخابية كانت ضعيفة وغير منطقية، فتسببت في تحقيق ايمانويل ماكرون ومارين لوبان لنتائج لا مثيل لهما في تاريخهما، ودفعت بجان لوك ميلانشون إلى المركز الثالث بنسبة فاجأت الجميع، وتحمل دلالات مختلفة للحياة السياسية الفرنسية.
وكانت مفاجأة هذه الجولة مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الذي حلّ ثالثا بحصوله على 22,2% من الأصوات.
ورغم أن إيمانويل ماكرون، لم يحظ برضا الكثيرين من الفرنسيينفي فترة ولايته الأولى، ورغم أنه لم يكن مثيرا للحماس في حملته الانتخابية، فإنه استفاد من ضعف المرشحين الآخرين ومن رغبة الفرنسيين في الاستقرار في ظل الحرب الروسية الأوكرانية .
وأن المواجهة هذه المرة بين ايمانويل ماكرون ومارين لوبان ، في جولة الإعادة، لا تشبه مواجهة عام 2017، فهي محفوفة بالمخاطر، بعد أن اكتسبت زعيمة التجمع الوطني الكثير من الخبرة والثقة بالنفس، وتحولت إلى أبرز السياسيين المقربين من المواطن الفرنسي البسيط حسب آخر استطلاعات الرأي.


ويشير محللون إلى أن هذه الانتخابات قد شهدت تقدم النسخة المعتدلة أو المقبولة من خطاب أقصى اليمين واليسار، وتراجع النسخ المتطرفة، فقد تقدمت «لوبان»، ممثلة أقصى اليمين، بثلاث نقاط حتى اقتربت من ماكرون، بعد أن قدمت خطابًا أكثر اعتدالًا أعلنت فيه أنها لن تنسحب من الاتحاد الأوروبى، وهاجمت الهجرة غير النظامية، ودعَت إلى عدم قبول مهاجرين جدد فى فرنسا، وقللت من هجومها على الإسلام والمسلمين، فى حين تمسك مرشح اليمين المتطرف، إريك زامور، بنفس خطاب التطرف الأهوج، فتراجع من مرشح ثان فى استطلاعات الرأى مع انطلاق حملته إلى رابع قبل يوم من إجراء الانتخابات.





وهناك من يرى أن فرصة ماكرون للفوز في جولة الإعادة يوم 24 أبريل/ نيسان، محفوفة بالمخاطر، مقارنة بالانتخابات السابقة، فقد خسر جانبًا من شعبيته، وبلغت نسبة الممتنعين عن التصويت حوالي 30%، وهى أعلى نسبة فى تاريخ الانتخابات الفرنسية، وهى تخصم من ناخبى الرئيس وليس «لوبان»، التى ستستفيد من ارتفاع نسب المقاطعين لأن داعميها أكثر تنظيمًا وقدرة على الحشد، وحسموا أمرهم بدعمها، على عكس معظم المقاطعين والمترددين، الذين كان جزء كبير منهم مؤيدًا لماكرون قبل أن يعترضوا على سياساته، وخاصة فى المجال الاقتصادى.



ويقول استاذ العلوم السياسية، د. عمرو الشوبكي، إن إعادة انتخاب ماكرون لولاية ثانية وأخيرة ستفتح الباب فى الانتخابات المقبلة لوصول «لوبان» إلى السلطة، وخسارته ستعنى وصولها كأول مرشحة لأقصى اليمين إلى الرئاسة، وهو ما سيُحدث تغييرًا كبيرًا فى السياسة الفرنسية داخليًّا وخارجيًّا.

وحسب صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، سيسعى ماكرون خلال الأسبوعين المقبلين إلى كسب أصوات اليمين المعتدل وأصوات اليسار، لأن مارين لوبان قد تتمكن من الفوز وكسب أصوات الممتنعين عن التصويت في الدورة الاولى، إذا اعتمدت أسلوب مهاجمة نتائج سياسة ماكرون خلال الخمس سنوات الماضية وتداعياتها السلبية على المستوى المعيشي والصحي والتعليمي والاجتماعي للفرنسيين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات