"دوامة الموت" تهدد اقتصاد أفغانستان


جراسا -

منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في 15 اغسطس/ آب الماضي، تعاني البلاد من أزمة مالية، وتقترب من الانهيار الاقتصادي في ظل غياب السيولة والمساعدات وتراجع الخدمات الأساسية.

ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر افتراضي حول أفغانستان، المجتمع الدولي لتقديم مساعدات سخية للبلد الذي يتعرض اقتصاده «لدوامة الموت».

وقالت الأمم المتحدة، إن أفغانستان على شفير الانهيار الاقتصادي، مع حاجة أكثر من 24 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية من أجل البقاء.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، وهم على وشك الموت، محاولا حشد مساعدات إنسانية قياسية تبلغ 4,4 مليارات دولار لأفغانستان التي تواجه انهيارا اقتصاديا
أكبر نداء دولي على الإطلاق لجمع الأموال من أجل دولة



وبينما تسعى الأمم المتحدة وبريطانيا وألمانيا وقطر التي شاركت باستضافة المؤتمر الافتراضي (الخميس الماضي 31 مارس / آذار)، لزيادة المبلغ الذي طالبت به عام 2021 ثلاث مرات، في أكبر نداء لجمع الأموال على الإطلاق من اجل دولة واحدة، لكنها لم تؤمّن حتى الآن سوى 13 في المئة منه.

المؤتمر الافتراضي كان يهدف إلى مساعدة البلد المنكوب الذي استعادت حركة طالبان السيطرة عليه..واوضح تقرير الأمم المتحدة، أن البعض «يبيعون أطفالهم وأعضاء من أجسامهم لإطعام عائلاتهم» !!
أزمة جوع وسوء تغذية



ويؤكد سياسيون ودبلوماسيون في الأمم المتحدة، أنه من دون اتخاذ إجراءات فورية، ستواجه أفغانستان أزمة جوع وسوء تغذية، حيث يشهد الاقتصاد الأفغاني حالة من التدهور منذ تولي طالبان السلطة، ولم تتمكن الدولة حتى الآن من الوقوف على قدميها اقتصاديًا، وإنما كانت تعتمد بشكل كبير على المدفوعات من الخارج في السنوات الأخيرة. لكن الممولين الغربيين أوقفوا تدفق الأموال إلى طالبان.

90 % من السكان مهددون بالمجاعة

وعلى الرغم من مواصلة المنظمات الدولية تقديم المساعدات الإنسانية، التي تهدف إلى الوصول مباشرة إلى السكان المحتاجين، إلا أنها ليست بالقدر الكافي. فأكثر من نصف سكان أفغانستان مهددون بالتعرض لمجاعة.

رغم مخاطر «دوامة الموت» التي تحاصر الاقتصاد الأفغاني، وتفرض ولقعا مؤلما من سوءالتغذية والفقر والمجاعة التي تهدد 90 % من السكان..فإن الصورة الأكثر إيلاما مرتبطة بمواقف حركة طاليان، التي لا تسمح بتحرك العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية بلا عوائق أو ضمان سلامتهم.
أصعب الأزمات في العالم



واليونيسف قلقة للغاية لأن 3.2 مليون طفل أفغاني يعانون من سوء التغذية الحاد و1.1 مليون طفل معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية «الحاد الوخيم» ما لم يتم التدخل بالعلاج، ويعني سوء التغذية «الحاد الوخيم» أن هناك احتمالاً للوفاة إذا لم يتم تقديم العلاج.

وبينما ترى وزيرة الخارجية الألمانية، أنانيتا بيربوك، أن الأزمة الإنسانية التي يمر بها الشعب الأفغاني، تعد من أصعب الأزمات في العالم.. وقالت إن «من غير المقبول على سبيل المثال عدم تمكين برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة حتى الآن من إمداد ولايات كابول وقندهار وجور بالمواد الغذائية لإنقاذ حياة الناس».

«طالبان» لا تملك حلولا اقتصادية.. وتكتفي بحصار النساء!



ومن الواضح أن حركة طالبان الأفغانية الحاكمة لا تملك أية حلول لحالة العوز التي يعيشها الشعب في أفغانستان. وبدلاً من البحث عن حلول، تنشغل الحركة بسن قواعد للسلوك واللباس، خصوصا بالنسبة للنساء !!.

وفي ظل حالة الفقر ومخاطر المجاعة التي يعيشها الناس في أفغانستان، ومع فرض العقبات والعوائق أمام جهود ومساعي الإغاثة الإنسانية، فإن حكومة طالبان فرضت أيضا قيودا جديدة بخصوص اللباس والسلوك والتراجع عن حقوق المرأة، ولا تزال المدارس الثانوية للبنات مغلقة في أفغانستان.

ولا يُسمح للنساء بالصعود إلى الطائرة إلا برفقة رجل من العائلة ( محرم). وينطبق هذا الأمر على الرحلات الداخلية والدولية على حد سواء.. وحظرت حركة طالبان على غير المحجبات ركوب سيارات الأجرة.. ومنذ استيلائها على السلطة قلصت الحركة المتشددة بشكل كبير من حريات النساء الأفغانيات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات