التل وسبب تسمية العشيرة بهذا الإسم


- التلول لم يغيبوا عن المسرح السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي منذ منتصف القرن التاسع عشر، عام (1850) وحتى يومنا هذا، والى ما شاء الله جلت قدرته وشأنه.
 تنتسب عشيرة التل الى قبيلة بني زيدان النجدية، وهي من القبائل التي سكنت نجد الشرقية، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وأسس أميرها ظاهر بن عمر دولة بني زيدان في عكا مدة خمسة وسبعين سنة، كما هو معروف، وكانت القبيلة في بداية القرن التاسع عشر؛ تفرقت، وأصبحت عشائر، وعائلات؛ تتنقل في مختلف دول المنطقة، ففي الشام والزبداني كان أميرهم عباس بن ظاهر بن عمر بن صالح (أبو زيدان) بن عمر الزيداني، وفي الأردن شقيقه الأمير أحمد بن ظاهر بن عمر بن صالح (أبو زيدان) بن عمر الزيداني، وكان الأمير أحمد بنى قلعة ومسجداً في تبنة ليحكم المنطقة فترة من الزمن، وقد انتقل نسله من بعده الى مناطق متفرقة من الشمال، فسكنوا؛ عقربا، والبارحة، وتل القلعة في عمان حوالي أربعين سنة، وانتقلوا بعدها الى إربد في بدايات القرن التاسع عشر، واستقروا على تل إربد، وبنوا مساكنهم على التل وما يحيط به من أراض.
أول من حمل لقب التل هو الجد ملحم (التل) إبن يوسف إبن الأمير أحمد بن ظاهر بن عمر الزيداني، وأول ظهور لعشيرة التل في وسط مدينة إربد بعد رحيلهم من المناطق التي سكنوها خارج المدينة، كان في الربع الأول من القرن التاسع عشر، إذ شارك الجد مصطفى اليوسف في تأسيس بلدية إربد عام (1881)، وكان نائباً لرئيس البلدية، وأحد أهم ملاكي المدينة، وشيخ مشايخ إربد، موظفاً في الدولة العثمانية في نهاية عهد السلطان العثماني عبد الحميد خان الثاني.
قبل بداية العهد الأميري، الملكي فيما بعد؛ شارك أبناء العشيرة في تشكيل حكومة إربد، برئاسة (علي خلقي) باشا الشرايري الذي كان قائداً عسكريا في الجبهة الشرقية التركية، وعاد الى مدينته إربد بعد سيطرة أتاتورك، ويهود الدونمة على مقاليد الحكم في إسطنبول، وعزل السلطان العثماني، واعتقاله في بيته الى أن توفاه الله، وتشكلت الحكومة من القائمقام (علي نيازي) مصطفى التل، رئيساً للحكومة المؤقتة لمدة ستة أشهر، والقائد محمود الروسان وكان على رأس قوة عسكرية مسلحة قوامها خمسمائة عسكري من أبناء الأردن، وزيراً للدفاع، وعدداً من أبناء الشمال في أول تشكيلة حكومية، إلا أن هذه الحكومة لم تستمر سوى بضعة أشهر، وبمجيء الأمير عبد الله بايعه الجميع أميراً على الدولة الأردنية، ملكاً دستورياً بعد الإستقلال.
لو نظرنا الى أفراد عشيرة التل عام (1914)، لوجدنا أن عددهم لم يكن يتجاوز ثلاثة وثلاثين فرداً، وفق الإحصائية التي قام بإعدادها: الشاعر (مصطفى وهبي) صالح مصطفى التل، وعارف أحمد مرعي التل، وسامح حجازي (رئيس بلدية إربد السابق)، ومحمد صبحي أبو غنيمة، خرج من بين هذا العدد الذوات التالية أسماؤهم:
1- مصطفى يوسف الملحم التل، وكان شيخاً لإربد، وأحد كبار موظفي الدولة العثمانية فيها، مسؤولاً عن الخراج والضرائب، وبعد سقوط الدولة العثمانية أصبحت أراضي الدولة التركية الخاضعة لسلطته، ملكاً له ولأبنائه الى أن أعادت الدولة الأردنية تنظيم الأراضي، وإفرازها من أجل فرض الضرائب، والرسوم لصالح حكومة الإمارة.
2- صالح (أفندي) مصطفى يوسف التل: أحد أهم أبناء عشيرة التل، وأول محام أردني يمارس عمله القانوني والسياسي في العهد التركي، درس في عنبر بدمشق، وحصل على إجازة المحاماة عام (1912).
أصدر أول بيان انتخابي كان يُعد أول بيان في تاريخ الأردن، يشير فيه الى الإصلاحات التي سيعمل على ترجمتها في حال فوزه بمقعد عن مجلس المبعوثان التركي.
افتتح أول مدرسة لتعليم الإبتدائية في الجامع المملوكي...
أصبح وزيراً للعدل في العهد الفيصلي عام (1918)، ووزيراً للعدل في الحكومة التي شكلها علي خلقي باشا الشرايري عام (1920 – 1921)، وشهدت هذه الحكومة تعيين ثلاث شخصيات من عشيرة التل، هم: (علي نيازي) التل رئيساً للحكومة، وصالح التل (العجلوني) وزيراً للعدل، وخلف (باشا) التل منسقاً للحكومة، وتم تكليفه بمهمة تشكيل جيش وطني وذلك لخبرته العسكرية الواسعة في الجيش التركي.
3- الشاعر والسياسي الكبير (مصطفى وهبي) صالح يوسف التل (أبا وصفي): حاكم إداري، وسياسي كبير، وشاعر الأردن، وأحد فحول الشعراء العرب.
4- عبد القادر أحمد مرعي التل: عضو مجلس المبعوثان (النواب التركي)، ونائب في مجلس النواب الأردني، وكان عمل مساعداً لمدير مالية إربد، وفيما بعد مديراً للمالية في قضاء عجلون التابعة للدولة العثمانية، ما بين عام (1908 و 1911).
5- اللواء خلف محمد يوسف التل: قائداً كبيراً في الدولة العثمانية، شارك في حرب السويس، وعاد الى الأردن ليكون ضمن تشكيلة الحكومة في العهد الأميري (الملكي فيما بعد)، وزيراً للداخلية، (مفتشاً للإدارة في حكومة توفيق أبو الهدى)، عام (1938)، وعمل قنصلاً عاماً في العراق حتى وفاته عام (1943).
6- (أبو صعب) القائد أحمد محمد ابراهيم التل: ضابط كبير في الجيش، حارب في سوريا ولبنان ضد القوات الفرنسية المحتلة.
بحساب بسيط؛ ستة من أفراد العشيرة استلموا مناصب من بين ثلاثة وثلاثين فرداً، كانوا يشكلون الجيل الثالث من عشيرة التل، بينما بعض العشائر في ذلك الحين لم يكن يتجاوز عددهم سبعة أفراد، أو على الأكثر؛ خمسة عشر فرداً، لم يكن بينهم وزيراً واحداً أو مسؤولاً إلا ما ندر، وكان عدد التلول في ذلك الزمن؛ الأكبر من بين العشائر المعروفة في بداية القرن الماضي، ولم يغيبوا عن الحياة السياسية، والنيابية، والبلدية، والثقافية منذ أكثر من مائة وخمسين سنة، وأنا أتحدث هنا عن عشيرة تعتبر ذروة سنام قبيلة بني زيدان في نجد والحجاز وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات