جراسا -

كتب محرر الشؤون المحلية - لم تمض سوى أقل من 5 أيام على الحرب والمعارك الدائرة في أوكرانيا إلا أن هذه الحرب باتت شماعة لحالة الفوضى في الأسعار على السلع الأساسية في المملكة والتي ازداد سعارها ولهيبها خاصة في ظل غياب الرقابة الصارمة على ما يجري في الأسواق من قبل وزارة الصناعة والتجارة وكأنها خارج التغطية.

ورغم أن الحرب الدائرة هناك غير مؤثرة على المملكة ، إضافة لم يمض على بدايتها زمن طويل ، إلا أن أسعار الكثير من السلع شهدت ارتفاعا كبيرا وملحوظا بالأسعار ، فعلى سبيل المثال ارتفعت أسعار زيوت القلي من 9 الى 15 % ، الأمر الذي سينعكس سلبا على أسعار المطاعم الشعبية.

الأهم من ذلك بل والأخطر ، لما سيحدثه من انعكاسات سلبية على منتجات الحليب ومشتقاته كالألبان والأجبان ، هو ارتفاع الأعلاف سيما أن الثروة الحيوانية في المملكة وخاصة الأبقار تعتمد على ما نسبته 35 % من الصويا والذرة في الأعلاف ، حيث ارتفع سعر طن الذرة من 275 دينار الى 300 دينار ، وارتفع سعر طن الصويا من 425 دينارا الى 510 دنانير رغم انخفاضها عالميا بنسبة 4 % .

هذا يعني أن أسعار الحليب ومشتقاته التي هي من الحاجيات الأساسية سترتفع ، ولربما تخلو موائد الأردنيين منها الذي سيلحق بشكل مؤكد خسارة بهذا القطاع ، أو سيحمل المواطنين كلفا لا قدرة لهم عليها سيما الحليب الذي لا غنى عنه بالدرجة الأولى للأطفال.

إذن الأرقام والنسب المذكورة أعلاه واضحة للعيان ، والشمس لا تغطى بغربال يا وزير الصناعة ، فأين أنت ووزارتك مما يجري في الأسواق ، سيما أنك صرحت أكثر من مرة بأن مخزوننا من المواد الأساسية كافي لمدة 15 شهرا ، وأن الأوساط التجارية كافة أكدت على أن الحرب الدائرة بأوكرانيا لن تؤثر على الأردن .

وأين المخزون الكافي الذي صرحت عنه ؟ ولا ننسى التذكير بأنه خلال الخمسة أيام الماضية لم تصدر أوكرانيا سلعا ، ولم يستورد الأردن منها ؟ فلماذا الارتفاع بالأسعار يا وزير الصناعة مع التذكير بأننا على مشارف رمضان المبارك الذي يشهد حراكا في الأسواق ، وأننا لازلنا تحت تأثير تبعات كورونا الاقتصادية.

قبل أيام أطلقت القطاعات الاقتصادية نداءات الى وزير الصناعة بضرورة الخروج من المكاتب ، وفتح نافذة السيارة السوداء التي تحول بين المسؤول والمواطن ، وضرورة نزوله الى الميدان والاطلاع على الأوضاع بشكل مباشر واتخاذ الإجراءات اللازمة دون تردد لحماية جيب المواطن وعدم تحميله أعباءا اضافية في ظل هذه الظروف.

ناقوس الخطر يدق اما اعين الجميع فاين انت يا وزير الصناعة عما يجري، فنحن بحاجة الى اتخاذ قرارات جريئة لحماية الاسواق وجيوب المواطنين من التغول عليها ومعالجة الاسباب ... افعلها يا وزير الصناعة وانتصر للمواطنين.