منذ أتخاذ قرار أزالة تشوهات فاتورة الكهرباء وهو الذي يعني رفع أسعارها وهو مصطلح جديد تمويهي وتخفيفي ليظهر الأمر وكأنه عملية أصلاح لفاتورة الكهرباء التي خربها المواطن ، منذ ذلك الحين وحتى الان يصر المسؤولون على ان هذه الأسعار لن يتأثر بها أكثر من ٩٣% من المواطنين او عدادات الكهرباء بدء من رئيس الحكومة مرور بوزير الطاقة ورئيس هيئة الطاقة ومدير شركة الكهرباء وكل مسئول او موظف له علاقة بالطاقة او الكهرباء ، هذا يعني ان ٧% من المواطنين هم الذين سوف يتأثروا بذلك الرفع حسب المعطيات اعلاه ، تقول وزارة الطاقة ممثلة بمسئوليها ان الناتج من عملية الرفع وازالة التشوهات هي ٥٠ مليون دينار ، هل يعقل ان ال ٥٠ مليون دينار سوف تأتي من ال ٧% من المواطنين طبعا هم فئة المستهلكين الذين فاتورتهم اكثر من ٦٠٠ ك واط أو فاتورتهم أكثر من ٥٠ دينار ، على الأرجح واعتقادي ان المبلغ أكثر من ذلك لأن الحكومة لا يمكن ان ترمي كسرة خبزها الا على رغيف كبير ومشروح وان الكل متأثر ، والسؤال المطروح هل الدعم الذي سوف يعطى للمواطنين من ضمن ال ٥٠ مليون ام من خارج المبلغ ؟ واذا كان الأمر كذلك اي أن ال ٧% من المواطنين المتأثرين سوف يجمعوا ال ٥٠ مليون دينار والتي سوف تصرف على القطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية والزراعية وغيرها ، هل من العدالة في شيء ان تتحمل هذه الفئة من المستهلكين هذا المبلغ وتحمل مسئولية انعاش هذه القطاعات ؟ هل في شرع الاسلام ، في شرع المنطق ، في شرع الانسانية ، في قوانين الامم المتحدة ، دول عدم الانحياز ، دول الكومنولث ؟ أليس ذلك مدعاة للتساؤل والاستغراب ؟! هل يعقل ان ترفع أسعار الكهرباء لفئة أكثر من ٦٠٠ ك واط من ١٥٨ فلسا الى مائتا فلس ؟ بزيادة مقدارها ٤٢ فلسا لكل ك واط ، أليست هذه عقوبة أستهلاك ؟ ألا يحق للمواطن أن يشتي ويتدفأ وأن يصيف ويكيف ويشيل الكشرة عن وجه اللي حاملها مثل كمامة الغاز بطاقة نظيفة بعيدا عن أثار الادوات الاخرى ؟! ثم من قال أن باقي فئات الاستهلاك الاخرى غير متأثرة ، ان فئة الاستهلاك من ١ الى ١٦٠ ك واط وهي الطبقة الفقيرة والتي عادة ما يتم البكاء عليها لم يبقى لديها من يبكي عليها ، حيث كانت تدفع ٣٣ فلسا لكل ك واط واصبحت تدفع ٥٠ فلسا لكل ك واط بزيادة ١٧ فلسا لكل ك واط وترقت درجه مبروك ، وفئة الاستهلاك من ٣٠٠ الى ٥٠٠ ك واط أصبحت تدفع ١٠٠ بدل فلس لكل ك واط بدل ٧٢ فلس بزيادة قدرها ٢٨ فلسا لكل ك واط وترفعت درجة مبروك اللهم لا حسد ، أليس هذا تأثر بالأسعار ؟ لقد وُعدت هذه الفئات بدعم من ٢ دينار الى ٢ دينار ونصف حسب الفئة ، يعني ان مبلغ الدعم من جيبتهم كله أو بعضه والباقي من فئة البطرانين المستهلكين فوق ال ٦٠٠ ك واط .
تقول الحكومة ووزارة الطاقة انها سوف تصرف المبلغ المتأتي من رفع الأسعار على القطاعات التي ذكرت اعلاه ، ولن تدخل خزينة الدولة ، طيب مواطن غبي يسأل ونرجو اجابة من حكومة ذكية ، بالله عليكم كيف سوف تصرف هذه المبالغ ، دعم مادي مباشر، ام شراء لهم بعض المستلزمات للصيانة ؟ أم شراء قرطاسية ؟ نريد معرفة كيفية الصرف ، لقد حصلت هذه القطاعات على تخفيض لأسعار الكهرباء ، الا يكفي ذلك ؟ ان دخول هذه الأموال الى خزينة الدولة ليس تهمة وبودنا كمواطنين ان تدخل هذه الأموال خزينة الدولة . ان الاصرار على عقلية عنزه ولو طارت لا تقنع المواطن أبدا ، . كما في هذه القصة ، يحكى ان طفلا ذهب الى والده وهو في جمع من الرجال وطلب منه شلنا أي خمسة قروش فما كان من الأب الا ان مد يده في جيبه واخرج قرشا ووضعه في جيب الولد مباشرة وقال له خذ الشلن وانصرف فورا ، فتحسس الولد القطعة واذا هي قرشا واحدا فقال لأبيه على حسن نية ان هذا قرشا واحدا ، فقال الوالد بنبرة حادة بقلك ضب شلنك وانصرف فقال الولد بابا هذا قرشا واحدا فنظر الأب الى ولده غاضبا ثائرا وقال بقلك ضب شلنك احسن لك واذهب والا والله كل جمعيات ومنظمات حقوق الطفل ما بتنفعك ولا بتفيدك ..........