وسط تحذيرات من ثورة غضب فلسطينية .. دعوات إسرائيلية لتسوية القضية الفلسطينية بعد رحيل مبارك


جراسا -

دعت صحف إسرائيلية إلى ضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد مبارك، بما تحمله من متغيرات مختلفة، مشيرة إلى ضرورة " تحقيق تسوية سلمية مع الفلسطينيين" حتى تكسب إسرائيل "تعاطف الشعب المصري والعربي"، وتستطيع الحفاظ على السلام مع الدول التي تربطها بها اتفاقات سلام بالفعل مثل مصر والأردن، لاسيما بعد رحيل مبارك الذي وصفته بأنه "كان يحمي هذا السلام".
 
يأتي هذا  فيما حذر كتاب وخبراء إسرائيليون من سيناريو لثورة غضب في الأراضي الفلسطينية المحتلة تكون موجهة ضد السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ودعوا إلى " التقرب من المليون ونصف فلسطيني الذين يعيشون في إسرائيل، خوفا من أن يثوروا ضد الحكم في إسرائيل نتيجة العنصرية والاضطهاد الذي يعانون منه".  
 
تعاطف الشعوب
 

وإدراكا منها أن نظام حكم مبارك أصبح يقترب من نهايته، دعت صحيفة "هاآرتس" في افتتاحيتها اليوم  الثلاثاء  8 فبراير 2011  إلى ضرورة الاستعداد لمرحلة ما بعد مبارك، بما تحمله من متغيرات مختلفة.

وقالت "هاآرتس" : "إن إسرائيل يجب أن تحافظ على السلام بعد رحيل مبارك، وذلك من خلال حل المشكلة مع الفلسطينيين، لأن إسرائيل لا تحظى بأي تعاطف في الشارع المصري، إلا من خلال تحقيق تسوية سلمية مع الفلسطينيين."
 
كما أكدت الصحيفة  أن على إسرائيل أيضا أن تمد يدها إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وأن تحاول كسب تعاطف الشعوب العربية بأي طريقة، لكي تحافظ على السلام مع الدول التي تربطها بها اتفاقات سلام بالفعل مثل مصر والأردن، لاسيما بعد رحيل مبارك الذي كان يحمي هذا السلام.
 
بدوره اعتبر الكاتب الإسرائيلي زهير إندراوس، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الثلاثاء، إلى أن إسرائيل أخطأت في التعامل مع مرحلة ما بعد سقوط نظام مبارك "الديكتاتوري"، وذلك بخروج تصريحات إسرائيلية تعادي دمقرطة العالم العربي، وترى في ذلك خطرا على السلام مع مصر.
 
ورأى الكاتب أن أفضل استعداد إسرائيلي لنظام جديد في مصر، يتمثل في محاولة التقرب من المليون ونصف فلسطيني الذين يعيشون في إسرائيل، خوفا من أن يثوروا ضد الحكم في إسرائيل نتيجة العنصرية والاضطهاد الذي يعانون منه. 
 
ثورة غضب فلسطينية
 
  وفي يوم 2 فبراير  الجاري طالب باحثون كبار في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، القادة الإسرائيليين، بالاستعداد جيداً للتغييرات الجذرية التي ستحصل بعد مرحلة مبارك - الذي يبدو أن نظامه انتهى- بغض النظر عن نتيجة الاحتجاجات الحالية.
 
وأشار المعهد  في ورقة بحثية أعدها شموئيل إيفن، إلى  أنه لو نجح المصريون في الإطاحة بمبارك فإن ذلك سيؤثر بشكل كامل على الوضع الإستراتيجي لإسرائيل، وبالتالي فإن حالة عدم الاستقرار في مصر والاضطرابات التي تشهدها لبنان، تتطلب أن تزيد حكومة نتنياهو من مطالبها وشروطها الأمنية للتوصل إلى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية.

كما تحدثت الصحفية عميره هيس في مقالة لها بصحيفة "هآرتس" في مقال نشر في اليوم نفسه عن سيناريو لثورة غضب في الأراضي الفلسطينية المحتلة تكون موجهة ضد السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وبحسب "هيس" فإن أنظمة القمع التي أنتجتها إسرائيل تحولت إلى منظومة دفاعية ممثلة بالسلطة الفلسطينية، ستعمل كل ما بوسعها لقمع أي ثورة فلسطينية.

وترى هيس أن أنظمة القمع التي أفرزتها إسرائيل ستنهار عاجلا أم آجلا، وستشهد المناطق الفلسطينية مظاهرات شعبية قد تخترق الحواجز والجدران لتصل الجماهير إلى منطقتي سلوان والشيخ جراح.
 

وخلصت للقول "علينا ألا نكون ساذجين، ففي مثل هذه الظروف فإن الأوامر ستعطى للجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص حتى وإن شارك بالمظاهرات مئتي ألف فلسطيني".

وكانت يديعوت أحرونوت قد أشارت في تقرير لها يوم 1 فبراير حمل عنوان " التالون في الدور"، أشارت فيه إلى أن هناك مئات الآلاف من الشبان العرب ممن يتابعون انتفاضة الشوارع في مصر، باتوا يحذرون من أنه بعد سقوط مبارك، سنخرج إلى الشوارع لنتظاهر ضد الديكتاتوريين عندنا. 

سيناريوهات مستقبلية
 

من جهته أعرب  "يورام ميتال" رئيس مركز "هرتسوغ" لبحوث الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون في مقال له في يديعوت أحرونوت نشر يوم 4 فبراير، عن اعتقاده أن مصر المستقبل لن تلغي اتفاق السلام مع إسرائيل، لكنها ستسعى لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع حماس، مما يعني وضع نهاية لما وصفها بسياسة العزلة التي فرضتها إسرائيل بمساعدة مبارك على قطاع غزة حيث تسيطر حماس.
 
بدوره أكد بن كاسبيت في مقال نشرته "معاريف" يوم 30 يناير الماضي، أن السيناريو المطروح بقوة حاليا هو" "كيف ستبدو مصر في اليوم التالي لمبارك؟" وكيف سيؤثر هذا على وضع إسرائيل الإستراتيجي؟ وأشار إلى أن المشكلة هي أن أحدا لا يعرف كيف يرسم مثل هذا السيناريو. مثلما لم تكن لدينا فكرة عن مدى هشاشة النظام المصري، هكذا لن تكون لدينا فكرة إلى أين تؤدي كل هذه الخطوة بمصر.

وفي نفس اليوم أيضا، طرحت معاريف سيناريوهات مستقبلية عدة لما ستكون عليه الأوضاع في مصر، مشيرة إلى أن أقوى سيناريو مطروح هو سقوط نظام مبارك، لتتحول مصر بعد ذلك إلى دولة ديمقراطية قريبة للغرب تعزز قيم حقوق الإنسان. أو أن تتحول مصر إلى جمهورية إسلامية نتيجة انتخابات حرة تظهر فيها قوة "الإخوان المسلمين" وسيطرتهم على الحكم.

أما السيناريو الثاني- بحسب الصحيفة-  فهو بقاء نظام مبارك بعد أن تذوب الاحتجاجات، ويرفض مبارك التنحي وينجح الجيش وقوات الأمن في تدهور الأوضاع، وينفجر على إثر ذلك حمام دماء بعد أن يسمح مبارك للموالين له وللحرس الجمهوري بقمع الثورة بالقوة.
 
"الإخوان المسلمين"
 

وتوقع الكاتب "روبيك روزنتال" في مقال له في صحيفة يديعوت أحرونوت يوم 6 فبراير الجاري، أن حالة الفراغ في السلطة في مصر من الممكن أن تدفع "الإخوان المسلمين" إلى سدة الحكم في مصر، خاصة وأن ربع السكان في مصر يؤيدونهم علنا، ومن الممكن أن تنضم لهم طوائف سكانية أخرى.


وتحت عنوان" الإخوان الكبار" ذكر الكاتب "عميت كوهين" في مقالة له في هاآرتس يوم 4 فبراير، أن "الإخوان المسلمين" ظهروا في الاحتجاجات ضد مبارك في مقدمة المنصة، مشيرا إلى أنه حتى لو بقي مبارك على مدى أشهر عديدة، يبدو أن مصر تسير نحو فترة جديدة، فترة انتخابات حرة، بمشاركة التيار الإسلامي.

ورأى الكاتب أن الحياة تحت الأرض، في ظل القمع المتواصل، تجعل من الصعب جدا تقدير قوة "الإخوان المسلمين". ومع ذلك، فخلافا لباقي قوى المعارضة، فإنه رأى أن التيار الإسلامي في مصر نجح في البقاء والازدهار؛ فرجاله يسيطرون على الاتحادات المهنية، وعلى خلايا الطلاب، وعلى المساجد وكذا في المجال الالكتروني.
 
وفي مقال له نشرته صحيفة "إسرائيل هايوم"  يوم 3 فبراير، أشار "عوزي برعام" إلى أن الثورة في مصر هي ثورة الشباب بسراويل الجينز والقمصان قصيرة الأكمام، ولكن في اللحظة التي يسيرون فيها في شوارع القاهرة والإسكندرية يختبئ خلف ظهورهم زعماء "الإخوان المسلمين".
من جانبه، حذر رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية الجنرال احتياط "عاموس جلعاد"، يوم 3 فبراير، من أن صعود الإخوان في مصر سيقلب موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وأنه سيجر المنطقة إلى دوامة من عدم الاستقرار.
وشدد جلعاد على إمكانية صعود "الإخوان المسلمين" إلى سدة الحكم في مصر بدلا من نظام حسني مبارك الحالي، مؤكدا أن ذلك سيغير موازين القوة في المنطقة إلى الأسوأ.

انتقال العدوى

واتفقت الكثير من الآراء الإسرائيلية على وقوع المنطقة العربية تحت ما سمته بـ"تأثير الدومينو" على خلفية ما حدث في كل من تونس ومصر، فقد توقعت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها يوم 4 فبراير، أن تنتقل موجات الانتفاضات الشعبية إلى دول عربية أخرى مهيأة ذاتيا وموضوعيا لذلك، ما يعني - برأي الصحيفة - أن الحكام العرب سيضطرون للتعامل الجدي والحقيقي مع قضايا شعوبهم لأن نجاح أي انتفاضة عربية في تغيير الواقع السياسي القائم والانتقال من حالة الديكتاتورية إلى حالة الديمقراطية سيشجع الكثير من الدول العربية على أن تحذو حذو كل من تونس ومصر.


وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان " الزعماء يرتعدون" إلى أن الأجواء ليست عاصفة في مصر وحدها، بل في دول عربية أخرى كذلك.
 
وفي نفس الصدد،  توقع بحث أكاديمي تابع للجامعة العبرية بالقدس من إعداد كل من تمير شيفر وشاؤول شنهاف ونشرته يديعوت أحرونوت يوم 2 فبراير، عدم استقرار بعض الأنظمة العربية وغير العربية وحدوث ثورات في دول أخرى من بينها الصين.
وخلص هذا البحث إلى أن الأنظمة العربية تنتظر دورها في لعبة الدومينو، فقد تم "تشخيص" عدم استقرار الحكم في كل من الأردن والجزائر وماليزيا، وأن حركة الدومينو ستعصف أولا بالمنطقة العربية ثم تتجه شرقا؛ حيث يوجد الكثير من الأنظمة القمعية.
 
رؤية ليبرمان


ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، خلال خطاب ألقاه أمام اجتماع لدبلوماسيين أوروبيين مؤيدين لإسرائيل، أمس الاثنين، أن العالم العربي أخذ يضعف، مشيراً إلى وجود ثلاث دول قوية في الشرق الأوسط، وهي ليست عربية

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان، قوله للدبلوماسيين الأوروبيين: "إننا نرى اليوم أن العالم العربي أخذ يضعف، والسبب الأساسي لمشكلة انعدام الاستقرار الإقليمي هو التوتر الداخلي، ومشاكل داخلية في البلدان العربية".

وأضاف أنه "يوجد اليوم ثلاثة لاعبين مركزيين في الشرق الأوسط، ليس بينهم أي دولة عربية، وهم إيران وتركيا وإسرائيل". وتابع أنه "بسبب المشاكل الداخلية في البلدان العربية، فإننا نرى الكثير من المواجهات في المجتمع الإسلامي".

وزعم ليبرمان أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس الصراع المركزي في المنطقة".
واستطرد: "إني أعتقد أن ثمة سوء فهم، فالصراع مع الفلسطينيين هو أقل من واحد بالمائة من مجمل المشاكل في الشرق الأوسط... وكل من يقول إن صراعنا هو أساس المشاكل، فإنه يحاول التهرب من الواقع".


(إسلام أون لاين)



تعليقات القراء

بلبل
قريبا جدا جدا ثورة غضب شعبية في كل انحاء الاردن من الشمال الى الجنوب لتصفية لصوص البلد الي ياعوا اراضيها و ثرواتها و سرقوا المساعدات الخارجية و افلسوا الخزينة و افقروا الشعب و مصوا دمه بالضرائب

ثورة غضب اردنية قريبا قريبا قريبا
09-02-2011 12:57 AM
احمد العربي
انهالزلزال البالغه قوته مليون متظاهر في ميدان التحرير وان مبارك زائل ومن بعده سلظة دايتون و شلة الاجرام في رام الله وحكومة الاجرام الصهيونيه باذن الله
09-02-2011 06:03 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات