التحرش الجنسي .. انتشار شرس وعقوبات غير رادعة


جراسا -

مصطفى محمد- لازالت مشكلة التحرش الجنسي الهاجس القديم الحديث الذي يطارد ويؤرق الكثيرين ليس فقط في الأماكن العامة أو وسائل التنقل ، بل أيضا الكترونيا عبر وسائل الإتصال بكل أنواعها ، وبشكل زادت حدته كثيرا دفعت الجهات الرسمية للتحذير منها وعدم التردد بالإبلاغ عنها.

يعرف التحرش الجنسي بأنه سلوك غير مرغوب فيه يجعل الشخص المتحرَّش به يشعر بالإهانة أو التهديد أو الإذلال، وهو قد يكون واضحا أو غير مباشر، جسديا أو لفظيا، كما قد يشمل الأشخاص من نفس الجنس وليس شرطا أن يكون ضد شخص من الجنس الآخر.

الكثيرون ظنوا أن عملية التباعد الجسدي والاجتماعي في ظل جائحة كورونا ستحد بشكل كبير من التحرش الجنسي الجسدي ، لكن لا نبالغ أن منتهجي هذا السلوك لم يجدوا عملية التباعد عائقا امامهم في ظل الاستمرار بهذا السلوك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأساليب التكنولوجيا وهو الأمر الذي أدى آثار سلبية أشد.

في واقعنا الأليم شهدنا حالات كثيرة من التفكيك المجتمعي بين فئات وشرائح مختلفة من المجتمع "مراهقين وبالغين"
إذ ضجت مواقع التواصل قبل أيام بمقطع مصور لصاحب شركة يتحرش بأحدى الموظفات التي تعمل لديه بمنصب سكرتيرة لفظيا ويهديدها بالقتل ان تحدث بحرف واحد عما حصل بينهما من مشادات كلامية بعد تحرشه بها.

باحثة أجتماعية في علم النفس فضلت عدم ذكر اسمها قالت لـ"جراسا" أن التحرش له أسباب ودوافع كثيرة نعاني منها في الاردن على رأسها البطالة التي هي احدى الدوافع الاساسية التي تساعد الفرد على ارتكابه لمثل هذه الأفعال ، مضيفة الى ذلك الانفتاح والتكنولوجيا وترك الاطفال فعل ما يحلو لهم دون رقيب أو حسيب هو السبب الحقيقي لإرتكابهم مثل هذه الجرائم المنافية للحياة.

وأشارت الى أن أحد أهم الأسباب المجتمعية في موضوع العنف الجنسي والتحرش هو غياب القوانين الرادعة وسلطة القانون هي التي تستطيع حماية الضحايا وردع المتحرشين والمعتدين.

وأضافت ان الآثار النفسية للتحرش الجنسي حدوث تغيرات نفسية وفسيولوجية، فسيولوجية مثل سوء الهضم ونفسية مثل العار والخجل للمتعدي عليه جنسياً، فقد الشخص المتعدي عليه السمعة وفقدان العمل لديه وعدم النوم والقلق والتوتر دائمًا وعدم الثقة بالنفس، الضغط النفسي والشعور بالضعف والشعور بالعرق والعجز، عدم ذهاب الطالب أو الطالبة إلي المدرسة وفقد الأصدقاء لافته الى ان  الآثار النفسية والسلبية للمرأة تتمثل في عدم احترمها لنفسها وقلة الثقة وعدم الإرتياح النفسي للجنس.

من جهته وصف المحامي فايز العظامات "التحرش بالتنمر" مضيفا خلال حديثه لـ"جراسا" الى ان هناك انواع كثيرة من التحرش الجنسي ، منها التحرش دون ملامسة الجسد الاخر" كلام لفظي" والذي تتراوح مدة عقوبته من أسبوع الى شهر فقط ، وهناك التحرش بملامسة الطرف الاخر حيث يتم تحويل الشخص المشتكى عليه الى القضاء ، ويحاكم بتهمة جناية هتك العرض وتتراوح مدة عقوبته في هذه الحالة من 3-7 سنوات.

وأشار العظامات الى أنه اذا كانت المتعرض للتحرش قاصر فإنه يعاقب المشتكى عليه في هذه الحالة بالحبس 10 سنوات منوها الى ان التحرش يقع على الطرفين سواء كان ذكر او انثى .

وطالب العظامات ان تكون العقوبات في جرائم التحرش أكثر ردعا من اي وقت مضى مشيرا الى ان الرادع العشائري أفضل من الرادع القانوني في هذه الجرائم .

وقال أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور حسين خزاعي أن الأسباب التي تدفع الفرد للقيام بالتحرش كثيرة لا تعد ولا تحصى ولكن أهمها التربية الأجتماعية الخاطئة وأنتشار الفيديوهات الإباحية على مواقع التواصل الأجتماعي التي تؤدي الى إثارة الغرائز لدى الفرد وغياب الاهل عند مرحلة التوجية والأرشاد.

ووفقا لآراء استطلعتها "جراسا" فإن هناك عوامل تزيد من مخاطر التحرش الجنسي، مقسمة الى مجموعتين إحداهما مرتبطة بالشخص والأخرى بالمجتمع:

فالعوامل المرتبطة بالشخص تتمثل بشرب الخمرواستعمال وإدمان المخدرات ، وأن يكون الشخص لديه شخصية معادية للمجتمع ونقص التعليم والتعرض للعنف أو الاعتداء الجنسي أثناء الطفولة ووجود نظرة لدى الشخص تتقبل العنف في التعامل مع المرأة وأن يكون الشخص ممن يمارسون الخيانة الزوجية.

أما العوامل المرتبطة بالمجتمع فتتمثل بالنظرة التقليدية في المجتمع التي تفضل الرجل وتعطيه أفضلية، ويطلق البعض على هذا مصطلح "المجتمع الذكوري" ، ويضاف لها وجود قناعات مجتمعية شاذة، مثل أن التحرش أو ممارسة الجنس عنوة أو الاغتصاب دليل على قوة الرجل وذكورته.

ولفت المستطلعة آراؤهم الى ان هناك قناعات شاذة أيضا - قد تدعم سلوك التحرش- منها النظرة اللوامة ضد المرأة، فالفتاة المتحرش بها "تستحق ذلك لأنها كانت ترتدي لباسا معينا أو نزلت في مكان معين"، ولكن هذه النظرة خاطئة وجريمة أخرى في حق المرأة، فالمتحرش يمارس سلوكه ضد أية فتاة مهما كان لبسها ساترا أو سافرا وفق نظرة المجتمع، كما أن السفور لا يعطي العذر أو المبرر لأي شخص لممارسة التحرش.

مما سبق نصل الى نتيجة أنه يجب التعاون من قبل المختصين والجهات المعنية والمختصة لمعالجة مشاكل التحرش عن طريق تشديد العقوبات ونشر الوعي بين الأفراد وتوجيه النصيحة الى النساء في كل مجتمع بعدم السكوت عن المتحرش بل يجب العمل على إيصاله الى القضاء ليتلقى العقوبة المناسبة على هذا التصرف المضر بالأخرين.



تعليقات القراء

متهور
كله يرجع لحشمة المرءة ان كانت ساتر حالها تسلم ولن يستطيع احد التعرض لها ... اما ان كانت داسه حالها بفيزون سمول وبلوزه اسمو ومقاسها لارج هون الخراب هههه
20-02-2022 06:00 PM
عوده
لمعالجه التحرش الجنسي
عالجو مشكله الفقر والبطاله
وعالجو مشكله العداله الاجتماعيه
وعالجو مشاكل الفساد
وعالجو قوانين المحاكم الشرعيه التي بحاجه الى تعديل بعضها
وسوف تنقلص مشكله التحرش الجنسي إلى 70٪
20-02-2022 08:02 PM
سائد عبد الشافي
الى تعليق المتهور. أعتقد ماتقوله تخلف . اللبس لادخل له في التحرش فهناك رجال مرضى يتحرشون باطفال ذكور. وكم من فتاة غير محجبة لديها أخلاق أكثر من متحجبة واعكس وارد. لذلك كفانا تخلف.
20-02-2022 08:34 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات