توقعتُ فأَصبت، 4 شباط 1996 !!


ترشحت للإنتخابات النيابية عام 1993 عن محافظة الطفيلة، فأخذت أزور مناطقَ تجمع أبناء المحافظة، في عمان والعقبة والزرقاء.

كان تجمع أبناء الطفيلة في العقبة كبيرا، ووجدت ان عددا غير قليل منهم، كان مسجلا في سجل ناخبي العقبة.

كانت معرفتي محدودة جدا جدا بالمرشح عن العقبة عبد الكريم الكباريتي، ولكنني كنت اراقب صعوده الصاروخي، المستند إلى امكاناته المتميزة ووضوحه ونزاهته وشجاعته.

صرت أطلب من الطفايلة المسجلين في العقبة أن ينتخبوا عبد الكريم الكباريتي، وأطلب ذلك من أخي في الرضاعة عيد غنام الفيومي أبو فارس وأقاربه، وكذلك من نسايبنا العقباوية آل رضوان، الذين يصاهرهم إبن عمي محمد فرج الداودية أبو عتبة.

كنت أقول للعقباوية وللطفايلة المسجلين في العقبة، إنّ دعم وانتخاب عبد الكريم الكباريتي، يعني أن يصبح من العقبة رئيس وزراء، فالرجل مكتمل وسيصبح رئيس وزراء عاجلا أو آجلا.

نجح كلانا في الإنتخابات، وتحت القبة توطدت صداقتنا، المستمرة حتى اليوم، ولما كلفه الملك الحسين بتشكيل الحكومة اتصل بي قائلا إنه دعا المستقلين للقاء بهم الساعة العاشرة صباح يوم السبت (3 شباط 1996)، في مبنى اتصالات الملك، وقال: أريد أن أراك على انفراد قبل ساعة من الموعد.

كنت عنده على الموعد.

سألني ماذا تقترح بخصوص توزير النواب، قلت انصح بأن تأخذ نصف وزرائك منهم على الأقل. فالمجلس يجمع نخبة قوية من الشخصيات السياسية والتكنوقراط.

أخذ أبو عون في حكومته 23 نائبا -وزيرا من أصل31 وزيرا، بنسبة 75%.

ويسجل للكباريتي أنه امسك بالولاية العامة، كل اطراف الولاية العامة، بحزم وفروسية، وأنه تصدى للفساد بقوة ومسؤولية، بلا شعارات وبلا ادعاءات.

وفتح الكباريتي معارك ضارية بلا حسابات. شاورته ذات يوم في قرار صعب، خشيت أن يرتد عليه وعلى الحكومة كلها، فقال لي كلمة ما تزال ترن وتطن في اذني: أركل يا محمد، أركل.

وركلت.

تشرفت أنني كنت أحد هؤلاء النواب- الوزراء، إذ توليت أحلى وزارة، وزارة الشباب والرياضة. كنت أعمل بمتعة، وباندفاع وبانفتاح. وأعتقد أنني نجحت أكثر مما اخفقت.

عندما حجبنا الثقة عن حكومة دولة عبدالسلام المجالي، أطلق أبو سامر على أبي عون إسم عبد الكريم الداودية، وأطلق عليّ إسم محمد الكباريتي. ولم يكن الرجل المحترم، مازحا، على عمق حسه الفكاهي، ولم يكن مخطئا.

لم يكن فعلا عبقريا، انني توقعت ان يتولى عبد الكريم الكباريتي رئاسة الحكومة، فالرجل كان "يوج وَج" حسب أمثالنا الشعبية.

التوقع، أي توقع ممكن، اذا كان قائما على حسابات ومعلومات، وليس تهقيصا أو تبصيرا أو مغمغة على طريقة ميشيل الحايك، وهو ليس جمع 5 قضامات و 9 طاولات.

أهنئ دولة صديقي وأخي وحبيبي عبد الكريم الكباريتي، بذكرى تشكيل حكومته، فقد كان وسيظل، رقما صعبا جدا وخيارا بارزا جدا، للأوقات الصعبة التي ينتظر الناسُ فيها الرجالَ الرجال، شيالين أثقل الأحمال.

*وزراء الكباريتي:

علي أبو الراغب، عبد الله النسور، عوض خليفات، عبد الهادي المجالي، سمير قعوار، عارف البطاينة، عبد الكريم الدغمي، صالح ارشيدات، محمد داودية، هاشم الدباس، عبد الرزاق طبيشات، ناصر اللوزي، مفلح الرحيمي، مصطفى شنيكات، عبد الحافظ الشخانبة، محمد الذويب، منير صوبر، محمد النجادات، محمود الهويمل، جمال الصرايرة، احمد القضاة، حماد ابو جاموس، ريما خلف، مروان المعشر، كمال ناصر، منذر المصري، مروان عوض، عبد السلام العبادي وخالد المدادحة.



تعليقات القراء

معقول بطولات
الدغري مش دغري.
سطلته وحده بطل يركز.
04-02-2022 06:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات