البادية الاردنية ومشاريع انتاجية


هطلت الامطار والثلوج بحمد الله وشكرة على مختلف مناطق المملكة في فترة المربعانية في اجواء من البرودة القاسية الغير معهودة واستبشر المواطنيين بموسم مطري جيد فانة لا بد من البدء بصورة سريعة وعلمية للاستفاد من الكميات الكبيرة التي تسقط ولايستفاد منها الا القليل لذلك لابد من الإسراع بإنشاء السدود على جانبي الأودية وكذلك عمل الحفائر الترابية بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على حفر آبار تجميع مياه الأمطار وكذلك السدود الترابية والحواجز الترابية لجمع اكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار التي ستعمل على زيادة المخزون المائي والحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف وتعكس ايجابياً على المنطقة.

تعتبر الأعلاف اهم العوامل الرئيسية المحددة لنمو الأنتاج الحيواني وتحظى زراعة الأعلاف كغيرها من الأنشطة الزراعية الأخرى التي يقوم بها المزارعين بالرعاية والاهتمام وذلك لتخفيف التكاليف المرتفعة جراء ارتفاع اسعار الأعلاف عالمياً وفي نفس الوقت تقليل الضغط الداعم من قبل موازنة الدولة .

وتكمن اهمية زراعة محاصيل حقلية لانتاج الاعلاف في المملكة على انها تعمل على تقديم الغذاء الامثل للأغنام والمواشي والتي تؤدي الى تقليل التكاليف الانتاجية والمحافظة على سلامة وصحة الحيوان ووقايته من الأمراض وبالتالي تؤدي الى زيادة الانتاجية التي تنعكس ايجابياً على دخل المواطن والوضع الاقتصادي والأجتماعي للمواطنين الذين يربون الاغنام والمواشي .

على الرغم من كل المفاهيم السائدة لدى الكثير من المزارعين والمختصين في مجال الزراعة التي تعبر عن مستقبل غير واضح للقطاع الزراعي بسبب ندرة الموارد المائية ، فأن هذا الامر لا يعني باي شكل من الاشكال ان نقف مكتوفي الايدي اتجاه الخوف من ندرة الموارد المائية بل يجب ان تكون هناك استراتيجية وطنية لزراعة الأعلاف عوضاً عن الكلف الباهضة والمرتفعة التي يتحملها الاقتصاد الوطني بسبب استيراد المواد العلفية من الخارج .

البادية الاردنية تمتاز بمناخ وطبيعة وبيئة مناسبة لزراعة الاعلاف لان التربة مناسبة للزراعة ، ويوجد مناطق رعوية لذلك لا بد من انشاء محميات رعوية في البادية بغية المحافظة على الغطاء النباتي وعلى التربة من الانجراف من خلال ادخال وزراعة شجيرات رعوية مناسبة تستطيع العيش والتاقلم مع البيئة الطبيعية في المنطقة مثل القطف والحمض والروث .

اننا بحاجة الى انتاج الأعلاف وخصوصاً البرسيم تحقق جدوى اقتصادية ومعقولة بعد الارتفاعات الكبيرة على اسعار هذه المواد في العالم والذي جعل تكاليف دعمها كبيرة على الاقتصاد الوطني لذلك فأن رؤية برامج عملية تشجع وتساعد المزارعين على زراعة أجزاء من اراضيهم المروية بالمحاصيل العلفية يشكل في هذا الوقت مصلحة وطنية لا بد ان تحقق اذا علمنا ان حاجة الأردن من الاعلاف تبلغ 2.4 مليون طن سنوياً ، يستورد 80% منها من الخارج وهو امر يتطلب وضع استراتيجية وطنية شاملة لزراعة الاعلاف عوضاً عن التكاليف الباهضة التي يتحملها الاقتصاد الوطني وهنا يبرز دور وزارة الزراعة ووزارة المياه والري لاعطاء حوافز عملية للمزارعين للتوجه نحو هذه الزراعات التي تحقق مصلحة كبيرة للامن الغذائي الأردني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات