هل تتدارك الإدارة الأمريكية الخطأ مع الحوثيين؟


جراسا - في الـ 26 من فبراير من العام الماضي، أعلنت الخزانة الأمريكية رفع جماعةِ الحوثي من قائمة الإٍرهاب، بعدما قرر الرئيس الجديد حينها جو بايدن إلغاءَ قرارِ سلفه، معللة الخطوةَ، بإفساح المجال، لتسوية الصراع في اليمن.

التبرير الأمريكي، قابلته انتقاداتٌ داخليةٌ ودولية، لاسيما أن الحوثيين وقبل 6 أيام فقط من تلك الخطوة، استهدفوا مطار “أبها الدولي”، بالتزامن مع أول زيارة لمبعوث واشنطن تيم ليندركينغ للرياض، وهو ما تم اعتباره “ضوءاً أخضرَ”، من جانب الولايات المتحدة للحوثيين، لاستمرار استهداف السعودية، ودولٍ خليجية.

وبحسب مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأمريكي، فإن متوسط هجمات الحوثيين على السعودية وأهداف أخرى، على أساس شهري، ارتفع بأكثر من ضعفين، خلال الأشهر الـ 9 الأولى من عام “2021”، مقارنة بـعام 2020 أي من 38، إلى 78 هجوما شهريا، حيث استخدم الحوثيون أسلوب مهاجمة” ناقلات نفطية” وأهدافٍ بحرية أخرى.

وباستخدام الطائرات المسيرة، نفذ الحوثيون – بحسب المركز الأمريكي 24 هجوما، أو محاولةَ هجوم ما بين يناير 2017 ويونيو “2021”، معظمها في محيط موانئَ يمنية.

وخلص تقرير المركز إلى هذه النتائج، من خلال رصد “4103 هجمات، شنها الحوثيون على السعودية، وأهداف أخرى داخل اليمن، وفي الخليج، منذ بداية 2016 وحتى أكتوبر “2021”.

وأكد التقرير الأمريكي أن “فيلق القدس” التابعَ للحرس الثوري الإيراني، هو المسؤول عن تدريب الحوثيين “وإمدادهم” بترسانة متزايدة من الأسلحة والتكنولوجيات العسكرية، بما فيها صواريخ مضادةٌ للدبابات وألغامٌ بحرية، وطائراتٌ، وقواربُ مسيرة.

وفِي ضوء الوقائع على الأرض، بدأت الإدارة الأمريكية تتحدث عن مراجعة قرار رفع جماعة الحوثي من قائمة الاٍرهاب، والذي وُصف قبل عام بالمقامرة.. فهل حقق البيت الأبيض أَي أرباحٍ من تلك الخطوة، أم زاد أزمةَ اليمنِ تعقيدا؟.

خطأ كبير
في السياق قال السفير ناثان سيلز المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية، إن قرار الرئيس جو بايدن رفع ميليشيا الحوثي من قوائم الإرهاب كان خطأ كبيرا.

وأضاف سيلز خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن ميليشيا الحوثي تتلقى دعما وتدريبا من إيران، وتسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

كما أوضح أن ميليشيا الحوثي تواصل هجماتها على المنشآت النفطية، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن تعيد التفكير في تصنيفهم جماعة إرهابية.


قائمة الإرهاب
من جانبه، قال طارق زياد وهبي، الباحث في العلاقات الدولية، إن ميليشيا الحوثي ستدرج على قائمة الإرهاب قريبا، لأن ما قامت به مؤخرا واستهداف المنشآت الإماراتية لا يمكن التساهل به.

وأكد وهبي أن جماعة الحوثي أثبتت أنها إرهابية، وتحاول أن تزج بالمجتمع الدولي في عراك داخلي بشأن اليمن، مشيرا إلى أن التقارير الأممية تؤكد أن الحوثي يستهدف الخليج.

كما أوضح وهبي: “يجب أن تنتبه وتتابع كل الدول العربية وتحديدا التحالف العربي لدفع الإدارة الأمريكية لإعادة هذه الميليشيا إلى قوائم الإرهاب ومحاسبتهم جنائيا”.


لابد من قرارات ملزمة
ويرى الدكتور محمد مسعود الأحبابي الباحث السياسي والإستراتيجي، أن إدراج الحوثي على قوائم الإرهاب يجب أن يتم مع قرارات ملزمة وإلا سيكون حبرا على ورق.

وأكد الأحبابي جماعة الحوثي الإرهابية لا تنظر إلى المعاهدات ولا الاتفاقيات، لذلك يجب أن يقوم التحالف بعمليات عسكرية على الأرض لأن هذه اللغة التي تفهمها هذه الميليشيا.

واستكمل: “لا يجب التعويل على أي جهة، ولكن ينبغي أيضا السير والدعم الدولي لاتخاذ إجراءات حازمة مع هذا القرار”.

أمراء الحرب
ومن القاهرة قال الدكتور عبد الملك اليوسفي، الكاتب والباحث السياسي اليمني، إن إيران بعثت أكثر من مليون لغم في الأراضي اليمنية.

وأضاف اليوسفي أن تجار الحروب أمراء الحرب وقطاع الطرق يستفيدون من النشاط الإيراني.

كما أوضح اليوسفي أن مافيا تهريب الأسلحة والمخدرات من لبنان إلى الخليج كلهم مستفيدون من النشاط الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات