الكشف عن عملية علاج "بعد الموت" مومياء "الطفلة الجريحة" المصرية


جراسا -

وجد علماء في دراسة أجروها على مومياء "الطفلة الجريحة" المصرية، المكتشفة في مصر والتي يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام، عما وصفه بعض الباحثين بـ"الكنز الطبي القديم لعملية علاجية بعد الموت".

ونشر فريق من الباحثين دراسة حول ملاحظة طبيه هامة جدا اكتشفت على جثة فتاة محنطة قبل حوالي ألفي عام من يومنا هذا.


وبحسب النتائج المنشورة في المجلة الدولية لعلوم الأرض (International Journal of Paleopathology)، فقد كشف الباحثون عن أقدم جرح مضمّد بطريقة طبية، الأمر الذي قدم الكثير من المعلومات التاريخية القديمة عن أساليب الطب في تلك الحقبة لدى المصريين القدماء.

وقال الباحثون إنهم اكتشفوا الضمادات على رفات فتاة صغيرة لا يزيد عمرها عن أربع سنوات توفيت قبل نحو ألفي عام، حيث قام أطباء ذلك العصر بلف جرح لدى الطفلة ظهرت عليه علامات العدوى.

وقال رئيس معهد دراسات المومياء في بولزونا بإيطاليا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، ألبرت زينك، في تصريحات، نقلتها صحيفة "Insider"، إن هذا الاكتشاف يقدم "أدلة حول كيفية تعاملهم (المصريين القدماء) مع مثل هذه العدوى أو الخراجات خلال حياتهم".


ونوهت الدراسة إلى أن الباحثين يعتقدون أن المومياء مأخوذة من مقبرة بواحة الفيوم الواقعة جنوب غربي القاهرة، والتي تعتبر من أجمل أسرار مصر البعيدة عن الأهرامات، حيث اعتبر العلماء هذه النتائج بالمفاجئة، حيث لم يتوقعوا العثور على تلك الضمادات.


يعتقد العلماء أن المصريين القدماء توصلوا لفهم واضح وأساليب بارعة جدا في الممارسات الطبية، ونوه الباحث زينك، إلى أنه، ربما لم يعرفوا بعض الأشياء التي يمكن أن تعتبر من المسلمات في يومنا، مثل كيفية عمل القلب، أو طريقة تسبب الميكروبات بالعدوى، لكن لديهم فكرة جيدة وواضحة إلى حد ما عن كيفية علاج أعراض المرض.

وبين الباحث أن هذه الأنواع من الضمادات لم تشاهد سابقا في أي مومياء، حيث رصدها الباحثون أثناء قيامهم بإجراء فحوصات روتينية بالأشعة المقطعية على المومياوات.

ولفت الباحث إلى رغبته في الحصول على عينات من الجرح لفهم طبيعة العدوى، والطريقة التي تم علاج الإصابة من خلالها، لكنه عبر عن تردده بسبب الحاجة إلى فك خلاف المومياء، لكنه أشار إلى وجود خيار آخر مثل أخذ خزعة عن طريق غرس إبرة.


وأشار زينك إلى عدم وجود أي تفسير واضح عن سبب ترك الضمادات في مكانها أثناء عملية التحنيط وبعدها، وفي هذه الحالة بالذات. وقال: "السؤال هو هل تركت الضمادات كما هي وبقيت على الرغم من عملية التحنيط أم أنهم وضعوها خلال التحنيط".
عادة تنزع ضمادات الجروح خلال عملية التحنيط، لكن الباحثون يجادلون في أن المحنطين وضعوا هذه الضمادات بعد وفاتها أي خلال عملية التحنيط.

وحول سبب عدم رصد أمثلة أخرى من الضمادات، اعتبر الباحثون أن العلماء ربما فشلوا ببساطة في اكتشافها حتى الآن، أو أخطأوا من خلال اعتبارها من ضمة أغلفة المومياء.

ويأمل الباحثون اليوم في الكشف عن المزيد من الأمثلة لوجود ضمادات على أغلفة المومياء، وقال زينك: "هناك دائما بعض المفاجآت عندما ندرس المومياوات. لا أعرف عدد المومياوات في مسيرتي العلمية، ولكن هناك دائما شيء جديد".









تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات