جاء الشتاء


وعلى صوت فيروز . . أخذنا ننظر من زجاج الشباك على المطر المنهمر في الخارج ...
وحبات البرد تطرق النوافذ وكأنها تستأذننا للدخول .

جاء الشتاء ..
وتذكرنا امهاتنا وهي تعنفنا كلما خرجنا واتينا حاملين الطين على أحذيتنا ...
نركض على المطبخ بعد أن شممنا رائحة العدس أو الشوش برك ...
وكان محظوظا من وجد طنجرة الكرشات وقد وضعت على جنب في انتظار حضورنا جميعا ..

جاء الشتاء ...
ونتذكر عندما يأتي الليل ونحن نتسابق كي يجد الواحد فينا مكانا بجانبها ...
نسمع منها الحكايا التي لها بداية وليس لها نهاية ... لأننا كنا ننام وهي مسترسلة في الحديث ...
نستمع إلى حكاية حديدون والشاطر حسن والغولة ..
وعن الضباع التي تخطف عقل من تصادفه ...
نتذكر ذلك بعد أن رحلت امهاتنا ولم نعد نستمع قصصا عن الغولة والضباع ..
ولكنهن رحلن وتركونا للضباع البشرية التي تنهش لحومنا ونحن أحياء ...

جاء الشتاء ..
ونحن نذرف الدمع على فراقهن ولم تعد أمهات اليوم يلتف حولهن الأبناء بعد أن أصبحت الحكايا في التلفزيون أو كل واحد حتى الأمهات مشغولات بإرسال الماسيجات والصور على التليفونات ... ولا يجدو الوقت كي يتحدثوا مع بعضهم البعض ..

جاء الشتاء ..
ولم نعد نشعر بالدفء مع توفر التدفأة المركزية ودفايات الكاز والغاز والحطب..
بعد أن غاب دفء حضن امهاتنا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات