جراسا -

نضال سلامة - راقب الأردنيون أمس ما حدث في أروقة مجلس النواب خلال جلسة مناقشة إعلان النوايا ، وما تخللها من انسحابات من الجلسة ، والشد والجذب بين رئيس المجلس والنواب المطالبين لمناقشة الموضوع وذلك بعد تصويت المجلس على تحديد موعد جلسة خاصة لمناقشة الإعلان.

بداية لسنا في صدد بيان موقفنا من الإعلان فهذا شأن شخصي لكل مواطن له الحق في التعبير عنه ، وليست هذه نقطتنا ، وإنما مرتكز الحديث حول الآلية القانونية التشريعية لمحاسبة ومناقشة الحكومة على هذا الاعلان.

فالنظام الداخلي الذي أقره النواب ذاتهم ينص على أن للنائب قنوات رسمية يسلكها في محاسبة أي وزير أو الحكومة عامة ، وتبدأ هذه القنوات بتوجيه الأسئلة للوزير المعني ومن ثم تلقي الإجابة خلال مدة قانونية ومن ثم تخصص جلسة رقابية لمناقشة أجوبة الحكومة ، وبعدها يخير النائب إما الاكتفاء بإجابة الوزير ، أو تحويل السؤال الى استجواب في حال عدم قناعته .

ومن جانب آخر للنواب الحق بطرح قضية للنقاش ، والطلب من رئيس المجلس تحديد جلسة لمناقشة تلك القضية ، وكما جرى أمس طلب الرئيس التصويت على تحديد جلسة ، وبناء على الموعد تتم مناقشة القضية في الجلسة المخصصة ، وفي حال عدم قناعة النواب بأجوبة الحكومة يحق لهم التقدم بطلب طرح الثقة بالوزير المعني أو الحكومة كاملة .

المراقبون للجلسة تساءلوا لماذا لم يسر النواب بهذا الاتجاه بدلا مما وصفوه بالاستعراض الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، مشيرين الى أنه أضاع الوقت ، بدلا من أن يتم أتخاذ إجراء آني وسريع من قبلهم لتحديد الجلسة الخاصة بالمناقشة في ذات اليوم حتى لو كانت مسائية.

من جانب آخر يساور الكثيرين الشك بأن الحكومة لها مصلحة في تأجيل النقاش من باب المماطلة ، فليس من المعقول أن تكون الحكومة التي وقعت اتفاق النوايا الى الآن لا تملك إجابة عن هذا الإعلان ، وإلا فلماذا ذهبت الى الإمارات ووقعت ؟ وعلى ماذا وقعت ؟

ما جرى بالأمس يعيد الى الذاكرة المسلسل الذي دار بشأن اتفاقية الغاز ، فبعد مطالبات نيابية بمناقشتها ، و مماطلة الحكومة ، تم احالتها الى المحكمة الدستورية ، والتي أفتت بالنهاية أن المجلس ليس له اختصاص بمناقشتها ، وأن الحكومة ليست طرفا فيها ، ومررت رغم أنف الجميع ، واليوم يتكرر نفس السيناريو على ما يبدو باتفاق إعلان النوايا.

مختصر الكلام إن كنتم يا مجلس النواب تريدون اتخاذ موقف حازم وجاد إزاء هذا الإعلان فأرونا منكم ما سيحدث خلال جلسة المناقشة ، واطرحوا الثقة بالحكومة دون تردد أو استجابة لضغوطات ، وأنت يا حكومة انقذي نفسك من الموقف الصعب بالمكاشفة والمصارحة ، وإلا ستكونان أنتما طرفان في أكبر عملية تمثيلية على المواطن لن يغفرها لكم ، هو والتاريخ