ماذا في جعبة ماكرون لدول الخليج؟


جراسا -

ناقشت صحف عربية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للخليج، والتي تتضمن زيارة كل من الإمارات، والسعودية، وقطر.

وأبدى عدد من الكتاب عدم ثقة في ماكرون، مشيرين إلى أن الزيارة قد تشهد صفقات اقتصادية، إلا أن دول الخليج لن تعول على فرنسا في حماية أمنها أو اعتبارها حليفًا قويا أو دولة عظمى.

وتساءل كُتاب عن أجندة الزيارة التي بدأت اليوم الجمعة من الإمارات، وعن الدور الذي سيلعبه ماكرون في محاولة طمأنة الجانب الخليجي "تجاه التخفيف من حجم الخطر الإيراني النووي والعسكري التقليدي".

و تتساءل سلمى الحداد في موقع الخليج أونلاين عما "سيطرح على الطاولة؟" مضيفة أن الملف الإيراني، والأزمة اللبنانية، وحرب اليمن والنفط سيكون لها محل الصدارة في أجندة الزيارة.

كما تتساءل صحيفة رأي اليوم اللندنية: "ماذا يريد ماكرون من دول الخليج؟"

وتقول الصحيفة: "سيتم خلال الجولة بحث القضايا الاستراتيجية الأساسية في المنطقة: مكافحة الإرهاب، والتطرف، وأزمة لبنان، والانتخابات في ليبيا، والنووي الإيراني وغيرها".

وتشير رأي اليوم إلى الصفقات العسكرية الإماراتية-الفرنسية المحتملة، قائلة: "وقد يتم الإعلان عن طلب شراء عشرات الطائرات المقاتلة من طراز رافال من قبل الإمارات والتي ستحل مكان 60 طائرة ميراج 2000 حصلت عليها الدولة الخليجية في نهاية التسعينيات".

وتتابع: "تأتي الإمارات في المرتبة الخامسة من بين الزبائن الأكثر أهمية للصناعات الدفاعية الفرنسية في الفترة بين 2011-2020، مع طلبات شراء بلغت قيمتها 4,7 مليارات يورو، بحسب تقرير تم تقديمه للبرلمان حول صادرات الأسلحة الفرنسية".

ويذهب علي الصراف في صحيفة العرب اللندنية إلى أن فرنسا "لم تثبت لنفسها، دع عنك دول الخليج، أنها قوة يُعتد بها"، مشيرًا إلى تحالف "أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، و"انهيار صفقة الغواصات مع أستراليا، بخسارة تقدر بنحو 90 مليار دولار"، ثم فشلها في أن تحوّل مبادرتها تجاه أزمة انفجار مرفأ بيروت إلى "تحرّك فعلي لمحاصرة الذين يقفون وراء مآسي لبنان".

يقول الكاتب: "ماكرون سبق جولته الخليجية بمحادثات هاتفية مع الرئيس الإيراني استغرقت ساعة ونصف الساعة، قيل إنها تناولت المباحثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي في فيينا. ولكن الحقيقة هي أن ماكرون، بينما يريد أن يبيع صفقات أسلحة ومحطات طاقة نووية، فإنه يتعامل مع إيران كطرف له الأسبقية في التشاور. وما ذلك إلا وضع مخز بالنسبة إلى القادة الخليجيين".

ويضيف الصراف بأن الخليجيين "يمكنهم أن يوقعوا عقودا" تجارية مع فرنسا، كأي دولة أخرى تمتلك تقنيات متقدمة، إلا أنهم لا يستطيعون النظر إلى فرنسا كحليف، ولا حتى كقوة دولية عظمى جديرة بالاعتبار".

ويتابع الكاتب بأن دول الخليج لا تستطيع التعويل على فرنسا "في أمنها، ولا في بناء توازنات استراتيجية جديدة".

ويرى جورج شاهين في صحيفة الجمهورية اللبنانية أن "ماكرون يبحث في الخليج عن نصر لبناني مستحيل".

يقول الكاتب: "ثمة من يعتقد أنّ الحديث عن انتصار لبناني يمكن أن يجنيه ماكرون من جولته الخليجية بعيد المنال، إن لم يكن مستحيلاً. فهو وإلى جانب فقدانه لما يعزز موقفه إن سعى إلى تليين الموقف السعودي، سيصطدم بدبلوماسية بليدة إن نوت إحدى الدول الخليجية ومنها قطر، الدخول على خط الوساطة".

ويضيف شاهين: "فالأزمة اللبنانية لا تحتمل تحديد مواعيد بعيدة الأجل، لأنّ الاستحقاقات الحكومية والانتخابية والمالية والاقتصادية اللبنانية الداهمة كبيرة ولا تحتمل التأجيل، في ظل السباق القائم بين الانفجار المرتقب والانفراج الموعود".

وترى صحيفة الشرق اللبنانية أنه "لا حل للأزمة الدبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية في المدى المنظور، وعلى الأرجح القطيعة ستستمر إلى ما بعد الانتخابات النيابية المرتقبة مبدئيًا الربيع المقبل، وفي ضوء نتائجها، سيبني الخليجيون على الشيء مقتضاه".

وتضيف الصحيفة: "هذا ما تقوله مصادر دبلوماسية، معتبرة أن رهان بعض أهل الحكم في الداخل وعلى رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على خرق ما، يمكن أن تحققه زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى كل من الرياض وأبو ظبي والدوحة، في جدار الأزمة الناشئة السميك، مخطئٌ، وعلى الأرجح، سيخيب".

على الجانب الآخر، أشادت الصحف القطرية بالعلاقات بين الدوحة وباريس.

تقول صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها: "لقد تطورت العلاقات التاريخية بين قطر وفرنسا على مدى السنوات الماضية بشكل كبير ... وهي على موعد مع نقلة جديدة أخرى في مسيرة دعم وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والدفاعية وغيرها، فضلاً عن التشاور وتنسيق المواقف حول القضايا والملفات الإقليمية والدولية، خصوصا مع بروز الدور الذي تلعبه دولة قطر كوسيط مهم في النزاعات الدولية والجهود التي تبذلها لتخفيف حدة التوتر والأزمات في مناطق عديدة من العالم".

إلى ذلك، أبرزت صحيفة الوطن القطرية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، قائلة في افتتاحيتها: "تواصل الشركات الفرنسية أعمالها في المشاريع المرتبطة بالبنى التحتية الخاصة بمنشآت وملاعب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وهناك أيضاً مشاريع طويلة الأمد بين قطر للطاقة وتوتال الفرنسية، فضلا عن مشاريع أخرى عديدة مثل تحلية المياه".





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات