أن تنطق الأحجار!


ولأنَّنا نستيقظ على أزمة ، ونُمْسي على أخرى، فإنَّه من البدهيّ  أن يكون البحثُ عن مَخْرجٍ منها أمراً ملزماً للجميع  اجتماعياً ،وسياسياً،  وأخلاقياً ،  وتعظم المسؤوليَّة على الذين تبوَّؤوا مواقع القيادة ، وجربوا واطلعوا ، ولهم مرئياتهم الخاصة تجاه مختلف الأمور ، من هنا فلم تعد الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإنسان الأردني مختزلة بالاحتجاج والاعتراض ، بل لا بدّ من قيام الجميع بأدوارهم ، نصحاً وتعبيراً ، وألا ينتظر (المرتاحون لما يجري) ما تخبئه الأيام للمسؤولين )المنافسين)، ليقولوا قولتهم ، بعد أن تجري الأمور مجاريها ، فيكونوا معلقين على الأحداث بدلاً من مواكبتها ، فالأزمة ليست مقتصرة على شريحة دون أخرى، ولا في قضيَّة دون قضيَّة، والطرق أصاب كل أبواب بيوتنا ، وصار لزاماً (أن تنطق الأحجار).

        لا شكّ في أن مواقف قادة الرأي (المتوارين عن الأنظار) مهم ، ويكتسب قيمة مضافة إذا كان واقعياً ، بعيداً عن الشماتة ، والتصيد ، والتربّص والثأرية ،  إذْ قد يبنى عليه مواقف وطنية ، ويصبح موقفاً يتبناه الجميع ،فالحاجة إلى كشف الحقائق وتعريتها ، وتوضيح محاذيرها ، وعرض أسباب الوقاية من مخاطر أزمة كبيرة قد تعصف بالمجتمع ـ لا قدّر الله ـ  لا تَقِلُّ أهَمِّية عن شرف القتال دفاعاً عن الوطن ، إن كان البعض في الحقيقة  يعرف قيمة ذلك ،ومن السذاجة بمكان أن يلتزم قادة الرأي الصمت في ظلّ تصاعد الاحتجاج والتسخّط ،ظنّاً أن ذلك سيحمي مصالحهم ، وينأى بهم بعيداً عن أي تجاذبات مستقبلية ، ستخلق لهم أعداء ،  أو تحدّ من طموحاتهم (التي لا تنتهي)، أو تشكيل قناعات سلبية عنهم لدى مؤسسة العرش،فتاريخ الأردن مرّ بأزمات عديدة ، خرج منها أقوى مما سبق ، وما نمر به ما هو إلا أزمة بسيطة قياسًا بما واجهنا في ما سلف، ونحن قادرون على عبورها لمستقبل أفضل ، إن نحن أصغينا لخطاب العقل ، وتخلينا عن الانفعال والدسّ والإرجاف ، وقدمنا مصالح الوطن على المصالح الشخصية ، واستوعبنا الحكمة القائلة((لا تسأل عمَّن هلك كيف هلك؟ ولكن عمَّن نَجا كيف نجا؟))
فمن أراد من (الحجارة الصمّ) أن يَحْمي مصالحه، ويحفظ هيبته ، ويعزّز مكانته ، فلْيَكن له رأيٌ جادٌّ مع الناس، ولْتَكن لديه مواقف صادقة يقتنع فيها الآخرون.

Kh.darabseh@yahoo.com



تعليقات القراء

سالم أو سعد
كلنا ثقة بأن الرجال الذين تعنيهم انتهازيين وبستنوا بس يقع رئيس عشان يشبعوه نقد ، القادة اللي بتسولف عنهم بتهمهم مصالحهم الخاصة ، ويا دار ما دخلك شر ، خليها على الله يا استاذ خالد.
24-01-2011 04:16 PM
عطية الخميس
جزاك الله خير خلي الهوامير تحكي خلينا نشوف بتحكي عربي ولا ...........
24-01-2011 04:19 PM
سمير أبو حيدر
قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
24-01-2011 07:08 PM
معتز الدرابسه
سلمت يداك أبا عزيز على هذا المقال المعبر ....
22-04-2011 05:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات