مرض الشهرة وانتهاك الحرمات


في كثير من الأحيان تتحول الشهرة إلى مرض لا يؤذي صاحبه فقط, بل يؤذي غيره, وصولاً إلى أذى مجتمع كامل, من خلال أذى مشاعر ذلك المجتمع وانتهاك حرمات أفراده الأحياء منهم والأموات, والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصى تُجسدها ممارسات صرنا نراها يومياً, خاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي صارت وسيلة من وسائل نشر النفاق الاجتماعي, الذي لا يبالي بالحرمات ولا يحترم المحارم والمحرمات..

من ذلك على سبيل المثال, أننا صرنا نرى صوراً ونقلاً مباشراً لعملية دفن الموتى بكل مراحلها, وصار بعضهم يأخذ معه مصوراً ليلتقط له صوراً أثناء صلاة الجنازة, فأين الخشوع لله في لحظة يُفترض أن يكون فيها الإنسان أشد ما يكون قرباً إلى الله, وخشوعاً له, وخوفاً منه, وتجرداً من الدنيا وزخارفها، وعندما لا يتورع أحدهم عن الانشغال بصوره أثناء صلاة الجنازة, يصبح من الطبيعي بالنسبة له أن يرافقه المصور في كل مراحل الجنازة التي يشارك بها, وأثناء تلقيه العزاء أو تقديمه للعزاء لا فرق, فالأصل عنده طلب الشهرة ولو كان على حساب أ?زان غيره, وعلى حساب حرمة الميت ورهبة الموت.

ليست صلاة الجنازة هي العبادة الوحيدة التي ينتهك حرمتها, بعض طلاب الشهرة والنرجسية التي تحولت عند الكثير إلى مرض مزمن, فكثيرون هم الذين ينشغلون بالتصوير أثناء طوافهم بالكعبة غير مبالين بالحجاج او المعتمرين, وحاجاتهم إلى السكينة والهدوء بعيداً عن أضواء التصوير وصخب المصورين وحركتهم.

لقد صار من اللافت أن مرضى الشهرة في مجتمعنا يتكاثرون, وأنهم يضربون عرض الحائط بكل الأعراف وتقاليد السلوك الحضاري, الذي يمنع على الإنسان أن يكون مصدر إزعاج لغيره, وهو أمر غير مستهجن من أناس لا يحترمون حرمات العبادات ولا حرمة الموت, وبالتالي يصبح من العادي لديهم الظهور بملابس النوم على أسرة النوم أو الشفاء, واستعراض أنواع الطعام على موائدهم أو في ثلاجاتهم, فمن لا يحترم حرمات الله لا يبالي بمحارم خلقه وبمشاعرهم, ومن لا يخجل من الله لا يخجل من خلقه, ومن لا يخجل يفعل ما يشاء خاصة في مجتمع فقد القدرة على الردع ا?أخلاقي لأنه فقد بوصلته ومقاييسه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات