قص الله تبارك و تعالى احسن القصص و ضرب الامثال في كتابه الكريم " القرآن العظيم " و ذلك للتفكر و الاعتبار .
ثم اخذ الناس بنحو ذلك قصصا و امثالا و حكايات يضربون كلا منها للدلالة على واقع بعينه نقداً او استحسانا .
اما اليوم فلدينا حكاية ليست للدلالة على حال بعينه و انما نترك ذلك للقارئ فلعلها تشير الى أكثر من حال .
يجلس ابو عواد على البيدر يبرم سيجارة الهيشي من العلبة وامامه كوب الشاي ليس بعيدا عن بيت الشعر و بئر الماء الذي بدأ يرد اليه قطيع الماعز يتقدمه التيس فشرب حتى ارتوى ثم استدار ميمما وجهه شطر البيدر .
احدث التيس خرابا في الطياب ( التبن الناعم ) و انطلق نحو الصليبة ( كومة القمح الصافي ) التي انتهى للتو ابو عواد من تعبئة بعض الاكياس منها و كان احد هذه الاكياس المملوءة مفتوحا لم تتم بعد عملية اخاطته .
انتبه ابو عواد على حركة التيس والخراب الذي احدثه و ادرك خطورة الموقف فنادى باعلى صوته على ولده عواد الذي كان اقرب اولاده اليه ، ابوي يا عواد اطرد التيس او امسك به .. هذا لا بنفع معه الا الربط ..اربطه يا ولدي .. اربطه بعيدا .
سارع عواد يلاحق التيس للامساك به ، لكنّ عواد الذي كان يراوغه التيس احدث جلبة و خرابا اكبر من الخراب الذي احدثه التيس في الطياب و الصليبة ثم ارتطم عواد بشوال القمح المفتوح فمال و انهار على الارض ثم عثرت اقدامه بابريق الشاي الذي كان امام والده فسكبه .
امام هذه الفوضى و الخراب الذي احدثه عواد و الذي هو بالفعل اكبر بكثير من الخراب الذي احدثه التيس .. نادى ابو عواد على اولاده الاخرين .. يا عيال يا عيال ، فأجابوه مسرعين نحو التيس ، لكنّ ابو عواد ناداهم يا عيال يا عيال .. اتركوا التيس و اربطوا عواد .. اتركوا التيس و اربطوا عواد .