الحراك الشعبي و الحزبي و النقابي و الذي بدأ يتزايد منذ مسيرات يوم الغضب بات يشكل حالة ذات ابعاد و دلالات سياسية كبيرة و خصوصا ان بوصلة الحكومة و البرلمان تاهت بشكل كبير عن نبض الشارع.

هذا الحراك أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إدارة الأوطان لا تتم أبدا بأسلوب ادارة الشركات لان الوطن دائما وابدا اكبر من الشركات واولئك الذين يعتبرون الوطن مجرد " بيزنيس" سيرحلون و لن يأسف عليهم التاريخ و لكن سيبقى الوطن أو كما قال الشاعر "وطني ليس حقيبة و أنا لست مسافر " .

عندما استلم دولة سمير زيد سمير الرفاعي مقاليد الحكم في الدوار الرابع قادما من الدوار السابع حيث مقر شركة دبي كابيتال لم يكن هذا القدوم يعني للمواطنين شيئا بل على العكس فمنذ ظهور التشكيل الاول للحكومة الرفاعية وضع الناس ايديهم على قلوبهم من ان هذا القادم الجديد ما زال مراهقا سياسيا غير قادر على قراءة خارطة الوطن جيدا و ظهر ذلك جليا من خلال خياراته و اختياراته فالرفاعي جاء بعدد من اركان دبي كابيتال ليقفوا معه في ادارة الدولة و لم يقف الامر عند هذا الحد بل زاد عليه بان اطلق العنان لنفسه بوضع مدونات السلوك التي لا يتعامل معها الا وفق ادارات الشركات او ما يسمى " state company  " .

و لذلك دخل في معارك كبيرة جدا مع الاعلام و القضاة و عمال المياومة و المعلمين و المتقاعدين العسكريين حتى طلاب التوجيهي لم يسلموا من خطايا سمير الرفاعي التي ارتكبها منذ ان قاد سيارته من الدوار السابع الى الدوار الرابع و لكن لان العنجهيه و التكبر هي صفة تلازم الرئيس سمير الرفاعي لم يأخذ العبرة مما جرى و استمر في اسلوب ادارته للحكومة متسلحا بوصفة اعدها له الرئيس الوالد و الذي كما يبدو لم تصله الاخبار بأن الزمن غير الزمن و ان الناس غير الناس فوقع الابن بالمحظور و نسي الدرس الذي اطاح بأبيه قبل " 22 " عاما فارتكب نفس الاخطاء و الخطايا.

لم يتعرض رئيس الوزراء في الاردن " للشتم و الاهانة " كما تعرض الرئيس سمير الرفاعي من خلال هتافات الجماهير التي احتشدت في عدة محافظات يجمعها قاسم مشترك واحد هو الجوع و البرد و قلة ذات اليد. و لم يتعرض رئيس وزراء اردني لحجم الغضب و الانتقاد الذي يتعرض له سمير الرفاعي فلم تنفعه ثقة " 111 " الذين ايضا طالهم ما طال الرفاعي و لم تنقذه محاولات التخفيض و التسعير التي قام بها مؤخرا.

المواطنون و الحزبيون و النقابيون و الصحافيون و عمال المياومة ما زالوا يهتفون " ارحل ارحل يا سمير " لقد حان الوقت ليسمع الرئيس هذه الهتافات و يعود من الدوار الرابع الى الدوار السابع فالمسافة ليست بعيدة و المواطنون مستعدون لدفع ثمن البنزين أوكتان 95.

mdairi@cox.net