العزيمة والإرادة ستنتصر


اشتاقوا لتراب فلسطين .. والهواء العليل الذي كانوا يتنفوسه بين اشجار التين والليمون والزيتون ...

اشتاقوا لكي يكحلوا أعينهم بسماء فلسطين .. التي حجبوها عنهم .. منذ ان اودعوهم الزنانين ..

لم يطل الحديث بينهم .. وغالبا ما كانوا يتبادلونه من خلال نظرات الأعين .. أو إبتسامة رسمت على شفاههم ..

لم يفكروا بأن الخروج خارج السجن قد يستغرق شهورا وربما سنين .. وان ذلك سيحتاج إلى جهد وعرق ومعاناة وصير ..
او قد يفشل لأي خطأ او أي سبب كان ..

في كل حبة تراب كان يزيحوها من مكانها .. وكل صوت يصدر من الملعقة وهي تصطدم بحجر .. كانوا يحسبوا ان لحظة او دقيقة قربتهم من الخروج ..

خرجوا عندما ساعت لحظة الحرية .. ولم تستطع كاميراتهم .. ولا كلابهم .. ولا حراسهم .. ان تمنعهم من الركض فوق تراب فلسطين ...

لم يكونوا على موعد مع أحد بإنتظارهم .. ولا سيارة تقلهم ..
حيث كانت انفاسهم محبوسة .. وليس لديهم أي تواصل مع أي كان ..

توزعوا على مجموعات كل مجموعة هي عبارة عن أسيرين .. يجمعهما عامل مشترك .. او هدف واحد يسعون إليه ..

خرجوا وتنسموا ريح الحرية ولو لأيام .. ولكنها كانت بالنسبة إليهم كأنها سنوات ..
واستطاعوا أن يثبتوا للعالم .. بأن ارادة الفلسطيني أقوى من جبروت الجلاد ..
وأن الذكاء لديهم قد فاق كتاب الروايات والأفلام الخيالية ..
وأنهم وقد حرموا من كل وسائل التواصل والمعرفة .. قد استطاعوا من خلال عقولهم وحدها ان يطوعوا كل شيء لاجل هدفهم ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات