سعد هايل السرور .. رهان الاردنيين ومناخٌ أصيل يكمل مسيرة الهاشميين


جراسا -

خاص- في المعادلة الاردنية الراهنة ثمة توجه يتطلب الوقوف جيدا عند نقطة الولاء، في حين يتفق الكثيرون بأن الولاء سمة انسانية هي نتاج لأصالة الدم والعرق والهوى !


ومن عراقة البادية سجلت المدونة الاردنية السياسية أسماء عديدة حفرت في الذاكرة الاردنية، تلك الاسماء التي صنعت وواكبت شكل الدولة الاردنية في عنوان عريض يقول بأن للاردن ابنائه الميامين لبثوا على العهد رجالات آمنت بالوطن ثم الوطن .


في الحالة الاردنية الراهنة، شكّل وزير الداخلية سعد هايل عوده السرور شخصية أردنية مرموقة وفريدة من الرعيل الأول جمعت ما بين الهم الوطني مسجلاً حضورا طاغيا خلال العقد الاخير على الواجهة السياسية الاردنية. وفي محطات ظهورة على الخارطة الاردنية السياسية لقي الرجل ترحابا مريحا من القيادة والحكومة والشارع الاردني على حد سواء، وهو ابن احد شيوخ البادية الاردنية ممن ترافقت سيرهم وذكراهم الواقع الاردني بكل اشكاله، حيث الشيخ الوالد الموسوم بعروبيته واردنيته وصاحب المحطات الهامة والأدوار المميزة التي لعبتها هذه الشخصية في تاريخ الأردن، فمثل ذلك النموذج، كان حتميا أن يقدم بدوره النموذج الابن لشخص سعد هايل السرور، الذي حط باقتدار كوجه سياسي بدأه بحضور نيابي تحت قبة برلمان 1989 عن مقعد نيابي عن بدو الشمال، حتى كتابة هذا التقرير كوزير لأهم الوزارات ذات الشأن السيادي وزارة الداخلية .


ولأن لكل مرحلة سياسية رجالها، وبما يتوجب توافره في تلك الرجالات من حنكة سياسية ورؤية استشرافية لمستقبل الاردن، كان واضحا ان اختيار السرور لحمل حقيبة الداخلية كان قرارا صائبا ، حيث جاء توليه للداخلية في المرحلة الراهنة التي بدأ جليا أيضا بأن ثمة مفاصل صعبة ولا نقول مفاصل إشكالية تزامنت واستلامه لوزارة الداخلية، على النقيض تماما على ما تشيعه أبواق الطابور الخامس من ان استلامه للداخلية جاء كعملية استرضاء لعدم فوزه بالانتخابات النيابية المنصرمة.. بيد أن هناك من خاض الانتخابات النيابية المذكورة ولم يحالفه الحظ بفارق أصوات بسيطة، الا ان عهدة وزارة الداخلية كانت أمانة أكبر من ان يتم استخدامها كأداة استرضاء !!وفي الحالة الاردنية ايضا، وفيما يتعلق بقضايا داخلية ذات مساس بالمنظومة الاردنية كشارع وحكومة وافرازات الفترات الماضية وما خلفت من مظاهر دخيلة على الاردنيين من عنف مجتمعي ، وما رافق ذلك من ملفات ذات علاقة بقضية سحب الارقام الوطنية والجنسية الاردنية، الى ما أعلنه السرور من تطمينات عملية ومنهجية تؤكد سلامة اي من الاجراءات القانونية والدستورية حيال تلك المسألة، أضف الى ذلك ما يعوّل عليه الاردنيون حكوميا وشعبيا في تبني الرجل للقوام المجتمعي الاردني بأفضل صوره وأدائه، في الوقت الذي تعصف فيه رياح التغيير بناء على مستجدات عالمية اقتصادية كان لها اثرها على الاردن، الامر الذي التفت اليه السرور جيدا في تعاطيه الحكومي الذي اتسم بالروية والهدوء والقرار الصائب المتمثل في تصرياته المتوالية بضرورة اعلاء المصلحة الوطنية على اية حسابات ذات صلة بالفئوية والجهوية من أجل بناء مناخ أردني سليم يكمل مسيرة أردن الهاشميين !


ولعل أبرز ما يميز السرور، وهو بن البادية الشمالية الاردنية لقرية أم الجمال في المفرق، أنه زاوج بين أصالة المنشأ ومحطات المعترك السياسي في حرفية تجده خلالها الرجل المعاصر الذي لا يختلف اثنان على انه رجل دولة نجح في استقطاب صناع القرار بالموازاة مع كسبٍ شعبي كان بمثابة نتاجٍ سليم لفكرته في احترام وصون خط الدولة بالموازاة مع ضرورة احترام ابناء الاردن والحفاظ على مكتسباتهم الدستورية والقانونية .الرجل الذي يعتز بأصوله العشائرية، وبعلاقاته المتشعبة، والحميمة مع أبناء العشائر، يدعو لتقديم مصالح وطنه وشعبه على أية انتماءات أو مصالح فئوية ويتحدث بنبرة ناقدة عما أثمرته مرحلة التحول الديمقراطي من ثمرات طيبة مثل إطلاق الحياة الحزبية، واسئناف الحياة النيابية، والحريات الإعلامية وسواها، وكذلك من ثمرات عجفاء تتمثل خصوصاً في الفرز، والتنافس العشائري المحتدم الذي حجب القضايا الوطنية، وأضر بها وانعكس سلباً على النسيج الاجتماعي، وأنجب جيلاً جديداً متعصباً ضيق الأفق تستقطبه العشائر والمناطق،وهو ما يفسر في رأيه شغب الجامعات والملاعب والتزمت الاجتماعي عموماً .لا يضع أبو هايل نفسه مع حرس قديم أو جديد بحسبه ، بل يرى أن هذه التصنيفات ملهاة ومجرد افتعال لمعارك لا مبرر لها ولا فائدة ترجى منها، وأن الأهم برأيه هو في وضع حلول للمشكلات وعدم تركها تتفاقم .


بقي أن نقول بأن معالي أبو هايل محط رهان الاردنيين في الفترات القادمة، يسهم في ذلك ما يعوّل عليه الشارع الاردني تجاه الرجل في صنع حالة من الامن والسلام والطمأنينة، مبعثهم في ذلك أن العرق الاصيل والدماء الحرة التي دفعت به الى الواجهة الاردنية السياسية ستنجح حتما في تجسيد تشاركية غير مسبوقة تسير بخطى واثقة نحو اردن آمن يقول بفرادة الوطنية على المشهد الاردني عامة .. حيث الاردن أولا كمفهوم ونهج يغذي المصلحة والمشروع الوطني الاردني دون منازع .



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات