الى الخصاونة .. اقرأ !


جراسا -

ياسر خليفة - "التفكير خارج الصندوق" عبارة اطلقها رئيس الوزراء بشر الخصاونة، واثارت عاصفة من الجدل والسخرية عبر صفحات الاردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي لتعيد الى اذهانهم مقولة رئيس الوزراء الاسبق هاني الملقي، طامحين ومنتظرين من ينتشلهم من "زجاجة الملقي" قبل "صندوق الخصاونة".

الخصاونة دعا الشباب الأردني الى التفكير خارج الصندوق في انشاء المشاريع الريادية، لكن تلك المقولة لها العديد من المعاني الايجابية لو طبقت على ارض الواقع وهيئت لها بيئة خصبة لتطبيقها، لكن الامور السلبية غلبت الايجابية على أمرها، فالصندوق اصبح عبارة عن سجن روتيني في حياة المواطن الاردني يرتمي من خلاله في وهدة الكسل وعدم التفكير في تغيير نمط حياته ، والبقاء في منطقة محددة لا يغادرها إلا ريثما يعود إليها.

الحكومات المتعاقبة تكتفي بشعارات تعتقد بانها محفزة للشباب الاردني، دون النظر الى القوانين والتشريعات التي اسكنت مجتمعه وتمنعه من التفكير خارج الصندوق، وتقف حاجزا بينه وبين تلك "المشاريع الريادية" التي يحتاجها الخصاونة، بدءاً من "ضرائب الحكومة" مروراً بالفساد والواسطات لتنتهي بمشروع عفى عنه الزمن داخل ادراج تنتظر ماردٍ يخرج من مصباح حكومةٍ او نوابٍ لتحقيقها.

بالرغم من قوة مقولة الخصاونة، إلا انها قوبلت بسخرية واسعة بين الاردنيين! لماذا؟ هذا السؤال يعيد الى الاذهان اردنيون حققوا انجازات سواء في حياتهم التعليمية ام العلمية، لينتهي مصيرهم في دولة غربية ادركت قدراتهم ووصلت بها الى مراحل متقدمة من الريادة والقيادة، وهذا الاعتقاد لدى الشباب الاردني هو من اوصل مقولة الخصاونة الى دائرة السخرية.

عندما يدعوا الخصاونة الاردنيين للتفكير خارج الصندوق، عليه اولا ان يخرجهم من القوقعة القاتلة للطاقات، وأتاحة الفرصة لهم للتطوير والابتكار، وتوفير مساحة كافية لطرح صيغة جديدة لحياتهم تقوم على فكرة التقدم للأمام، واذا نظرت الحكومة الى مسيرة الشباب الاردني المتحضرة والتي تمسك بزمام الإبداع والصناعة يجد أنهم شبان يحاربون الروتين ويحتفون بالإبداع، رغم عدم وجود شيء ملموس وفعال في وطنهم.

الى الخصاونة، التفكير وحده لا يحل اي مشكلة بل يحتاج الى اجراءات على ارض الواقع للوصول الى نتائج حقيقية سواء كانت ريادية او تقليدية، فاساس نجاح اي مشروع هو توفر "السيولة" ومع صعوبة توفرها او الحصول عليها فاننا سنبقا ابد الدهر داخل الصندوق ولن نخرج من عنق زجاجة وسيبقى المر ولن يمر فأسعفوا شبابنا واخرجوا تفكيرهم من داخل صندوق وضعتهم فيه سياسات غير مجدية لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع، وفروا المال والبنية التحتية، ولن تتسع اطنان من الاوراق لافكار شبابنا النهضوية والريادية وحتى التقليدية منها، ودلالة ذلك انه عندما اطلق حاكم دبي نفس المقولة، قبل ايام، تأهبت كافة المؤسسات لتذليل العقبات امام الشباب الاماراتي لاظهار ابداعاته ومساعدته على الخروج من الصندوق.



تعليقات القراء

يحيى
اعملوا اعفاءات من الضرائب والرسوم ورسوم الرخصة وغيرها من المحفزات على المشاريع الصغيرة الجديدة ( لغاية راسمال 20000 دينار مثلا حتى لا تستغل الحيتان الفرصة . ) اعتبروا الشباب مستثمرين اجانب واعطوهم ما تعطوا هؤلاء المستثمرين من اعفاءات وتفضيل في فاتورتهم الكهربائية والنفطية مثلا . نوع المشاريع ليست مهمة سواء كانت زراعية او تجارية او حتى دكان صغير فالمهم هو ان يعمل الشخص وربما يشغّل معه شخص ثاني. نعلم ان الحكومة لا تملك عصاً سحرية ولكنها قادرة على المساعدة وان تسرع في هذه المقترحات والاعفاءات . الامر ليس صعب اذا توفرت الارادة الحكومية.
01-08-2021 04:14 PM
السوسنة
كلهم نفس العينة

شو قدموا للناس من تسهيلات كله ضراىب ورفع
01-08-2021 06:02 PM
معقول ؟!
أنتم بس لو تشغلوا الشباب بدل المتقاعدين تقضوا على نصف البطالة .
01-08-2021 06:42 PM
ابو العوريف
الصندوق الاسود وما ادراك ما الصندوق الاسود
18-08-2021 08:48 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات