الاضحى و الاقصى بين الشعوب و الحكام


ركب إبراهيم عليه السلام الخطر شابا ، ولم يأبه لركوب الخطر في سبيل الحق ، فبعد ان نصح اباه و قومه وملكهم الجبار النمرود بترك عبادة الأصنام و عبادة الله الواحد الأحد عصوه و اعتبروه من اللاعبين ، فضحى بعلاقته مع أبيه الذي قال له :" لئن لم تنتهِ لأرجمنّك واهجرني مَليّا" ، وضحى بعلاقته مع قومه بقوله :"لأكيدنّ أصنامكم".

أخذ إبراهيم فأسه و ذهب إلى الصرح النمرودي الذي تتكدس فيه الأصنام "فراغ عليهم ضربا باليمين فجعلهم جذاذا الإ كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ".

قد يسأل البعض ما الفائدة من هذا العمل الذي سيجلب له المتاعب و الأخطار إذ سيعودوا في اليوم التالي فينحتوا لهم أصناما جديدة أكثر أشراقا و جمالا ؟! .

يرد عليهم البعض الآخر : أراد إبراهيم عليه السلام من تكسير الأصنام أن يكسر جدار الصمت و يقطع مسيرة الإسترسال مع الوضع الفاسد و يحقّر ما يعظمون ليحرك العقل الراكد الفاسد و يهز النفوس و الضمائر الغافيه لتصحو .

رأى الملك النمرود و حاشيته أن هذا عملا إرهابيا قام به الفتى الذي يقال له إبراهيم " قالوا حرّقوه " " قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم " ذلك لأن سلسلة التضحيات قد بدأت للتو .

فهذه " سارة " الزوجة الصالحة ضحت هي الأخرى بهديتها " الجارية هاجر " فزوجتها راضية لإبراهيم طلبا للذرية فولدت له إسماعيل عليه السلام .

يأخذ إبراهيم زوجه هاجر و ولده إسماعيل إلى الحجاز و يتركهما هناك وحيدين في وادي غير ذي زرع و يمضي فتقول له هاجر :"آللهُ أمرك بهذا ؟!" ، قال : نعم ، قالت : إذا لن يضيعنا ، وهذه تضحية أخرى بالغة من إبراهيم عليه السلام بزوجة محبوبة مؤمنة صالحة و ولد جاء على فاقة و تضحية مقابلة من الزوجة مع الرضى بقضاء الله.

و تستمر التضحيات العظيمة لهذه الأسرة المؤمنة ، و يكبر إسماعيل ، فيرى إبراهيم في المنام أنه يذبحه ، و أن عليه انفاذ هذه الرؤيا لأن رؤيا الأنبياء وحي .

يعرض إبراهيم الأمر على ولده الحبيب إسماعيل، قال : "يا ابتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " الله أكبر ، تضحيات أخرى بالنفس و الولد من أسرة مؤمنة صالحة ، لأنهم يعلمون أن كل هذا الذي يقدمونه إنما هو أصلا من عند الله و أنهم لم يأتوا بشيء من بيت أبيهم عليهم سلام الله.

يضحي إبراهيم بولده ، لكن الأمر الذي صدر إلى النار فعطلها صدر للسكين فعطلها " و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين " ، " و فديناه بذبح عظيم ".

يقرر الله هنا و بقرآن يتلى أن إبراهيم كان من المحسنين أي أن أعماله حسنة و كان يحسنها أي يتقنها.

أما في نظر التحالف الأستعماري الدولي و حلف الصهينة العربي فإن هذه الأعمال التي قام بها إبراهيم عليه السلام هي أعمال إرهابية و تعتبر جرائم حرب ضد الأنسانية و اعتداء صارخ على حقوق المرأة و الطفل و الأنسان ، ولو أمسكوا به هو و الرجل الصالح صاحب موسى عليهما السلام لحبسوهما في غوانتنامو.

ذلك لأنهم يريدون أن تستمر الأمور كما رسموها خاضعة لحساب رأس المال و الماسونية اليهودية هم السادة و نحن العبيد ، نكدح و نشقى لكي تدوم لهم السلطة و رفاهية العيش مع سوء الأخلاق و نهب الأرزاق .

لقد كانت تضحيات هذه الأسرة المؤمنة الصالحة درسا لكل المسلمين، يذكرنا بها دائما عيد الأضحى ــ ذكرى التضحية و الفداء ــ بأن على كل أفراد الأسرة و المؤمنين عامة التحرك للتضحية في سبيل الله نصرة للدين و نصرة للحق و نصرة للمظلومين لتكون كلمة الله هي العليا في كل مناحي الحياة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات