التنمية في البادية الأردنية تبدأ بالتدريب والتأهيل


يعد التدريب ذا أهمية بالغة للفرد والمنشأة ، لذا تعددت أوجه أهميته، وأهمية التدريب تعود إلى التالي: تزويد الأفراد بالمعرفة عن المبادئ والأساليب الإدارية لكافة الوظائف في مختلف المنشآت ، وتوضيح دورهم في تحقيق أهداف المنشاة، وتدريب الأفراد على مختلف مستوياتهم الوظيفية لزيادة مهاراتهم وتنمية قدراتهم في مجال استخدام الأساليب الفنية الحديثة لإدخال التطوير والتحسين في مهاراتهم بهدف تطوير المنشآت وزيادة كفاءتها، وزيادة رغبة المديرين والمشرفين نحو التغيير وتنمية درجة استعدادهم لقيادة التطوير عن اقتناع كامل بأن حركة المجتمع متسارعة وأن تقدم وارتقاء الوسائل والأساليب التقنية التي تسود المجتمع وجميع العاملين فيه إنما تقتضي الموائمة في القيم والأهداف والأساليب والوسائل بين الإدارة والمجتمع الذي يحيط بها،وزيادة خبرة المديرين والمشرفين والأفراد وإتاحة الفرصة لهم لرفع مستوياتهم وتأهيلهم لوظائف أكثر مسؤولية لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للتنمية، و إنجاز وظيفي أفضل كماً ونوعاً ، أي زيادة في الإنتاجية وبالتالي خفض في التكاليف،وتنمية المعرفة والمعلومات لدى القادة والإداريين، وتنمية المهارات والقدرات وتنمية السلوك والاتجاهات، وحتى يكون التدريب متكاملاً يجب أن يتصف بعدد من المبادئ وهي كالتالي :أن يكون للتدريب هدف محدد قابل للتطبيق ، ويجب أن يتصف بالاستمرار والشمول،وأن يوجه للعاملين في مختلف المستويات الإدارية،أن يكون به صفة التدرج حيث يبدأ من الأسهل فالأصعب،أن يكون مواكباً للتطورات الحديثة التقنية والإدارية،أن يتناسب مع المستويات الوظيفية للعامل لتدريب مفهوم مُركب يتكون من عدة عناصر فهو يعني تغييراً إلى الأحسن أو تطويرا في معلومات الفرد وقدراته ومهاراته وأفكاره وسلوكياته ،وذلك بهدف إعداد الفرد إعدادا جيدا لمواجهة متطلبات الوظائف الحالية, وتنمية مهاراته الفنية والذهنية لمواجهة الاحتِياجات المُستقبلية وتحقيق النجاح.
ويُمثل التدريب الجاد رافداً مهماً يُعزز ما لدى المتدرب من تحصيل علمي و قدرات ذاتية وخبرا مكتسبة ويضاعف من فرص التوظيف و الإنتاج, ويُعتبر التدريب خياراً استراتيجياً لأي جهة تتطلع إلى إعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية حاجات العمل والتطورات والتغيرات السريعة التي تحدث في مجالات العمل. ومواكبة التدريب أثناء الخدمة أهمية كبيرة نظرا لما يُهيئه التدريب للموظف من معارف ومهارات جديدة تتطلبُها مهنته، أو من خلال تعرُفه على أفضل الحلول للمُشكلات التي يواجِهُها أثناء ممارسته لمهنته مما يُزيده تمَكُناً في أداء عمله ويُساعده على تجنب الأخطاء، ليصل بذلك إلى المستوى المنشود الذي تطمح إليه أي جهة تسعى للرقي والتقدم.
ويعمل التدريب على تنمية وتطوير وتوسيع آفاق السلوكيات الإداريّة ذات العلاقة بالمرونة في العمل، والتفكير المنظّم والتعامل والقدرة على حلّ المُشكِلات المُختَلِفة والتعامل معها، والقدرة على التأقلم مع التغييّرات وظروف العمل الجديدة، وامتصاص غضب الآخرين، وتنمية مهارات الاستماع والابتكار والاتّصال والتواصل والعلاقات والإشراف، وتحفيز الموظفين واستثمار قدراتهم بما يعود بالنفع على جميع أطراف الشركة و المؤسسة و المجتمع.
و يُقدم التدريب الكفاءات البشرية التي تحتاجُها أيّ مُنظمة لتحقيق أهدافها وأي فرد لديه أهداف وطموح، ويعمل على تأهيلهم أفضل تأهيل بما يتناسب مع متطلبات العمل الحديث، كما ويُحقق الاستقرار المطلوب في الإنتاج، حيث أن وجود مجموعة مُدربة تدريباً أمثل في المنظمة يضمن استمرار العملية التشغيلية بالصورة المطلوبة.
ويزيد التدريب الأمثل معدّل الدخل الشهري والسنوي سواء للدولة أو الشركة أو الفرد، ويفتح أبواب الفرص للعمل ولحياة أفضل، وهذا ما تجلّى بشكل واضح في السياسة التي اتبعتها معظم الدول الناجحة و المؤسسات والأفراد , ومن هنا أدركت الدول المتقدمة أهمية الاستثمار الحقيقي في مواردها البشرية ودفعت بدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخصيص ما يقارب 150 مليار دولار سنوياً للتدريب، كما أنفقت بريطانيا 17.37 مليار جنيه إسترليني على التدريب بما يمثل 2% ميزانيتها عام 2003 ، وتعتبر ذلك أساساً لمواكبة التغيير والتطور الذي يطرأ على كافة مجالات الحياة في وقتنا الحاضر، مما يمكنها من الحصول على قياديين في مختلف المجالات وبالتالي تنهض في كافة قطاعات الدولة.
من هنا تأتي أهمية تدريب أبناء البادية الأردنية على المهارات المختلفة و المتنوعة ،ورفع القدرات لديهم لدخول سوق العمل ،ورفع القدرات من أجل امتلاك المعرفة والمهارات والقدرات اللازمة للبدء بالمشاريع الصغيرة والريادية ،وهنا يأتي دور الجامعات في مناطق البادية الأردنية ودورها في تأسيس مراكز لرفع القدرات وبناء المهارات وخاصة المتواجدة في البادية ، وايضا الشركات الكبرى في الجنوب البوتاس والفوسفات والمصانع والشركات الكبرى لتدريب وتأهيل العاطلين عن العمل ، وخاصة في ظل وجود عدد كبير منها فمثلا في البادية الوسطى يوجد أكثر من 800 مصنع وشركة ،وقس على ذلك جميع مناطق البادية الأردنية ، حيث توجد الشركات الكبرى ،فلا بد من العمل على إطلاق برنامج للتأهيل والتدريب في البادية الأردنية للحد من الفقر والبطالة ،واستيعاب عدد كبير من العاطلين عن العمل ، للدخول في سوق العمل الأردني ، وخلق نافذة أمل أمام الشباب البدوي في البادية الأردنية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات