الأحداث العشائرية أخذت بالتسارع في نخر جسد المجتمع


العشائر مصدر أمن وحماية للمجتمع البدوي، البعيد عن أماكن تواجد السلطة التنفيذية للدولة وهم رجال الأمن...فكانت العشائر والقبائل يشرعون تقاليد وأعراف وعادات، تردع المعتدي وتحمي الضعيف، وتعيد الحق المهفي لصاحبه ليس كما هو اليوم...قانون وقوات أمن مسلحة بأحدث الأسلحة ومدربة أفضل التدريبات...وفلتان أمني محدود خاصة لدى أبناء العشائر المحسوبة على الدولة، ومن المقربين لها... هم الذين يخترقون القوانين والأنظمة ويضربونها بعرض الحائط ، وبمعرفة الحكومة والسلطات التنفيذية وقواتها المتواجدة ،من أجل ردع أي تجاوزات أمنية في جميع المناطق المأهولة...زادت الخروقات في مجتمعاتنا وأولها مناطق تلقي العلوم العليا في الجامعات بدءً بالطلبة والتي بسرعة فائقة تتفاقم المشكلة وتتحول من فردية الى عشائرية ،خلال دقائق وتتحول الجامعة الى ساحة قتال، وبكل صنوف الأسلحة المتاحة من قناوي وشباري وأمواس وخناجر وحجاررة وزجاج متطاير وعصي وبعض الأحيان مسدسات...وتنتقل المعركة من الجامعة الى مدن وأماكن سكن المتحاربين..وهات قطبها بعد ذلك،والله لا درك ولا عرك بفكها غير ربك والعقلاء،وفي الملاعب حدث ولا تتحرج والرياضة اصبحت تتحكم فيها العنصرية البغيضة والعنجهية المقيتة وخربت الرياضة بعد ما تم في القويسمة من أحداث طوقها القوم الذين أطفأوا نار الفتنة...لعن الله من اشعلها...وبارك الله في من أطفئها وسكب عليها ماء المحبة وعطور المودة والأ لفة...
وعن الأحداث والطوشات في بعض المحافظا ت والمدن وعن ماذا تسفر من قتل وتشريد بالجلوة والهروب من واقع مش بالخاطر...بلوى إبتلاء لأفراد عشيرة المعتدي ...تشريد رحيل في ليل ماهو في نهار حرق دور وحرائق في البساتين والأشجار خراب، حرق سيارات نهب حلال وخراب ديار من أجل جاهل أرعن أفتعل مشكلة... والسبب تافه أكثر من تفاهة المسبب الذي شرد أفراد عشيرته لمحافظات بعيده.. كل البعد عن سكن العشيرة الدائم...ونرجع للسبب تجد أن أحدى سقط الغنم تأخرت عن القطيع وفي طرف الزرعات رعت كمشة زرع.. لم يفرك بعد وهنا تقوم الدنيا ولم تقعد لدى صاحب الزرع المفتري، بأن الغنمة أهلكت الزرع وعاثت به فسادا ًودهسا ، وخربت الشكارة ويكيل الشتائم بدون خجل ولا وجل ويسمع التهديد اخونا ابو الغنمة... ويقوم بشن هجوم على أعدء غنمته التي جرحت كرامتها ...وتنطلق الرشاشات تشاغل بعضها البعض والشاطر من القوم الذي يتغلب على أبن بلده ومنطقته ....وها هي مشاكلنا كل أسبابها مثل هذه القصة التافهه ومن أفتعله ومن سانده ومن فزع معه أتفه من الأول...
وها هي عشائرنا التي تسيد بعضها جهلاء القوم وسفاسفهم ... لا بل سقطهم الذين لا يعرفون للعشائرية... أي مقومات ولا أي عادات ولا تقاليد ولا أعراف ولا يعرفون إلا نسائهم، وأصبحوا يتحدثون في العامة وهم ليس من العامة ...طبعهم التخريب والفساد لأنهم متعطشين للفتنة ويفتنوا عشيرتهم بالعشيرة الأخري بالتحريض وبوسائل تثير الحمية حمية الجاهلية... وتكبر الأمور لأن العقلاء لا يسمع نصحهم أمام جيل الشباب ....شباب الجل والشيبس والمرتديلا، والخصر الساحل بنطاله المقزز المقرف .
مشاكل كثرت أحداثها وزادت عن حدها وأصبح الأردن يتفوق على غيره من الأعتدآت العشائرية... الغير مسؤلة وغير مخطط لها من قبل أطرافها ولكن النقال جاهز بأحضار الفزيعة في أسرع وقت ممكن لأن الساحة أخصوصبت بالفتن الداخلية ...اليوم في معان الكرم، وقبل الأمس في حي الطوال بعروس الشمال وفي سوق الخضار المركزي وبين من... بين قطبين من الأقطاب، الذي يحسب حسابه بالفهم والعقلانية، وقبل أشهر في الكرك وقبل أيام في السلط وقبل قبلها في عجلون بلد الهوا النقي والريح الغربي ،الذي تستمد أشجار عجلون التغذية منها وتبقى محافظة على نظارتها في طول أيام السنة كلها..
.نتحدث والألم يعتصر القلوب مما نشاهد ومما نسمع ولا نرى وحدث عن الكثير،وكل ذلك تخلفه بعض المفاهيم البائدة ،من رواسب العشائرية المتأخرة في أيامنا التي نعيش، أوقاتها المؤلمة حقا ًوالموجعة فعلا ًجراء ما يحدث معنا وكلنا يتفرج على كلنا ...وحكومتنا لا تحرك ساكنا ً لأننا محكومون لعشائرية أخطأنا فهمها ونسينا محتواها ونسينا أطرها وسياجها نتيجة لتعلم الجاهلين ، من أبنأنا الذين لا يعرفون ماذا يعملون وماذا يريدون بعد أن ترك الجلوس في الدواوين والمظافات واخذ الأرجيلة مع رفقاء السوء وجلسوا على أبواب الدخلات وعل الطرقات بدون خجل وهم يلبسون الشورتات من السراويل والبنطلونات ...
نتكلم ذلك ونحن ندرك أننا مقصرون، في التعامل مع المعطيات التي أوصلتنا لهذه المراحل الخطيرة عل مجتمعنا ،الذي أخذ من الشراسة في التعامل مع الأحداث أسوء الحلول وأخطرها على بنى المجتمع الواحد الذي يجب أن لا يكون كذلك الحل...في بلدنا الذي أخذ يخطو خطوات متسارعة نحو الأنجراف في مزالق الفتن وحفر الدمارالتي تنخر الأركان الشعبية، في بلد تقوم على التواجد العشائري الغير قادر على تغيير سلوك الفرد... بعد أن تقدم في تلقي العلوم المعرفية الأكاديمية ونسي العلوم التوارثية المنقولة عبر الأجيال المتعاقبة ...وتجاهلها بكل ما لها من إجابيات... قد تفيد المجتمع كنظام إجتماعي متوارث بعادات وتقاليد حميدة ولها ضوابط وكوابح للفرد المستهتر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات