طيور شلوى ولا طبول الانترنت


طيور شلوى هي قصه واقعيه من الموروث البدوي القريب,فشلوى الشمّرية الأصل الاردنية الهامه , البدوية المحيا هي الجده والأم والأب لطيور شلوى, شويش وعدامه وهيشان ثلاثة أطفال اُمتحنوا بوفاة الأب وهم في سن الطفوله ,تلاه وفاة الأم بعد ستة أشهر,لتجد نفسها شلوى العجوز هي المسؤوله عن رعايتهم,لكن لضيق ذات اليد وضنك العيش اضحت تدور بين البيوت لتأمين ما يسد رمق احفادها,وبروح الدعابة كانت تطلب المساعده لطيور شلوى,,وعندما سمع بها شيخ قبائل شُمّر الجربا أمر ببناء بيت لهم بجوار بيته, وأخذ على عاتقه تربية الاطفال وتأمين احتياجاتهم,,مرت سنين حتى ارتحلوا شمالاً طلباً للكلأ والماء لماشيتهم حتى حطت بهم الايام في شمال الاردن بالقرب من الحدود مع سوريا وفي حينه لم تكن هنالك الحدود بل بعض القبائل في ظل حكم الاتراك,,واستأسد عليهم الجنود الاتراك بمساعدة القبائل المجاوره ليطلبوا منهم ما هو شبيه بالجزيه,مما دعى بشيخهم القبول لقلة العدد والعده,وما ان مرت شهور حتى طلبوا منهم مضاعفة الجزيه, وقبل الشيخ الجربا بذلك حتى بلغ الأمر بهم ان يطلبوا من نسائهم ,مما اثار حفيظتهم وانبرى الابن الاكبر لشلوى وحمل سيفه وركب فرسه وأغار على جنود الترك ومواليهم من ابناء القبائل وتبعه أخويه عدامه وهيشان وفتكوا بهم وقتلوا من قتلوا وجمعوا من الغنائم ما فرحت به قبيلتهم,حتى ذاع صيتهم بين القبائل,
ما اسلفت هي نبذه عن قصه واقعيه حدثت تناقلها الاباء والاجداد لا كمسلسلات ايامنا وما تحويه من الموسيقى المصاحبه لجولات الابطال ولا الخيل الممشوقه وعيون نساء القبيله المكحله في مسلسلاتنا البدويه ولا كمهند المثلي وعشيقاته ,ولكن هنالك مغزى اردت ان اضع القارىء به وهو انه ليس بالضرورة ان يكون الفارس ابن فارس,,كما ان الفقير لا يرث بالضرورة طالع ابيه وقد يصبح ثرياً باعطيات الرازق,,والعلم كما الجهل لا يورث فكم من عالم كان لأب جاهل, وكم من ابناء جهلاء لأباء علماء,,لدينا في موروثنا الثقافي العديد من القصص والروايات التي تم نسيانها ,لو استطعنا تسليط الضوء عليها لاستطعنا ان نكسب الرهان على هذا الجيل الذي يصفه البعض بالمايع وعديم الاحساس بالمسؤوليه,,نحن من زجّيناهم في أتون العولمه دون مراقبه,, ونحن من خذلناهم عندما استمرئنا الصدق بقليل من الكذب, والامانه بقليل من ما نسميه شطاره وفهلوه,,وابتعدنا واياهم عن ديننا بدعوى التحلل من الدين وضوابطه,,ركبنا موجة الغرب ولا نعي وجهتها,,ذهبنا اليهم للتعلم وعدنا نحمل ما يكرهون من صفات,,أليس حريٌ بنا ان نقف مع انفسنا وقفة تأمل ومحاسبه للنفس على ما فرطنا فيه في حق الله,,الشيخ الجربا كان يحمل من صفات الرجولة والكرم والاباء مما حمله على رعاية طيور شلوى,حتى غدوا فرسان القبيله,,من لهذا الجيل المتخبط في أتون واقباء الانترنت يمضي ليله في غرف الشاتنغ, او التسكع في المولات والقهاوي,,دون رقيب او حسيب,هنالك مجموعه من القيم حريٌ بنا كأباء التركيز عليها والدوله مطالبه بمناهج تُذكي روح الانتماء والولاء لديننا وموروثنا الثقافي لا في دراسة تاريخ اوروبا ولا نعرف من هم خلفائنا الراشدين,ندرس جغرافيا البرازيل وكثيرين لا يعرفون المدن الاردنيه,,ندرس كل قواعد اللغه واطفالنا لا يعرفون احرفها.. الى متى سنبقى نعيش في ظلمات العولمه,بعدما فقدنا اسباب وجودنا...؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات