جراسا -

ياسر خليفة - مضى 33 يوماً على حادثة انقطاع التيار الكهربائي والتي أدت إلى ما يمكن تسميتها بالكارثة، خاصة حين تغيب الكهرباء عن كامل المملكة، وسط تمسك حكومة بشر الخصاونة، بروايتها الاولية رغم مرور شهر على الحادثة، والتي اشارت فيها الى عطل طرأ على شبكة الربط بين الاردن ومصر، علماً ان تلك الرواية تم نسفها من قبل الجانب المصري، الامر الذي زاد من مطالبات الشارع الاردني في ذلك الوقت للكشف عن السبب الرئيسي وراء "الكارثة".

الضغط الشعبي على الحكومة دفعها الى الاعلان عن لجان تحقيق لمعرفة السبب الرئيسي وراء انقطاع الكهرباء، بالاضافة الى لجنة الطاقة والثروة المعدنية في مجلس النواب التي ما زالت تدرس السبب!، وتستعين بخبراء في مجال الكهرباء، دون فائدة حتى الان، فالسؤال الذي يطرح نفسه هل معرفة السبب وراء الكارثة يحتاج الى كل هذا الوقت؟

استراتيجية عمل الحكومة الحالية تجعلنا نتوقف عندها طويلا، ونخضعها للبحث والنقاش العام، كونها تعبر عن الاستراتيجية الوحيدة التي تنظر فيها الحكومة إلى المواطن، حتى ترسخت لديه قناعة بانه "عندما تريد التغطية على حدث ما.. شكل لجنة تحقيق"!.

عندما وقعت الكارثة كان الشارع الاردني ينادي الحكومة للاعتراف بتقصيرها وفشلها، الا انها اكتفت بتشكيل لجنة تحقيق لم تنهي اعمالها، لان ما حدث لا يمكن تسميته بغير مفردات "الإخفاق والفشل".

الحكومة نجحت في تحقيق الهدف من مماطلة نتائج التحقيق حول انقطاع الكهرباء، حتى تناسى الاردنيون ما حدث، وهو ما سعت اليه الحكومة للتغطية على فشلها، ورفضها للاعتذار والاعتراف بالخطأ، الا ان ما تجهلها الحكومة بان الشارع الاردني مل من هذا السلوك المشين الذي يتوجب عليها أن توقفه وتبدأ بالتعامل مع الاردنيين على أنهم قادرين على أن يشاهدوا خروقاتها العديدة وفشلها الذريع والتوقف عن التعامل مع المواطن باستهانة ودونية.