لو في حارتي مسئول !!


كثيرا ما يتردد على مسامعي بعض أماني أبناء الأحياء الشعبية الساخرة حد الوجع والمرارة عندما يشاهدون افتقار أحيائهم إلى أبسط الخدمات ،فلا يجدون من يستمع إليهم ، ولسان حالهم يقول : هل هذه حالتنا لو كان من ساكني حيّنا المسئول أو الوزير أو ابن المدير الفلاني ؟وهذا التعليق أصبح قولا مكرورا تسمعه عند كل موقف يحتاج فيه أفراده إلى مساعدة ما . ،علما أن فرص هذه الأمنية تتضاءل كلما تذكروا قاهرة الرجال ،وصاحبة الجمال والدلال عمان ،التي استقطب مغناطيسها كل المسئولين ،ومما يزيد الطين بللا ، ويقلل من فرص الاحتمال ساعة يتذكرون أنهم أسهموا في تخريج مجموعة من أبنائهم الذين كانوا بينهم قبل أشهر إلى العبدلي ،وهكذا دواليك .
وتنطلق أمنية التفكير بمجاورة المسئولين لهم لأكثر من سبب ؛ فبوجودهم يطرح الله البركة بأراضيهم فترتفع أسعارها ،وتدخل في حدود التنظيم ، وتبدل الأرض غير الأرض ، يتهافت عليها مافيات العقارات ، وبقدرة قادر تجلب إليها المياه ،وأعمدة الضغط العالي ، ومشاريع الصرف الصحي ، وتصبح مناسبة لإقامة مشروع حيوي عليها ،وتُبنى فيها المدارس والحدائق العامة للأطفال ( الذين كانوا قبلا شياطين )ومن الأدلة على هذا ،أن عددا من النواب فازوا ،لأنهم استغلوا وظائفهم الحكومية بتقديم خدمات ذاتية لأشخاص أو محاسيب ، فمنهم من ( زفت دخلة ) ومنهم من قدم معونة مالية من خزينة الدولة لأحد الأفراد ومنهم من قام بصرف سلفة نقدية قيمة لكسب ود أو إرضاء خاطر أو دعم مدفوع الثمن .
لذلك فإن تكديس عدد كبير منهم في بعض محميات عمان الغربية غير الطبيعية قد حرم المواطنين كثيرا من الخدمات المناطقية والحاراتية لعدم وجود المؤثرين حكوميا فيها، ثم استشرى هذا الوباء ، فانتشر في المحافظات والألوية ،وبإمكانك بسهولة ،وأنت تسير ماشيا بين الأحياء ،أن تتوقع من خلال واقع الخدمات في ،من هم ساكنوه، وطبيعة أعمالهم ،ومدى تأثيراتهم وضغوطهم ، وليس بالضرورة أن يكون المسئول الأول ،فقد يكون موظفا عاديا ،ولكنه يمتلك في مؤسسته جانبا خدماتيا يمكن أن يسخره له أو لحارته أو لأهله،
هل من الممكن أن ترى حفريات للصرف الصحي سقط فيها ،في بعض المناطق ،عشرات السيارات والمطبات ، والأتربة التي صارت مناظر اعتيادية في هذه البلدات لو كان بالقرب منها ( فيلا ) لمسئول عينه حمرا ؟ بدليل أننا شاهدنا شارعا قد تم تعبيده في بوم واحد بسبب أن زائرا مهما سيسير عليه. وهناك أحياء صارت معروفة ( تسعة نجوم ) تتمتع بالماء والكهرباء وخدمات البلدية ، وأحياء تنادي وتصيح بل إن كل إمكانيات الكرك ،مثلا، لم تستطع أن تحل مشكلة ( حمام واحد في مجمع السفريات ) ، صدقوني، البلدية ترمي على السياحة والسياحة تستنكر ، والمتضرر الراكب والسائق أمام هذه المكرهة الصحية .
وعلى غرار دعوات أبناء المحافظات المختلفة حول توزيع (مكاسب التنمية بالتساوي)، فمنهم من يطلب جامعة أو مصنعا أو شركة ، فأنا أقترح مطلبا مضحكا آخر ،هو ضرورة توزيع (مكاسب المسئولين )على مناطق المملكة ، بحيث يُحذر السماح لهم بالتمركز في منطقة واحدة ،لما في هذا من أضرار على المناطق الأقل حظا، بل فلا أقل من أن يكون في الحي الواحد من الأحياء المسحوقة ، موظف مسئول عن تغيير ( لمبات الشوارع ) أو موظف مسئول عن توزيع دور المياه بين المواطنين، أو موظف في الشؤون الاجتماعية يستطيعون من خلاله تذوق أجود أنواع التمور المتبرع بها من دول الخليج ،وتفقدهم يوم توزيع ضحايا العيد ، أو مدير أشغال يتصدق عليهم (بكريك زفتة ) يُخرس فم حفرة تستقبلهم كل لحظة بالأحضان وكأنهم يشاهدونها للمرة الأولى .
آه عليك يا وطني ، الذي توزعت منافعك وعطاياك وهباتك بين مسئوليك ، ومعارفهم وأصدقائهم ، وتركت غيرهم ينادون ويصرخون ويشتمون في ( البث المباشر) وعلى أبواب المسئولين ،أومن ينوب عنهم ، أو بالتذلل لوكلائهم لحاجة ما ، فكم ستكون فرحتهم حين يسكن أي مسئول حارتهم !!
Tarq_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات