تخبط الجامعات الاردنية في ملف التصنيفات



كمتابع لشؤون الجامعات بحكم عملي لما يقارب العقدين في احدها لم اعد افهم ما ينشر حول تصنيف الجامعات الاردنية، فكل يوم يطالعنا خبر في صحيفة محلية او موقع الكتروني عن تصنيف الجامعة كذا بتصنيف كذا وحصولها على مركز كذا مع تضمن الخبر صيغة التغني والفرح بما وصلت اليه الجامعة .
فمن فترة زمنية قصيرة (ايام) طالعنا تصنيف QS العالمي لعام 2022 بتصنيف صادم للجامعات الاردنية والذي تضمن ان الجامعة الوحيدة بين الجامعات الاردنية التي حافظت على تصنيفها (601-650) ثابتا خلال سنوات هي الجامعة الاردنية فقط، ورغم ان هذا لا يمكن ان يعد انجازا فالأصل ان نرى الجامعة تتقدم بالتصنيف الا انه سيعد انجازا بالنظر الى حال بقية الجامعات التي انحدر تصنيفها بصورة كبيرة وصادمة .
وانا هنا اتكلم كمتابع ومهتم ولا ادعي انني صاحب اختصاص في هذا المجال حتى لا يخرج منظر او مطبل ويتساءل عن تخصصي وفهمي بالتصنيفات وما الى ذلك، وبالرجوع الى نتائج جامعاتنا الرسمية في هذا التصنيف وما لحق ذلك من تهليل وفرح وتصدر ذلك المواقع الالكترونية فان النتائج لا تعد انجازا او محل افتخار فالجامعات التي دخلت التصنيف هي ومع الاسف في ذيل القائمة وتتراجع باستمرار ومثال ذلك جامعة العلوم والتكنولوجيا التي من بين 1300 منافس هي الان في المرتبة 840 بعد ان كانت قبل فترة وجيزة في المرتبة 650 وحتى باقي الجامعات التي دخلت التصنيف كالهاشمية ومؤتة وغيرها هي في اخر الركب فالجامعة الالمانية في المرتبة 834 وجامعة الامير سمية في المرتبة 876 مؤتة في التصنيف بين 1001 و 1200 والبلقاء فوق 1201 و كذلك حال اليرموك فهل هذه انجازات تستحق الثناء والمدح والتفاخر !!! وهل هذا ما نطمح اليه ونعده انجازا !
ما اردت قوله ان من يتابع التسابق المحموم بين الجامعات للقول بتقدمها وتصدرها في هذا التصنيف او ذاك واقصد هنا مايتم تداوله على المواقع الإلكترونية ومنصات الاعلام من حصول الجامعة الفلانية في جزئية معينه او تخصص معين على المركز الاول حتى اصبحت جميع الجامعات في المركز الأول مع اختلاف نوع التفوق او التخصص. وماهذا الا ذر رماد في العيون والبحث عن تلميع هذا الرئيس او ذاك ليس اقل من ذلك او اكثر، مع العلم ان بعض التصنيفات المعتمدة للجامعات مدفوعة الاجر، والاصل في فكرة تقييم الجامعات مسألة المنافسة البحتة بينها للحصول على مكانة عالمية تجعلها تستقطب العدد الاكبر من الطلبة وبالتالي تتوسع ميزانيتها وتكون قادرة عن النهوض ببرامجها ودعم البحث العلمي وصولا الى الانجازات الحقيقة على ارض الواقع بزيادة براءات الاختراع التي تفضي الى خدمة او منتج يدر دخلا على المخترع والجامعة، والمساهمة في تقدم المجتمع وتطوره، لكن رؤساء جامعاتنا وللأسف حرفوا الموضوع ليصبح مكانا لتلميع الاشخاص والمؤسسات وكانه عمل بطولي لفرد واحد علما ان التصنيف وارتفاعه يحتاج مدى زمنيا قد يكون انجاز الرئيس فيه غير مذكور لأنه عمل تراكمي ويعتمد ايضا على اعضاء هيئة التدريس وامكانيات الجامعة والبحث العلمي فيها والكثير من العوامل حسب التصنيف، وقد لمست وزارة التعليم العالي في لحظة معينة ذلك وقامت بإنشاء وحدة لاستقطاب الطلبة تابعة للوزارة لتحقيق بعض الاهداف المرجوة من التصنيف اساسا وهي جذب الطلبة غير الاردنيين للالتحاق بالجامعات الاردنية وتم صرف الاموال واستقطاب احد اساتذة الجامعات بعقد مالي ومنصب ولكن وللاسف تراجع اعداد الطلبة الغير اردنيين في الجامعات ولم يتمكن من استقطاب طلبه وكل ما حصل هو تكبيد الوزاره مبالغ ماليه طائله، وكلنا امل بمعالي الوزير اعادة النظر بهذه الوحدة واما تفعيلها او الغائها.
سيقول البعض ان سبب التراجع في تصنيف بعض الجامعات يعود الى جائحة كورونا وما صاحبها من عوامل اثرت في منظومة التعليم ككل، الا ان هذه الحجة تبدوا واهية بالنظر الى ان الجائحة شملت العالم اجمع وجميع الجامعات فيها هذا من جهة، ومن جهة اخرى لما تراجعت بعض الجامعات دون غيرها وهي في ذات الظروف بل وذات الاوطان !
كل الآمال الان معلقة على معالي وزير التعليم العالي الرجل الاصلاحي فقد عرف عنه انه رجل اصلاح وتاريخه في رئاسة جامعة اليرموك وما قام به من ثورة اصلاحية ما زال ماثلا الى الان، ومنذ ان اقسم اليمين امام جلالة الملك كوزير للتعليم العالي والجميع ينتظر منه ثورة اصلاحية في جامعاتنا التي تأن من ثقل ما اعتراها من تردي، ونسمع ان التغيير قادم وشامل وكلنا امل بذلك لكن الاسراع واجب فالوضع لم يعد محتملا، بالإضافة الى ان التغيير يضع حدا لمهزلة التصنيفات والتغني بها واعادة احياء التصنيف الوطني على اساس ثابتة واضحة تعلن للملأ حتى يدرك الجميع حجم الانجاز ان وجد .
حمى الله هذا الوطن بجهود جميع ابنائه وفي ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله حفظه الله ورعاه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات