من يحاور من ومن يصلح من




يتصدر رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مجلس الأعيان الحالي فيصل الفايز المشهد الإعلامي والسياسي وذلك بقيادته دفة الحوار الوطني حول الحياه السياسيه في الاردن ويستقبل الفايز في مقر مجلس الأعيان ممثلين للمحافظات للحوار حول الحياة السياسيه في الاردن بما في ذلك قانون الانتخاب وقانون الأحزاب وبعض القوانين الأخرى الناظمه للحياة السياسية في الاردن وكذلك الحديث حول المشاركة السياسية للشباب .
التساؤل الذي يطرح نفسه في هذا المقام .من يحاور من ؟
أي من هم الأشخاص الذين تتم دعوتهم لمثل هذا الحوار وهذا اللقاء؟ .قطعا ليس بينهم طلبة جامعات ولا مواطنون عاديون لا يحملون القابا ..وهم الاكثر تأثيرا وتأثيرا في كافة مجالات الحياه بما فيها السياسيه فهم القاعدة الأوسع مشاركة في الانتخابات النيابيه على سبيل المثال كما أنهم الفئة الأكثر انتسابا للأحزاب والنقابات والجمعيات وغيرها من مكونات الكيان الاردني .
للاسف نجد أن أكثر المشاركين في هذا الحوار هم من أصحاب الألقاب والمناصب السابقه فتجد اصحاب الدولة والمعالي الحاليين يحاورون أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة السابقين كل طرف يدير الحوار ويجيره حسب رغباته ومطامعه دون الأخذ بعين الاعتبار طموح ورغبة عامة الشعب في المشاركة في إدارة الحياه الاردنيه وفي كافة مناحيها
فهل سيوصي الفايز ومعه فريقه من المحاوِرين مثلا بوقف التوريث في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها؟ أو يوصي بوقف تعيينات أبناء المسؤولين في المناصب العليا قفزا على ديوان الخدمة المدنيه ونحن نرى أبناءهم ومقربوهم ومحاسيبهم هم أكثر المستفيدين من هذا التوريث وذاك التعيين ..وهل نسمع صاحب دولة أو معالي أو عطوفه من المحاوَرين يطالبون بالعدالة الاجتماعية لجميع الاردنيين وهم الطامحون بأن يكون لهم ولابنائهم حصة من كعكة الوطن
عندما لا يعي القائمون على الحوار أن الحوار الحقيقي يكون مع عامة الناس في مواقعهم في مدنهم وقراهم وبواديهم ومخيماتهم ليسمع منهم ما يطمحون أو يرغبون به في إدارة حياتهم .. لا أن يكون الحوار من اسماء منتقاه توجه لهم رقاع الدعوات المزركشه فقط ليقال أن لدينا حوار ... ثم تذهب كل النتائج والتوصيات ادراج الرياح كما حصل مع لجنة الحوار السابقة التي قادها طاهر المصري قبل سنوات
مَن يُصلح مَن ؟
اذا صحت التسريبات بأن هناك لجنة للإصلاح ستولد قريبا يقودها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي فيتبادر إلى الأذهان ايضان تساؤل مَن يُصلح مَن ؟
اذا كان الإصلاح سياسيا فكيف سيتحدث الرفاعي عن الإصلاح السياسي وهو الذي تبوأ الكثير من المناصب السياسيه من خلال التوريث أو الواسطة أو الشلليه فهو ابن سلسلة الرفاعي منذ سمير الاول مرورا باقاربه وأبناء عمومته ومحاسيبه
واذا كان الإصلاح اقتصاديا وماليا فهل سيوقف الرفاعي الامتيازات الاقتصادية التي تمتع بها في كل شركاته ومجوعاته ومناصبه وهل سيجلس مع نفسه محاسبا لها على كل قرش حصل عليه دون وجه حق حتى لو كان ذلك خصومات حصل عليها على تذاكر سفره على سبيل المثال لا الحصر
واذا كان الإصلاح إداريا فهل سيلغي كل التعيينات في عهده والتي جاءت بالوساطة والمحسوبية ام سيعيد الذين أُقصوا من مناصبهم في عهده دون وجه حق
واذا كان الإصلاح اجتماعيا كالفقر والبطالة فهل سيقر بذنبه إن وجد أنه كان جزءا من إحداثها من خلال المديونية التي تمددت في عهده وتضاعفت .
هل سنصدق أن من كسر الزجاج عمدا سيسعى إلى إصلاحه كما كان
نريد حوارا حقيقيا وكذلك إصلاحا حقيقيا يقودهما شخصيات لم تكن جزءا مما وصلنا إليه من تراجع مخيف في كافة مجالات الحياه والا سيظل التساؤل قائما ..
مَن يحاور مَن ومَن يصلح مَن؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات