استغلال الأيادي البريئة الى متى ؟


جراسا -

" من مال الله يا محسنين " ، " اعطيني الله يعطيك "
- في ظل غياب الرقابة والعدالة وانعدام الضمير ليس عجباً أن نرى التسول مصدر قوت ورزق للكثير، مصدر لزيادة الاموال بشكل أسرع ، واستغلال ونهب مباشر .

رغم وصولنا للقرن الواحد والعشرين إلا أن ظاهرة التسول لا تزال موجودة حتى الأن، فلا يخلو شارع من شوارع الأردن من المتسولين سواء كانوا رجالاً، نساءاً وحتى أطفالاً .

- وقد زادت المنافسة فيما بينهم بعد أن زادت تداعيات كورونا التي أدت لانتشارهم وازداديهم بشكل أكبر مما كانت عليه بحجة الفقر والبطالة، وتحتل العاصمة عمان الحصة الكبيرة من عدد المتسولين تليها محافظة الزرقاء، ولا نختلف أن هذه الظاهرة غير مشروعة وليست أخلاقية ولم تقتصر على من يدعوّن أنهم فقراء وضاقت بهم الحياة وتغيرت الأحوال بعد أن اصبحنا لا نميّز المحتاج من المخادع بل حتى العصابات الكبيرة صاحبة الأموال والشقق السكنية الذين يقومون بتشغيل الأطفال لاستغلال مشاعر الناس ، فتراهم على جوانب الطرق يبيعون المناديل الورقية، على عتبات المساجد، وعند الاشارات المرورية ما إن تصبح حمراء يهرولون باتجاه السيارات لتنظيف زجاجها .
ماذا لو تعرض أحدهم للدهس ؟ هذه الطفولة البريئة كيف يتم استغلالها بهذه الأعمال الغير أخلاقية ؟ تلك الأيدي التي تُمد للأخذ اليست الأقلام والكتب أحق بأن تلمسها ! النظرات المكسوفة أين حقها من الهناء والراحة ومشاهدة الرسوم المتحركة ؟

- حتى الأطفال الرُضع يتم استغلالهم من قبل النساء وحملهم والتسول عليهم و الأطفال ذووي الاحتياجات الخاصة .
إذا كان أساس المنزل هالك وغير سليم فلا لوم على الزمن حين يمر وينهدم، وهذا حالهم وحال الوطن الذي أساسه هؤلاء الأطفال شباب المستقبل ( والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر )، إهمالهم الجسيم وعدم الانتباه إليهم، وجعل التسول الحرفة التي يحترفونها دون عناء و جهد يبطل لذة العمل والكفاح والحياة لديهم، فيصبح وسيلتهم التي يلجؤون إليها عند تخطيهم مرحلة الطفولة كلما تعثرو وواجهتهم المصاعب .

لا بدّ للجهات المختصة بحقوق الطفل، والحكومات الأخذ بعين الاعتبار واعادة النظر بشأن الأطفال المتسولين وتفعيل برامج التأهيل والرعاية لهم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات