جراسا -

ياسر خليفة - تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، دك معاقل جيش الإحتلال الصهيوني برشقات صاروخية كثيفة تنطلق من قطاع غزة، بين الفينة والاخرى، متخطين قواعد المعركة التي تنص على (وان عدتم عدنا)، الامر الذي يبقي المستوطنين في جحورهم (الملاجئ)، لعدة ايام وسط حالة من الخوف والهلع تخيم على قلوبهم.

ما تسمى "اسرائيل" اصبحت الان تعاني بعد انفجار مدوٍ خرج من بركان غضب الداخل الفلسطيني المحتل، وكان بمثابة صفعة لدى الاحتلال الصهيوني خاصة ان المدن الواقعة داخل الخط الاخضر، لم تشهد مسبقاً لتلك الاحداث والاشتباكات، وذلك بالتزامن مع صواريخ المقاومة التي تمطر معاقل الاحتلال، وتقصف هدافاً تعمل على شل الجناح العسكري للجيش الصهيوني، وفي ذات الوقت كبدت السلطات الاسرائيلية، خسائر مالية واضرار اقتصادية كبيرة.

في اليوم التاسع للاحداث في فلسطين، توسعت الاشتباكات في المدن الفلسطينية، وزادت من معاناة المحتل الغاصب، بعد استخدام الاسلحة النارية واطلاق الرصاص الحي من مسافة قريبة نحو جنود الاحتلال ما خلف العديد من الاصابات، وهو أمر قد يجبر الاحتلال على الاستسلام ووقف انتهاكاته في القدس والعدوان على غزة، ومنع التطرف اليهودي والعنصرية داخل مدن الخط الاخضر.

الفلسطينيون سيواصلون انتفاضتهم في وجه الاحتلال، ويستمرون في تغيير قواعد الاشتباك وما حدث في اليوم التاسع للاحدث خير دليل على ذلك، بعد المواجهات المسلحة والعنيفة التي وقعت في الضفة الغربية، موجهين رسائل جديدة وغير مسبوقة الى قادة جيش الاحتلال الصهيوني، بان الانتفاضة الحالية لن تتوقف كسابقتها حتى تخنع "اسرائيل".

فصائل المقاومة الفلسطينية اليوم اقوى عن ذي قبل، عكس ما كان متوقعا جراء الحصار المستمر على قطاع غزة، واستهداف مواقع مالية وعسكرية لمحاولة اضعاف قواها، فالوتر الذي تعزف عليه سلطات الاحتلال منذ سنوات عدة من خلال تفرقة الوحدة الفلسطينية، قد انقطع وتلاشى، الامر الذي زاد من قوة وصلابة المقاومة في وجه الاحتلال.

ماذا خسر الفلسطينون على الاقل خلال المعركة الحالية؟ شهداء ! جرحى! فقد اعتاد التراب الفلسطيني على احتضان شهداء على مر 73 عاماً.