الصراع الديني والجيوسياسي أو الجيوستراتيجي


كتب تحسين التل:- عندما يتعلق الأمر بفلسطين؛ ينقسم العالم الى قسمين، الأول: الغرب وجزء من الشرق يصطف الى جانب إسرائيل، والقسم الثاني؛ إنساني، وديني، وقومي، يضم العرب والمسلمين، ودول صديقة مع فلسطين، ويأخذ شكل التعاطف الديني، والعروبي، والإنساني لدعم قضية العرب والمسلمين الأولى، المستمرة منذ أكثر من سبعين سنة.
نحن أمام حالات من المشاعر الدينية والعروبية، وصراعات داخلية، وانقسامات لا يوحدها إلا زوال الإحتلال عن أرض فلسطين، وقيام الدولة، وهذا من أبسط حقوق البشر على هذا الكوكب المليء بالصراحات الدينية، والعسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والفكرية.
ينقسم العالم الى عدة مذاهب وأقليات مذهبية، هي على النحو التالي:
المذهب البروتستانتي في أمريكا، والكاثوليكي الملكي في الغرب، والأرثودوكسي في الشرق، يقابلهم الإسلام السني والشيعي، وينقسم أيضاً الى دول ومحاور.
المحور الأول: الإسلام السني، وهذا المحور يشكل تقريباً ثلث عدد سكان العالم، ومحور الإسلام الشيعي، ونسبته قليلة مقارنة مع بقية المذاهب، لكن له تأثير لا يستهان به في المجتمع الدولي، ويتركز في سوريا والعراق وإيران وبعض الدول صغيرة الحجم ذات الكثافة السكانية البسيطة.
ببساطة؛ المذهب الأرثودكسي الشرقي يشارك الإسلام السني في وحدة المصير والعيش المشترك، إذ يشكلان معاً كتلة بشرية ضخمة جداً، يمكن أن تصل الى نصف عدد سكان الكرة الأرضية، مما يعني أن هناك توازن في القوى على الأرض، وفق المجال الديني، وصراع الأديان.
الصراع القائم الآن (ومنذ قيام إسرائيل)، هو صراع مذاهب، والحروب القادمة هي حروب أديان، يصطف فيها الغرب المسيحي مع اليهود لأنهم الأقدر على كبح جماح الإسلام السني، وحشره في زاوية ضيقة؛ يكون فيها من السهل القضاء عليه عسكرياً.
عندما قامت حرب لبنان وإسرائيل؛ استخدم حزب الله عدد هائل من الصواريخ التي أطلقت من الجنوب اللبناني، وكان حجم تأثيرهاً مدوياً أمام الغرب، وتجمعت المذاهب كلها ضد المذهب الشيعي، باعتبار أن الحزب لا يحق له امتلاك السلاح، وضرب دولة تعترف بوجودها الأمم المتحدة، وها نحن الآن أمام دولة تمارس البلطجة بكل أشكالها وأنواعها، وتستفز المجتمع الدولي بأن حزب حماس لا يحق له امتلاك الصواريخ، لأنه ينوي تدمير إسرائيل، وقتل اليهود.
بالمحصلة النهائية، إسرائيل ومن خلفها الغرب لا تنوي تحقيق سلام مع العرب لأنهم لا يريدون تحقيق أي توازن مع العرب حتى على طاولة واحدة، فالقوي لا يمكن أن يسمح للضعيف بالجلوس معه ولو على طاولة الطعام.
ولن يسمح الغرب وإسرائيل الساقطة شرفياً ودينياً بأن تكون هناك قوة عربية؛ شيعية أو سنية، يمكن أن تخترق مجالها الجوي، أو الحديدي، أو البشري، لأن الأمر يتعلق بتوازن القوى، وصراع الأديان، والسيطرة على ثروات العرب والمسلمين، وأن نعيش مجرد خدم فنادق للغرب واليهود.
لقد وافقت إسرائيل على السلام، فقط لأنه يخدم الشعب اليهودي، ولا يقدم أي شيء للعرب، علينا أن نفهم ذلك؟!، أن لا نطمع كثيراً بسلام مزيف لم يحقق أي فائدة منذ عام (1994).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات