ضرورة تنموية
السوق لا يحتاج إلى شهادات بل يحتاج إلى مهارات متعددة ومتنوعة وأحيانا متخصصة ،مهارات ناعمة ، ومهارات معقدة ، وبناء هذه القدرات ضرورة مهمة لدخول سوق العمل ، وربط هذه المهارات بتوليد وخلق فرص العمل للعاطلين في مناطق البادية الأردنية الواسعة والشاسعة، والتي تشكل80 % من مساحة الوطن ،وتعاني من ظروف اقتصادية صعبة تواجه المجتمعات المحلية ،وخاصة حملة الشهادت الجامعية والباحثين عن العمل فيها.
ولا شك امتلاك هذه المهارات هوالسبيل الوحيد للحصول على الوظائف في الشركات والمؤسسات والمنظومة الصناعية الموجودة في البادية الأردنية :من جامعات حكومية وخاصة ، وشركات ومصانع ،وهذه تحتاج بلا أدنى شك إلى المهارات مختلفة ومتنوعة ناعمة ومعقدة على حد سواء، للعمل فيها. وهذا يحتاج إلى تأهيل وتدريب العاطلين عن العمل في البادية الأردنية ، وامتلاك المهارات الفنية للدخول لسوق العمل في هذه المؤسسات والشركات والمصانع والجامعات وايضا المنظمات المحلية والعربية والدولية فيها .وهنا نشير أن من يدعي أن البادية الأردنية فقيرة ولا يوجد فرص عمل ،غير صحيح، فمثلا في البادية الوسطى ( الجيزة والموقر) فهناك على سبيل الذكر المؤسسات التالية : جامعة الإسراء الخاصة ،وجامعة الزيتونة الخاصة ، وجامعة الشرق الأوسط الخاصة ،وهناك مطار الملكة علياء ، وهناك مدينة الموقر الصناعية ، وهناك أكثرمن800 مصنع وشركة ووووو، وهي تحتاح إلى كوادر فنية مؤهلة مدربة للعمل.
ايضا البادية الجنوبية تزخر بالعديد من الشركات الكبيرة في مجالات التعدين واستخراج المعادن،وهناك الشركات الصناعيةالعاملة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من الشركات الزراعية ، ولا شك هي مولدة لفرص العمل ولكن تحتاج إلى من يمتلك المهارات الناعمة والمعقدة للدخول لسوق العمل، والعمل في هذه الشركات لمواجهة تحدي الفقر والبطالة ،وخلق فرص العمل للعاطلين من أبناء البادية الأردنية .
وهنا نشير إلى أن البادية الشمالية تزخر بالمشاريع والشركات الزراعية ووجود الآبار المائية ،وايضا الشركات والمصانع الكثيرة ، وايضا ووجود شركات الخدمات والتي تعمل مع اللاجئين في تلك المناطق ، ولا شك هذه تخلق فرص العمل ، مع وجود المنظمات الدولية التي تعمل مع اللاجئين وخاصة السوريين.
ولكن هذه البوادي بحاجة إلى مركز متخصص لتطويرالمهارات ، وبناء القدرات ، ولا شك التكامل والتعاون مع المراكز المتخصصة في مناطق البادية يمكن أن تلعب دور كبير في تحديد وتصنيف هذه المهارات الناعمة والمعقدة ،والتي يحتاجها أبناء البادية الأردنية ومنها : الديوان الملكي الهاشمي –لجنة المبادرات الملكية، الجامعات الخاصة والحكومية ، الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية ، ومركز بحث وتطوير البادية ، الشركات والمصانع، مطار الملكة علياء ، المناطق التنموية ، أهل الخبرة والاختصاص ، الباحثين العاملين في مجال تنمية البادية الأردنية ، العاطلين عن العمل ، المؤسسات الدولية العاملة في تنمية البادية الأردنية .
إن وضع خطة استراتيجية لرفع المهارات ، وبناء القدرات لأبناء البادية الأردنية يحقق الأمن الوطني ، من خلال خلق فرص العمل لهم في هذه المؤسسات والشركات والجامعات ،وهي كثيرة وتستطيع المساهمة بالمسؤولية الاجتماعية ، تجاه العاطلين عن العمل من أبناء البادية الأردنية على حد سواء ، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي ، وكم سعدنا أن مستشارية شؤون العشائر تعمل على هذا الموضوع لخلق فرص العمل .
•أكاديمية الأمير حسين للحماية المدنية/لواء الموقر.