.. لو كان الأمر يتعلق بدعوات مقاطعة شركات الاتصالات التي ترفع اسعارها وتسوء خدماتها وتذهب ارباحهم يمئات الملايين عملة صعبة الى الخارج ، لرحبنا ونفذنا هذه الدعوات كما فعلنا قبل سنوات واجبرنا شركات الاتصالات على التراجع عن قرارها برفع اسعار خدماتها .
ارتفاع اسعار العلف عالميا في الاسواق بنسبة 55 % ادى الى ارتفاع تكلفة انتاج الدواجن وبيض المائده ،وكان يمكن للحكومة ان تتدخل لحماية المنتجين من خلال تخفيض العبء الضريبي على المستوردات من مدخلات الانتاج كالعلف والذرة وكسبة فول الصويا، التي تخضع لضريبة مقدارها 5 بالمئة، وكذلك الإضافات العلفية والأدوية البيطرية. ،وضرورة معاملة الشركات العاملة في صناعة الأعلاف ومسالخ وفقاسات الدواجن كشركات عاملة في القطاع الزراعي، ما يتيح لها الاستفادة من قرارات الحكومة الأخيرة بتخفيض تجديد العاملين في القطاع لثلاثة أشهر.
غالبية المنتجين لهذه المادة الحيوية والتي يزداد الطلب عليها في هذا الشهر الفضيل هم مواطنين اردنيين يعتاشون واسرهم والعاملين معهم على هذا الانتاج ، والدعوة للمقاطعة يعني محاسبتهم ومحاربة ارزاقهم وزيادة اعبائهم واغلاق منشآتهم وتسريح العاملين فيه .
الحكومة مطالبة للتدخل فورا والحفاظ على هذا القطاع وعدم تدميره من خلال ما عليها من واجب الاجراءات المذكورة .
القطط السمان من كبار المستوردين ينتظرون تلك الدعوات ويتهيؤون لاستيراد الدواجن من الخارج باسعار اقل قليلا من السوق وهدفهم هو ضرب هذا القطاع " الشعبي " الانتاجي الذي تعتاش منه الاف الأسر ، وستكون فرصتهم مواتية لفتح باب الاستيراد ، ولكن سيكون هذا على حساب صغار المزارعين الذين انفقوا اموالاهم وتحويشات اعمارهم لتأسيس تلك المزارع الصغيرة من جهة ، وعلى حساب الجودة والنوعية التي يجري فيها استيراد الدواجن من الخارج تحت مسمى مذبوح على الطريقة الاسلامية دون وجود اثر لجرح اوسكين على اجسادها !