من لم يفهم فهو حمار



هذه قصيدة للشاعر العراقي احمد مطر بعنوان " من لم يفهم فهو حمار " يقول فيها. :
عندي لغز يا ثوارْ
يُحكي عن خمسة أشرارْ


الأول يبدو سباكـًا
والثاني ساقٍ في بارْ



والثالث يعمل مجنونـًا
في حوش من غير جدارْ



والرابع في الصورة بشرٌ
لكنْ في الواقع بشارْ



أما الخامس ؛ يا للخامسِ
شيءٌ مختلفُ الأطوارْ






لا أعرفُ ، لكني أعرفُ
أنَّكَ تعرِفُهُ . مَكـّارْ



جاء الخمسة من صحراءٍ
سكنوا بيتـًا بالإيجارْ



جاءوا عطشى جوعى هلكى
كلٌّ منهم حافٍ عارْ



يكسوهم بؤسُ الفقراءِ
يعلوهم قَترٌ وغُبَارْ



رَبُّ البيتِ لطيفٌ جِدًّا
أسَكّنهم في أعلى الدارْ



واختار البَدْرُومَ الأسفلَ
والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَارْ


هو يملك أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ
ولديه ثلاثةُ آبارْ



أسرتُهُ:الأمُّ، مع الزوجةِ
وله أطفالٌ قُصّارْ



مرتاحٌ جدًا، وكريمٌ
وعليه بهاءٌ ووقارْ



مرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ
لم يطلبْ منهم دينارْ



طلبوا منه الماءَ الباردَ
واللحمَ مع الخبز الحارّْ



أعطاهم كَرَمًـا ؛ فأرادوا الـ
آبارَ، وَحَلْبَ الأبقارْ



أعطاهم ؛ فأرادوا الْمِنْخَلَ
والسِّكِّينةَ والعَصَّارْ



أعطاهم حتى لم يتركْ
إلا أوعيةَ الفخَّارْ



طلبوا الفخارَ، فأعطاهم
طلبوه أيضًـا ؛ فاحتارْ



خجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهم
فاستأذنهم في مِشْوارْ



خرج المالكُ من منزله
ومضى يعمل عند الجارْ



ليوفر للضيفِ الساكنِ
والأسرةِ ثَمَنَ الإفطارْ



سَرَقَ الخمْسَةُ قُوتَ الأسرةِ
واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ ( أبرارْ)



ثم رأَوْا أن تُنْفَى الأسرةُ
واتخذوا في الأمرِ قرارْ



طردوا الأسرة من منزلها
ثم أقاموا حفلةَ زَارْ



أكلوا شرِبوا سَكِرُوا رَقَصُوا
ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمارْ



باعوا الماءَ وغازَ المنزلِ
وابتاعوا جُزُرًا وبِحَارْ



وأقاموا مدنًـا وقُصُورًا
وحدائقَ فيها أنهارْ



وتنامَتْ ثرْوَتُهم حتى
صاروا تُجَّارَ التُّجَّارْ



حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ
وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَارْ



قالوا أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ
والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدارْ)



فمضى نحو المنزل يسعى
واستدعى الخمسةَ وَأَشَارْ



خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ : {كَفَاكُمْ
في المنزل فوضى ودمارْ



أحسنت إليكم فأسأتم }؛
فأجابوا: { أُسْكُتْ يا مهذارْ



لا تفتحْ موضوعَ المنزلِ
أوْ نَفْتَحَ في رأسِكَ غارْ)



فانتفضَ المالكُ إعصارًا
وانفجرُ البركانُ وثارْ



أمَّا الأَوَّلُ : فَهِمَ الْقِصَّة؛َ
فاستسلَمَ للريح وطارْ



والثاني : فكَّرَ أنْ يبقَى
وتحدَّى الثورةَ ؛ فانْهَارْ



فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ
فِذٍّ هُوَ والإبِنْ البارّْ



والثالثُ : مجنونٌ طَبْعًـا
قال بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ :



(من انتم ؟ وسَأَتْبَعُكُمْ
زَنْقَهْ زنقه .. دارْ دارْ)



أَرْغَى أَزْبَدَ هَدَّدَ أَوْعَدَ
وَأَخِيرًا: يُقْبَضُ كالفارْ



ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ
آياتٌ لأولي الأبصارْ



والرابع والخامس أيضًـا
دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ


ما زال الحبل على الجرار
من لم يفهم فهو حمار .
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات