في البداية علينا ان نتفق على ان الفساد لا يسئ الا للفاسد نفسه وعلى من يتعاون معه او يتستر عليه وقبل أن تهاجمني أود ان أوضح لك انني ابن هذا الوطن .... لذلك اسمع وعي قبل أن تطلق لسانك .

عندما انتشر الحراك في الأردن يطالب بالإصلاح وطالب بأن تحاسب الدولة الفاسدين ؛ رأيت انه كلما تم تحويل اي من المتهمين بقضايا الفساد الى القضاء ، بدأت العشائر بالتحرك نحو تشكيل اجتماعات ولقاءات وخطابات وهتافات لحماية هؤلاء المتهمين ، وذلك من اجل التأثير على الراي العام والقضاء والمساعدة في عدم مثول هؤلاء المتهمين امام القضاء ، واصبحت بعض هذه العشائر تشكل عقبة امام احكام القانون ، وكذلك وضع العراقيل امام مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي ينادي بها جلالة الملك في اوراقه النقاشية وخاصة الورقه النقاشية السادسة والتي ركز بها جلالته على الدولة المدنية .

وخلال نشري لاحدى المنشورات والتي قلت فيها "الفساد بكل اشكاله سيبقى ما دام الوجه العشائري موجود ولا يوجد شي اسمه اردنيين من كافة المنابت والاصول وانما كل شخص يحمل الرقم الوطني ( Social Security Number ) فهو مواطن اردني وواجبه بان يحترم القانون والدستور ومساندة الدولة واجهزتها في اي ظرف"

بعدها اتصل بي احد الاصدقاء وهو يعمل باحدى الصحف المحلية واحتد النقاش بيني وبينه وقلت له بشكل مباشر وبدون اي مواربة .

صديقي انا معك قلبا وقالبا فيما قلته عن رموز الفساد في البلد والذين اختصرتهم الى عدد لا ينوف عن اصابع اليد وهم بالمناسبة معروفين وهم ايضا مكروهين في الشارع الاردني !!! ولكنك لم تتطرق الى الحيتان المعروفة وهم من أبناء العشائر وعددت له اسماء هؤلاء المفسدون الذين لديهم قضايا الفساد المتهمون بها : من شركات الاتصالات وغيرها

هل تريد اقناعي بان باسم عوض الله ومطيع وغيرهم هم فقط المسؤلين عن كل تلك القضايا من الفساد ؟؟؟؟!!!

رد علي بعصبية وقال : يا ابو حميد بدك تفتح علينا جبهة غير جبهة الحكومة

قلت له بكل هدوء : اتحدى اي زميل من زملاءنا أن يكتب مقالا عن أي مسؤول فاسد من أبناء العشائر لأن هذا الهجوم سيتحول إلى هجوم على العشيرة التي ستنطلق بكل ما أوتيت من قوة للدفاع عن هذا الفاسد

وبالتالي الشجاعة يا صديقي لست فقط ضد الحكومة اذا اخطئت وانما ضد كل المنظومات الداخلية التي تتستر على الفساد ويجب وضع كل الجهود في تحذير تلك العشائر من مغبة حماية هؤلاء الذين يشوهون صورة جلالة الملك والدولة الاردنية في داخل والخارج .

الشارع الاردني اصبح مطلع في الفتره الاخيره واصبح يستغرب قيام كثير من العشائر التي طلب ابناءها للتحقيق معهم بقضايا الفساد ، بهذه التصرفات التي تشكل ظاهرة امام منع الاجهزة المختصة بمكافحة الفساد من قيامها بدورها ، ولجوء بعض المتهمين الى عشائرهم للحماية والخوف من المحاسبة والعقاب باستخدام العشائر كوسيلة للضغط على الحكومة بعدم ايقاع العقوبة عليهم ، وجعلها وسيلة للتصادم والمناكفة مع الاجهزة الامنية والقضائية واصحاب القرار السياسي.

وبالنهاية يجب على جميع ان يعلم بأن نظام العشائري عندما كان يتزعمه رجال كان لا يقبل بأي فاسد او متخاذل ويعتبرونه عار على العشيرة وينبذونه لأنه أساء إلى سمعتها، أما الآن وللأسف فيعتبر الفاسد رمزا من رموزها ويجب الدفاع عنه ....!