جراسا -

صدام المشاقبة - بعد مرور عام كامل على وصول فايروس كورونا الى الاردن، يمكننا القول بثقة ان هناك غياب تام للاستراتيجية الإعلامية لدى الحكومة في إدارة أزمة انتشار فايروس كورونا (كوفيد19).

غياب الاستراتيجية ادى لحالة من الفوضى في المشهد الاعلامي الاردني، تنعكس بلا شك على ثقة المواطننين بالحكومة وقراراتها، الامر الذي يضعف قدرة الدولة من ضبط سلوك المواطنين، والزامهم بتنفيذ التعليمات الصحية الضرورية لمنع انتشار الفايروس.

من أبرز مظاهر "الفوضى الاعلامية" هي كثرة التسريبات التي تصل لوسائل الاعلام، حول مضامين القرارات الحكومية قبل الاعلان عنها، ما يفتح المجال امام انتشار الإشاعات، وبالتالي زيادة حالة الارتباك لدى المواطنين، الذين اصبحوا يشعرون أن الحكومة غير قادرة على صناعة قراراتها بحالة من الاتزان والسرية.

وهنا يأتي السؤال من يقف وراء تسريبات القرارات الحكومية؟!، وما الهدف من تلك التسريبات؟!، خاص بعد ثبوت فشل سياسة تسريب القرارات الحكومية من اجل قياس مزاج الرأي العام، ومدى تقبله أو رفضه للقرارات المنوي اتخاذها، فعند إدارة الازمة لا بد من وجود سلطة واثقة من قراراتها، التي تتخذها وفقاً لمصلحة المجتمع فقط، وليس لمحاباة الرأي العام.

وما زاد من "الفوضى الاعلامية"، هي المبالغة في ظهور المسؤولين الحكوميين على شاشات القنوات المحلية، حيث أن كثير من المقابلات تأتي كمجاملة لادارات القنوات، وليس لوجود معلومات جديدة يمكن إضافتها وتقديمها للمواطنين اثناء المقابلات التلفزيونية، فلا شك ان التصريحات الحكومية، والتي يتجاوز عددها العشرات يومياً هي اكثر بكثير من حاجة الجمهور الاردني للمعلومات المتعلقة بكورونا.

اللافت أن رئيس الوزراء بشر الخصاونة يحرص على عدم المبالغة في ظهوره الإعلامي، بعكس باقي المسؤولين عن ملف كورونا الذين يقدمون يوميا عدد ضخم من التصريحات المتضاربة، وحتى المتناقضة في بعض الاحيان.

ختاماً يجب التأكيد على أهمية وضع استراتجية اعلامية واضحة لادارة الازمة، فالاعلام يلعب دوراً مهماً بتخفيف اثار الجائحة، التي يذهب ضحيتها العشرات يومياً من ابناء مجتمعنا، بينما تزيد الفوضى الاعلامية من النتائج الكارثية، والتي يدفع ثمنها المجتمع.