وكما يقال الشكوى لغير الله مذلة وعند العبد ذلة  وقهر للأنفس وللرجال ... واي اجمل من ذلك الاذلال الذي نتوجه به لبارئنا حتى يمنحنا بركاته وأن يغدق علينا بعطاءه وخيراته التي لا تنقطع عن  عباده الخيرين ,,, فقد انهمر  الخير   بعد أن توجهت الأكف بالضراعة لله عزوجل ,, فجاءت الشفاعة على عباده الخيرين والمحسنين والفقراء رغم الفجور والعصيان التي اصاب جسد  الأمة ,
موسم الخير وهو فصل الشتاء الذي هل بحبات مطره وبرده القارص  الذي غطى معظم أنحاء المملكة بعد توقف رجفت منه القلوب الضعيفة وخافت على حالها وأحوالها من إنعدام المطر فجاء الرد مجزيا على عباده ليحي الأرض بعد موتها انه على كل شىء قدير ,
فصل الشتاء الماضي هطلت فيه الأمطار وعبأت السدود حتى فاض الكثير منها  ولم نقم بتخزينة بشكل جيد لضعف البنية التحتية في التخزين حيث فتحت السدود وتخلصت مما فاق من مخزونها  الذي ذهب الى غير مكان فلم نستغل الموسم المطري بشكل جيد  حينما توقف وبقينا نعاني في فصل الصيف من  انقطاعات المياه المتكررة  حيث لم نحسن الحلول ولم ندرك ما هو المأمول عمله من أجل بناء بنية تحتية نستطيع من خلالها أن نخزن كل قطرة ماء تنهمر حتى لا تضيع في الأودية او السهول وتذهب سدى في غير مكانها الصحيح ,,
كان لا بد من دراسات ذات جدوى اقتصادية نستطيع من خلالها تحديد الأماكن التي يمكن تجميع المياه فيها ونقوم ببناء السدود بأقل التكاليف  في كل منطقة وواد حتى  نبقيها للأيام عجاف يصيبنا فيها القحط والجفاف والا ستبقى الحلول عصية وستبقى الشكوى قائمة حتى لو سالت الأودية وتعبأت البحار  فلن يفيدنا ذلك اذا لم نقم بإستغلالها في عمليات التخزين  بشكل مقبول ,,وكلنا نتذكر (( البرك )) التي كانت تغطي كل اريافنا وبوادينا فتساعدنا في أوقات العسرة  لنا ولحلالنا ,
دائما نشكو أمرنا لله رب العزة في السراء والضراء وعلينا واجب العمل من أجل ان ننقذ حياتنا من الهلاك ومن  شح المياة الذي اصبح هاجسا لنا في حياتنا بل هو صراع وجود  بين الدول والا بقينا نراوح مكاننا بينما الخير ينهمر علينا ونحن لا ندرك معنى ان كل قطرة ماء تعني حياة لنا ولأبنائنا حتى لا تضيع هدرا ونلقي باللائمة  على من حولنا ونحن لا ندرك معنى الاعداد والبناء  والتجهيز من اجل مشاريع قد تنقذنا من هذه الضائقة المتكررة كل مطلع صيف  وأن لا نبقى جالسين أو مستكينين  لتأتي الحلول لنا  ,,,
 إشتقنا لحبات المطر التي عزفت لحنها على الأرض الحانية لتطفأ ظمأها ولهيبها   وكل كائن حي عليها  فنزلت الطمأنينة على القلوب .. فيا رب شكونا لك الهم فأنقذتنا بعطاءك الكريم  وغمرت قلوبنا بفرحة الفائزين . وكرمك الذي لا يضيق عن سؤال أحد... فأستر عيوبنا  وأغفر ذنوبنا  ... اللهم اجعلنا من القانعين ,,,ولك من الشاكرين على ما أعطيتنا ووهبت لنا من الخيرات ,,, فأنت من تنظر لنا بعين الرحمة  رغم سوء  المنقلب فلا تجعلنا من القانطين وأجعلنا من الشاكرين والذاكرين لك في السراء والضراء  وأجعلها سقيا خير وبركات  علينا وعلى أمة المسلمين, ,.. وكل شتوية وأنتم بألف  بخير .

Dolat19@yahoo.com