أمام النواب والحكومة .. قوانين مفصلية متى ترى النور ؟


جراسا -

خاص - بات من الضروري جدا وبحكم التطور السريع في الظروف التي يعيشها الوطن بشكل خاص ، ومحيطه الخارجي بشكل عام ، الحاجة الى إقرار قوانين ناظمة ومغيرة لحياة المجتمع ، في الناحية الاقتصادية والسياسية ، تحفز القطاعات كافة على السواء للمساهمة بشكل أكبر في مسيرة البناء ، سيما أننا دخلنا المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية .

ولا يختلف اثنان في أن قوانين التنفيذ ، والإدارة المحلية "البلديات" ، والإنتخاب ، هي جوهر القوانين التي من شأنها قلب الحياة الإقتصادية والسياسية في الوطن ، وانطلاقا من ذلك يجب على الحكومة المسارعة في إقرار تلك القوانين خلال شهرين على الأقل ، وتقديمها الى مجلس الأمة ، فلا الوقت ولا الظروف تسمح بتأخيرها أكثر من ذلك.

قانون التنفيذ

ولعل هذا القانون من أكثر القوانين التي تعالت الأصوات للمطالبة بتغييره ، وإعادة النظر بكافة إجراءات التنفيذ القضائي ، خاصة الماسة بالمتعثرين ، الذين وقعوا  فريسة لتغول الكثير من أصحاب الأموال على كافة شرائحهم ، فشهدنا بفضل ذلك هروب الكثير من القطاعات التجارية الى الخارج ، بدلا من أن يمنحوا فرصة للنهوض من جديد ، ويستكملوا مسيرة البناء الإقتصادي ، بل وشكلت  إجراءات التنفيذ رعبا وكابوسا على المتعثرين ، فباتوا يرتعبون  لمجرد رؤية دورية أمن ، وجيوبهم خاوية من سداد ما يترتب عليهم من التزامات جراء الظروف الإقتصادية الصعبة التي زادت صعوبة بفعل جائحة كورونا.

المسارعة بإقرار قانون التنفيذ ، وبالتشاور مع كافة القطاعات ، ومع السلطة التشريعية ، كفيل ببث الطمأنينة في صفوف الشرائح الاقتصادية ، وهو بصيص أمل يدفعهم لمعاودة النهوض من جديد ، لنتعدى المرحلة بأمان ، وتزيل عن القطاعات والمواطن كاهل زمان غابر أسود من اجراءات التنفيذ ، فهل تسارع حكومة الخصاونة بذلك ؟

قانون الإنتخاب

وهذا لا يقل أهمية عن إقرار قانون التنفيذ ، ومررنا بتجارب ومراحل انتخابية سابقة ، إلا أن الجميع وعلى كافة المستويات يقر بضرورة الوصول الى قانون انتخابي عصري ، يلبي الطموح ويمكن شرائح الشعب من إيصال ممثليه الى قبة البرلمان ، بعيدا عن استخدام الطرق السلبية التي شهدناها بكافة الإنتخابات السابقة .

وفي ظل هذه الظروف على الحكومة وبالتنسيق مع السلطة التشريعية وكافة القوى الشعبية والحزبية ، توسيع دائرة الحوار حول قانون الانتخاب ليخرج من القاع الى الأعلى بعكس القوانين السابقة ، التي أخرجت مجالسا نيابية بعيدة عن الطموح الرسمي والشعبي على السواء.

قانون الإدارة المحلية أو البلديات

على مدى السنوات القليلة الماضية خضنا تجارب مجالس اللامركزية و مجالس البلديات ، لكن لا يخفى على أحد الجمود الذي ساد قوانين اللامركزية الأمر الذي حجم صلاحيات مجالس المحافظات ، ومنعها من أداء المأمول منها ، الأمر الذي دفع الجميع للمطالبة بتعديلات على قانون الإدارة المحلية يعطي المجالس المحلية المنتخبة شعبيا صلاحيات أوسع ، وتخرجها من سيطرة الوزير التي فرضتها القوانين السابقة الجامدة.

وليس أمام الحكومة مزيدا من الوقت للتأخر فيه ، فانتخابات البلديات في شهر أيلول القادم ، و بحاجة مسبقة للتحضير لها ، ولا مجال لقانون مسلوق وفي الوقت ذاته التسريع به مهم ، و إلا سنحكم على المجالس اللامركزية بالفشل ، بفعل القوانين والبيروقراطية المقيتة في إقرارها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات