إن الأحداث المؤسفة التي وقعت على مدرجات إستاد الملك عبد الله الثاني عقب انتهاء مباراة ألفيصلي والوحدات لم تكن نتيجة انتصار فريق أو هزيمة فريق آخر في مباراة من المفروض إن تكون رياضية , بل كانت نتيجة تراكمات عديدة منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي نتحمل جميعا مسؤوليتها وخاصة أصحاب القرار السياسي والأمني و مسئولو ملف الرياضة والشباب المتعاقبين بالمملكة بالإضافة إلى جميع النخب السياسية بالمملكة بدون استثناء . نعم نتحمل جميعا المسؤولية مواطنين ومسئولين لأن الساكت عن الحق شيطان اخرس . إن دم أي مواطن أردني سواء كان من مشجعي الوحدات أو ألفيصلي أو من رجال الأمن  أغلى لدينا من كل البطولات والمباريات والهتافات والكؤوس فلتذهب جميعا للجحيم . أفهم حجم المصيبة وأفهم معنى الظلم والقهر وافهم كل الممارسات السلبية التي نعاني منها جميعا وافهم إن الدماء التي سالت هي أهم واكبر من جميع المباريات الرياضية, لكنني افهم أيضا إن الوطن هو الأغلى علينا جميعا ويجب إن لا نعطي الفرصة لأعدائنا أعداء الوطن سواء كانوا من الداخل أو من الخارج لأن ينتصروا علينا . إن أعداء الوطن الذين يحملون أجندات خارجية قد نفخوا منذ زمن طويل ببوق العنصرية والإقليمية البغيضة, ينتظرون هذا اليوم لقطف ثمار غدرهم وتآمرهم. أتمنى إن يعلو صوت العقل والمنطق وان يسود الهدوء والسكينة  وان لا نخسر المزيد من الإصابات, إن امن واستقرار واستمرار هذا الوطن الغالي علينا جميعا مسؤوليتنا جميعا رغم كل الممارسات السيئة والغير مبررة وعلى جميع أصحاب القرار إن يتصرفوا بحكمة سواء كانوا من صفوف المواطنين أو من مسئولي الدولة . إن تشكيل لجنة تحقيق بإشراف مجلس الأمة ومحاسبة المسئولين عن ما حدث هو مطلب وطني وشعبي وشرعي ويجب الإسراع في تنفيذه.  لقد إن الأوان لفتح ملف الرياضة بالأردن بشكل عام وملف نادي الوحدات ونادي ألفيصلي بشكل خاص ويجب على النخب السياسية إن تتحمل مسؤوليتها في هذا الملف من خلال التوعية والدراسة والندوات وإصدار التوصيات مهما كانت صعبة وخطيرة حتى لو كلف الأمر المطالبة في إلغاء الدوري وحل نادي الوحدات ونادي ألفيصلي . أمامنا  تحديات كبيرة وخطيرة ولا بد من تضافر كافة الجهود من أبناء الوطن المخلصين للدفاع عن وحدتنا الوطنية وسد كل الثغرات التي ينفذ منها أعدائنا لضمان امن واستقرار واستمرار هذا الوطن الغالي علينا جميعا .   
 
Sameer_emam55@hotmail.com