قرار حظر الجمعة المباغت


تزامنا مع ارتفاع وتيرة عداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد بسلالاته المتعددة ، حيث تجاوزت الاصابات حاجز الاربعة آلاف إصابة علما بأن هذه القفزات في الأعداد لعبت دورا في تغذيتها إعادة فتح العديد من القطاعات وعلى رأسها المدارس ، وعليه فقد أعيد قرار حظر يوم الجمعة من كل أسبوع .

وبناء على ما تم رصده بحسب مركز الأزمات ولجنة الأوبئة فإن هذا العدد يتطلب إجراء احترازيا يعيد ضبط الأمور او بالأحرى يكبح جماح الفيروس من الانتشار ولكن .. !!


وما استدعى لكتابة هذا المقال هو هذه الاستراتيجية في التعامل مع الأزمة وتحديدا من قبل هذه الحكومة ، التي تعمل بصفة الهدوء ما قبل العاصفة ، حيث نجد أن القرارات تؤخذ بعجالة وبلا تمهيد كاف ٍ للشارع العام شعبا وسكانا ، أفرادا ومؤسسات ٍ ، حيث قررت الحكومة مساء الأربعاء إعادة قرار الحظر الشامل ليوم الجمعة من كل أسبوع وبدءا من الجمعة القادمة ، فهل يعقل أن يعلن عن قرار حظر شامل قبل يوم ونصف من إنفاذه ؟!

البعض سيقول أن هذا الحظر لا يتعدى اليوم الواحد ويوم الجمعة يوما اعتياديا وهم ينظرون للقرار بصورة نمطية غير آبهين بأوضاع التجار والمحلات وأصحاب العروض والشركات وغيرها ، وحتى حركة الافراد التي ستعاني يوم الخميس من اضطراب حاد واحتكاك عالي جدا نتيجة هذا القرار السريع في الوقت بدل الضائع ..!!

كما ويمكن أن نقول أن قرار حظر الجمعة يغذي السياحة الداخلية ويعزز من أرقام الحجوزات في الفنادق لكن هذا ما تجاوزنا ادراكه طيلة العام الماضي ؟ لكن الجديد هو حجم التطاحن والاختناق في الشوارع والأسواق والمواصلات عبر الأزمات وغيرها والتي سيفتعلها هذا القرار المفاجئء من صباح يوم الخميس حتى عشية اليوم نفسه حيث الكثير من الأسر والناس غير مستعدين لهذا القرار ، وستتحول اجراءات التخوف من الانتشار وفرض التباعد الاجتماعي إلى دعوة حقيقية لإحراز التلاقي والتقارب المجتمعي بشكل غير مباشر عبر الاكتظاظ الذي سيحدث على المخابز والمحلات وغيرها ..

نحن لسنا بصدد الاعتراض على مبدأ الحظر وإن كان يحرز تقدما بطيئا في خط الاصابات ، ولكن التساؤل والاستغراب لآلية إنفاذ القرار وتوقيته فالكثير غير مستعد وهذا ما لا يعقل ..

لذا فإن جل ما نحتاج هو خطط مدروسة ومواعيد متباعدة للقرارات ليستنى للمعنيين جميعهم في هذه البلاد إعادة ضبط وموازنة أمورهم بالتوافق مع المستجدات وهذا ما يصب في مصلحة الحفاظ على سلامة المجتمع بشكل عام .


وفي الختام نسأل الله السلامة لنا ولبلدنا وشعبنا وقيادتنا وأن يرفع عنا هذا الوباء نحن وكل ما على هذه البسيطة من بشرية

فداء المرايات
كاتبة وباحثة سياسية
ناشطة في مجال حقوق الانسان



تعليقات القراء

اللجان الذكية
ما بعرفوا.
على الأردنيين ان يقبلوا بالواقع.
هذا أفضل ما عندهم.
أسهل الإجراءات والتي ثبت تأثيرها السلبي على قطاعات أخرى وعدم فائدتها على الملف الصحي.
24-02-2021 10:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات