عباس مدعو لاصدار بيان يحدد فيه أساس الحل العادل


بقلم بسام أبو شريف - – دولة فلسطينية مستقلة ، وكاملة السيادة برا وبحرا وجوا ، وعاصمتها القدس الشرقية ، وضمان حق العودة .
– لاشرعية لأي مستوطنة في الضفة والقطاع ، ويجب تسليمها للسلطة مع اعادة كل الأراضي التي صودرت .
– الأغوار أرض فلسطينية ، والنهر حدود فلسطين مع الاردن ، والتي تزول مع وحدة الاردن وفلسطين
– لاتدخل لأي طرف يسوق الطرف الآخر الخارجية والداخلية .
ادارة الرئيس بايدن تقف مترددة ، أو محتارة حول التعاطي والتعامل مع القضية ، أو قضية الفلسطينيين ، وهذا التردد هو نتيجة رغبة ادارة بايدن بشطب ما ارتكبه الرئيس ترامب ، وبين عدم نجاح ادارة اوباما في التوصل الى حل يرعى الطرف الفلسطيني ، ولاشك أن استعراض المحاولات الاميركية منذ أن أطلق الرئيس ريغان حل ” الأرض مقابل السلام ” ، يثبت أن رضوخ الادارات الاميركية للضغط الصهيوني كان دائما سببا في افشال جهودها ، ولنتذكر كيف غادر جيمس بيكر اسرائيل غاضبا ، وصرخ أمام الصحفيين : ” اذا كانت تل ابيب تريد السلام ، فهذا هو رقم هاتف البيت الأبيض” ، وكان يعبر بوضوح عن أن موقف اسرائيل ، هو موقف الرافض للسلام ، والرافض لموقف الادارة الاميركية .
ويعلم المطلعون أن اسرائيل خاضت حربا سرية تتضمن اتصالات ، وعمليات ارهابية لمنع الادارة من تبني مشروع قدمه روبرت ايمز “مدير السي آي ايه في الشرق الأوسط ” ، لحل الدولتين ، وأرسله للسيدة الاولى نانسي ريغان لأن الخارجية كانت تسرب مايرسله من تقارير تحث على اتخاذ موقف يلبي حدا أدنى من مطالب الفلسطينيين ، وكان هذا يثير غضب مؤيدي اسرائيل ، الذين كانوا يعارضون 242 ، ومع مجيء ترامب أصبح مخطط الصهيونية التوسعي ليس واضحا فقط ، بل في طور التطبيق والتنفيذ : –
– ضمت القدس ، ونقلت السفارة الاميركية .
ضمت الجولان ، وأسميت باسم ترامب .
– أعلن عن ضم الضفة الغربية ( يهودا والسامرة ) ، ثم أعلن لأسباب ” ترامبية ” ، عن تجميد قرار الضم في الوقت الذي استمرت فيه عمليا ، وقفزت اسرائيل عبر جسر ترامب نحو المراحل الأبعد في مخطط سيطرتها على المنطقة : التطبيع مع الخليج ، ودول اخرى .
– أعلن عن عدد آخر من الدول على وشك التطبيع .
– أعلن عن حلف عسكري لضرب ايران ، وحلفائها ” محور المقاومة ” .
وقطع أشواطا عملية مكنت حتى الآن اسرائيل من السيطرة على الأمن ، والاتصالات في منطقة الجزيرة والخليج ، وأدخل السودان ضمن دائرة التسهيلات اللوجستية ، والقواعد العسكرية ، وكذلك سوقطرة ، وباب المندب ، وأصبح اليمن جزء من أهداف الحلف ، واسرائيل على رأسه ، وأعلن نتنياهو عن قلب المعادلة الريغانية ، وهي ” الأرض مقابل السلام ” ، الى ” سلام القوة ” ، كما تراه اسرائيل ، أي أن التطبيع كان نتيجة قوة اسرائيل التي تحتاجها دول الخليج المصنوعة في مطابخ واشنطن لحماية نفسها ، ومواجهة ( العدو المشترك ) ، ايران ، ومحور المقاومة .
وجاء رفض الرئيس محمود عباس ” لصفقة القرن ” ، كضربة قوية لهذا المخطط المسمى صفقة القرن ، ورفض التطبيع ، وكان هذا أيضا صفعة للمطبعين ، وأثبت أن الشرعية ، هي في القرار الفلسطيني ، وأن لاحلول دون اقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وعاصمتها القدس ، هذا الموقف جمد انهيارا كان قد بدأ ….. انهيار معنوي ، وسياسي ، وميداني ، وأثبت ابو مازن استنادا لموقف شعبي عارم أن الفلسطينيين اذا رفضوا ، فلن يتمكن أحد من السير على طريق مناهض لحقوق الشعب الفلسطيني .
………………………………………………………………….
بايدن يزن الآن موقف الادارة الجديدة ، وأعطى تعليماته لاصدار اعلانات أولية :
– رفض ما ارتكبه ترامب .
– الدعوة لعودة المفاوضات الثنائية تحت شعار حل الدولتين .
– أي ان توجه الادارة ، هو احياء المفاوضات على الأسس التي كانت تستند اليها ، وهي اتفاق اوسلو .
لكن اتفاقات اوسلو سقطت ، وأعلن نتنياهو ذلك ، ولم تعد قابلة للعيش ( وهنا تبرز فرصة الرئيس ابو مازن النادرة ) ، من الضروري والأساسي في العمل ، والنضال السياسي أن يعلن ابو مازن ببيان يخط جيدا ، وتهيأ له وسائل الاعلام عن سياسة السلطة ازاء المفاوضات التي دعا الى احيائها جو بايدن .
بيان الرئيس محمود عباس سيكون بيانا قصيرا يحدد بوضوح الرغبة في السلام الشامل ، وذلك بالحل العادل ، وأن ينص على الأسس التي دعت فيها واشنطن وموسكو لعقد مؤتمر دولي في مدريد ، أي تنفيذ قراري 242 و338 ، وان حل الدولتين يعني تطبيق الانسحاب من الأراضي التي احتلت عام 1967 ، ( الضفة الغربية وغزة والجولان ) ، وأن تقوم دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أرضها ، وحدودها ، وسمائها ، وبحرها ، وعاصمتها القدس الشرقية ، وان هذا هو المدخل ، وليس الاتفاقات التي خانت فيها اسرائيل توجهها وتعهدها ، وأن يؤكد الرئيس محمود عباس عن الاصرار على تحقيق هذا الهدف الذي من شأنه أن يجلب السلام ، وان كل الاستيطان في الضفة غير مشروع ، ويجب اخلاؤه ، واعادة كافة الأراضي المصادرة ، وأن يتم الدفع للفلسطينيين تعويضا عنها وعن البيوت التي دمرتها اسرائيل ، والمؤسسات ، والمدارس ، والمستشفيات في غزة ، والضفة الغربية .
وأن يسجل ابو مازن في بيانه أنه أصدر التعليمات لادارة العمل السياسي على أساس تطبيق قراري 242 و338 ، الموقعين من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ، وعلى رأسها الولايات المتحدة .
………………………………………………………………..
أن يضع الرئيس محمود عباس مع الهيئات الجديدة ، التي تشارك فيها حماس ، وجميع الفصائل برنامج ” خدمة العلم ” ، لكل شاب فلسطيني ، ويتضمن بندا تدريبيا عسكريا ، ودفاعا مدنيا ، ويشكل المتخرجون وحدات الاحتياط في الدفاع المدني الفلسطيني بكل ميادينه من التمريض ، وغرف العمليات الجراحية الطارئة الى اطفاء الحرائق ، ومقاومة الغازات ، وحماية المدنيين من القصف ، والرصاص ، والمتفجرات ، وحماية القرى ، وأهلها ، والمخيمات ، وأهلها ، والمدن ، ومداخلها ، وأهلها ، والتصدي لقطعان المستعمرين الذين يحاولون سرقة الأرض ، واقامة مستوطنات استيطانية توسعية ، وأن يصدر محمود عباس أوامر بتدشين مصانع بسيطة في كل قرية لانتاج الأساسيات ، التي يحتاجها الناس ، وكذلك لتطوير مصانع اخرى تسد حاجات المجتمع في حالات الحصار ، وأن يصدر تعليمات باقامة شبكة كاملة في المدن ، والقرى ، والمخيمات لانتاج الطاقة الكهربائية من اللوحات الشمسية ، وأن يأمر بالتنقيب عن النفط في أكثر من مكان ، وأهمها مناطق رام الله ، والأغوار ، وأن تبدأ في غزة عمليات استخراج الغاز عبر شركات اميركية لاتستطيع اسرائيل منعها !!! ، وأن يقرر أن استقلالية القضاء مصانة بكل معنى الكلمة ، ويؤكد الحرب على الفساد بهذا السلاح سوف تضطر ادارة بايدن للنظر في ما أعلن ، وأن تتحرك رغم اعلان وزير الخارجية حول القدس ، وعدم اجابته عن الجولان …. يجب أن تملأ السلطة الفراغ بتقديم مشروعها المتجدد .
قضية فلسطين كانت ، وستبقى قضية العرب جميعا ، وقضية المنطقة ببلدانها المختلفة ، وذلك من وجهيها ، وجه قضية الشعب الفلسطيني الذي كان أول ضحايا العنصرية الصهيونية ، والتي جلبت للمنطقة على أكتاف الاستعمار ، ثم الامبريالية الغربية ، واتفاق الشرق والغرب على اقامة كيان استيطاني لليهود الصهاينة على أرض الشعب الفلسطيني ، الذي انتدبت بريطانيا بالتحضير للاستقلال !! ، أي له استحقاق على المجتمع الدولي ، وهو حق تقرير مصيره بالاستقلال ، والحرية ، والوجه الآخرهو مخطط التوسع الصهيوني للهيمنة على المنطقة الغنية بثرواتها الطبيعية ، وموقعها الجغرافي ، أي ان الصهيونية العنصرية كوجه من وجوه الامبريالية العالمية ، وحلفها ، وهذا يشكل خطرا على كل دول المنطقة عربية كانت أم غير عربية ، ولذلك يمكن رسم تصور للخطة النضالية لمواجهة هذه الغزوة ، التي تتعرض لها المنطقة مستفيدين من الفجوات في المعسكر الامبريالي ، ومن نقاط ضعف مخططهم .
لم تتمكن مصر بكل محاولاتها ، وثقلها أن تقنع الغرب بتطبيق القرار ، الذي اتخذه مجلس الأمن في 5/6/1969 ، ورغم مضي ثماني سنوات على اتخاذ القرار كانت اسرائيل ترفض الانسحاب ، وتعتبر سيناء أرضا عبرانية الى أن تحرك جيش عبدالناصر بأوامر من السادات الذي خاض شخصيا أثناء وجود جمال عبدالناصر ، وبعد استشهاده محاولات اقناع الاميركيين بتطبيق قرار 242 ، وفشل … كان القرار استخدام القوة ، ويثبت أن ما قاله جمال عبدالناصر كان صحيحا : ( ان ما أخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ) ، وهكذا انسحبت اسرائيل من سيناء مقابل اتفاق سلام مع مصر لايعرف المرء الى متى يستمر ، لكن سيناء عادت لمصر، وكذلك قناة السويس ، وانكفأ الاسرائيليون نحو غزة والنقب ، ورمت اسرائيل بكل الثقل العسكري على جبهة الجولان لتتمكن من العودة له بعد أن طردها الجيش العربي السوري ، وجيش التحرير الفلسطيني ، ورفضت اتفاق فصل القوات ، الذي طبق في سيناء ، لذلك قال هنري كيسنجر للجانب السوري : ( أعطوني مئة يوم حتى أتمكن من انتزاع موافقتهم ) ، وقاتل السوريون قتالا مرا ، وشجاعا وصل للسلاح الأبيض في جبل الشيخ ، وتم فصل القوات ، لكن رفض سوريا لشروط اسرائيل جعلها بعيدة عن توقيع اتفاق لايعيد لسوريا بالكامل حقوقها ورفع الرئيس حافظ الأسد شعار: – السعي لايجاد التوازن الاستراتيجي لاجبار اسرائيل على الانسحاب من الجولان ، والآن ضمنت اسرائيل الجولان بقرار من ترامب ، لكن هذا القرار لايغير من وضع الجولان القانوني لأنها أرض سورية ، هذا لم يعن أن الحرب استمرت مشتعلة قبل حرب اكتوبر 1973 ، بل كانت هنالك محاولات سياسية ، واستخدمت مصر وسوريا الوقت للتحضير لحرب تحريرية ، وتطوير قوتهما العسكرية ، والآن نواجه توسعا من نمط ضم الضفة ، والجولان ، والتطبيع مع بعض الأنظمة العربية ، ولابد من تنمية وتطوير القوة العسكرية في الوقت ، الذي تجري فيه محاولات سياسية ، نحن نعلم انها لن تؤدي الى اتفاق ، ولابد من اتباع التكتيكات المناسبة لمنع التوسع الاستيطاني من أن يتحول الى أمر واقع دائم ، فهذه المعركة يجب أن تشتعل تماما ، وسيصبح منها مزيدا من التأييد لدى الرأي العام العالمي تماما كما تتمتع غزة الآن بتأييد عالمي ، ويجب أن ترتبط هذه المحاولات السياسية بسقف زمني يتناسب مع بناء القوة محليا ، وعلى صعيد المنطقة – وحدة محور المقاومة والفارق هنا كبير ، فتحرير القدس والأرض الفلسطينية يستحوذ على اهتمام قوى هامة في المنطقة ، ويوضح الكشف عن حقيقة موقف بعض الأنظمة في الجزيرة ، والخليج ، والمخطط يسير باتجاه ضرب ايران كونها السند القوي لمحور المقاومة ، وايران تمتلك من القوة والسلاح ماسيجعل محور المقاومة أقوى بكثير مما كان عليه .
التفكير المتوازن ، والعمل المتوازن بين التمسك بالثوابت سياسيا ، والاستعداد للمعارك عسكريا ، من يخوض المعركة السياسية يجب أن يدرك أن المجرى السياسي ، الذي لا يستند الى قوة فعلية في الميدان لن يفرز سوى الفشل ، والقوة في الميدان موجودة ، وهي الشعب انما على القيادة أن تهيء ، وتعبئ الشعب كقوة فاعلة للتأثير في ميزان القوى ، أو ميزان السياسة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات