جراسا -

تباينت توقعات المجلس العالمي للذهب للعالم الحالي 2021، والذي أكد أن الاستثمار في الذهب بصفة عامة سيكون مدعوماً خلال العام الحالي بشكل جيد، على الرغم من التوترات التي تلاحق الأسواق العالمية جراء جائحة فيروس كورنا المستجد.

وأوضح المجلس في بيانه السنوي، أن استهلاك المشغولات الذهبية، سيشهد نمواً كبيراً خلال العام الحالي، بفضل الانتعاش الاقتصادي المتوقع خاصة في الأسواق النااشئة هذا العام.

ملاذ أمن

ويعتبر الذهب ملاذ أمن للكثير من المستثمرين على مر السنوات، وذلك بسبب ميزاته المتعددة التي تتلخص في القدرة على الاحتفاظ بقيمته ومقاومته لعوامل التغيير أو الهلاك، كما يحتل الذهب مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي، كونه يشكل معياراً لتحديد غنى الأفراد والشعوب.

وكان السبب الرئيسي للعديد من الحروب، كما تعتبر الصين الدولة المنتجة الأولى في العالم لمعدن الذهب.

ويستخدم الذهب أيضًا كوسيلة للتحوط ضد معدلات التضخم المرتفعة؛ فبعض الأشخاص يرون أن الاستثمار في بورصة الذهب ليس استثماراً ولكنه نوع من الادخار الآمن.

فالذهب على مر السنين هو وسيلة لحفظ القيمة، ويرتفع سعره مع الزمن، لأسباب تتعلق بالعملة المحلية، كما حدث منذ تعويم الجنيه المصري، حيث قفز سعر الجرام لأضعافه، غير أن الذهب هو من الملاذات الآمنة التي يمكن الاستثمار فيها.

طرق الاستثمار في الذهب :

1- سبائك الذهب وامتلاكها مباشرة

تعتبر تلك الطريقة من أسهل طرق الاستثمار في الذهب من حيث البيع والشراء، فكل ما تحتاجه هو شراء سبائك الذهب والاحتفاظ بها لفترة طويلة ثم بيعه عن الأسعار العالية.

إلا أنه من عيوب تلك الطريقة، هي عدم تحقيق أرباح سريعة لأن الأمر يحتاج إلى وقت، بالإضافة إلى التكلفة التى تتحملها لتخزينه بمكان آمن.

2- صناديق الذهب :

أكثر الطرق إثارة في مجال الاستثمار في الذهب حيث يمكنها تحقيق أرباح عالية في أوقات قصيرة، وتكلفة أقل، وتتم عن طريق إما صناديق الاستثمار المشتركة التي تشتري الذهب، أو صناديق التداول في البورصة.

3- العقود الآجلة :

ستم تداولها في البورصة وتستخدم الذهب كأصل أساسي، بتكلفة منخفضة.

4- شراء أسهم في شركات تعدين الذهب :

تعتبر أكثر طرق الاستثمار غير المباشرة أماناً، حيث يشتري المستثمر سهماً في إحدى شركات التعدين وبيعها دون الحصول مباشرة على الذهب

فوائد الاستثمار في الذهب :

يعمل استثمار المال في الذهب على الحفاظ على الأموال من عوامل التضخم، وارتفاع أسعار السلع الأخرى، مثل النفط، والدولار، وغيرها، والتي تقع في طرق الاستثمار الأخرى، لذلك يعد الاستثمار الأكثر استقراراً.

كما يحافظ الذهب على مستواه طول العام، حيث يمكنه تخطي أزمات الهبوط التي قد تمر به في أي فترة من العام، ومواصلة الزيادة على المدى البعيد، ولذلك يلجأ أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء للاستثمار في الذهب، والذي يعتبرونه الملاذ الأمن لهم، كونه يحافظ على ثرواتهم وقيمة أموالهم، وحمايتها من عوامل التضخم وتقلبات الأسواق المالية الأخرى.

وبالعودة لقرارات المجلس العالمي للذهب، فسيلجأ المستثمرون في المستقبل إلى تعميق اللعب في بورصة الذهب، نتيجة لشعورهم بالمخاطر المحتملة، جراء عجز الميزانيات الحكومية والتي تؤدي بجانب بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وتزايد المعروض النقدي، إلى ضغوط تضخمية.

ففي عام الكورونا والإغلاق العام الذي شهده العالم، كان أداء الذهب جيد جداً، حيث ارتفع سعر الذهب بنسبة 15٪ في المتوسط، فيما تخطى التضخم الـ3%.

كما تعتبر البنوك المركزية، أن امتلاك مخزون كبير من الذهب أداة لدعم أموال البلاد بسلعة قوية، حيث يساهم في تحقيق الاستقرار لعملاتها.

عيوب الاستثمار في الذهب

وعلى الرغم من ارتفاع بورصة الذهب طيلة السنوات الماضية، إلا أن اضطرابات البورصات، لم تترك لأحد القدرة على التنبؤ بالمستقبل من حيث الارتفاع أو الانخفاض، حيث أصبحت أسعار الذهب متغيرة بشكل كبير، جراء توابع تأثيرات فيروس كورونا.

كما تتأثر أسعار الذهب بردود أفعال المستثمرين، والذين بدأوا في بيع أصولهم من المعدن الأصفر خلال العام الماضي، لتسييل الأموال من أجل الاستثمار في أشياء أخرى.

كما قد يؤدي الاستثمار في الذهب إلى حدوث خسائر مالية كبيرة، لذلك يجب على المستثمرين في الذهب توخي الحذر دائماً، ودراسة تغييرات السوق بصورة دائمة.

كما يعتبر الذهب استثمار بلا عائد، بخلاف الاستثمارات الأخرى، غير أنه يصعب تخزينه، ويشهد تقلبات سريعة في أوقات قصيرة.