إعلان وزارة التعليم العالي عن فتح 300 تخصص للقبول الموحد ضمن الدورة التكميلية (التوجيهي) هو إعلان لا يمت للواقع بأية صلة، فلو استعرضنا التخصصات سنجد أن غالبيتها تخصصات لا يسجل فيها الطالبة إلا بعد الوصول إلى مرحلة اليأس وفقدان الأمل حتى في الحياة. كما أنها مكررة ومشتركة بين معظم الجامعات.

على سبيل المثال، الجامعة الأردنية طرحت 20 تخصصا للعلمي و10 تخصصات للأدبي وأغلقت باقي التخصصات دون سبب واضح.

ودع عنك قصة وحكاية التخصصات الراكدة التي أصبحت مملة وتبعث على السأم لأن ما طرح من تخصصات أكثر من 90% منها راكدة وميتة ولا أمل في إصلاحها.

لا أعرف بالضبط كيف يفكر القائمون على هذا الأمر، كان بالإمكان مثلا فتح باقي التخصصات على نظام الموازي لتحقيق دخل معقول للجامعات التي تعاني من إفلاس وشح في مواردها بسبب سوء الإدارات وغيرها من أسباب ليس هنا مكانها.

ويبدو أن الحكومة لم تجد هدية تقدمها ضمن احتفالاتها بمئوية الدولة لنحو 90 ألف طالب وطالبة تقدموا لامتحان الدورة التكميلية (التوجيهي) سوى السماح لهم بالتسجيل في تخصصات البستنة والمحاصيل وتنسيق المواقع وتنسيق الزهور والآثار وإدارة الفنادق وعلوم الحركة والتدريب الرياضي والتربية البدنية والأنثروبولوجيا وصيانة المصادر التراثية والتربية والري و..ألخ.

هذه التخصصات جزء من 300 تخصص جامعي زعمت وزارة التعليم العالي والقبول الموحد أنها مفتوحة للتسجيل فيها بعد إعلان نتائج التوجيهي، والواقع أن التخصصات الفعلية لا تتجاوز 40 تخصصا في جميع الجامعات لأن معظمها مكرر ومشترك مع باقي الجامعات ، وجزء كبير منها لا يتقدم لها أي طلاب إلا بعد فقدانه الأمل بأي مقعد جامعي، كما يبدو من أسماء التخصصات التي بالكاد سمع بها الطالب.

أظن أن ثمة هدفا خفيا في دفع الطلبة نحو الجامعات الخاصة للحصول على تخصص يناسب طموحاتهم، وهذا يعني أن أي تخصص يصنف بأنه من الدرجة الثالثة سيكلف الطالب نحو 10 آلاف دينار طيلة مدة الدراسة كرسوم دراسة فقط، ولن نحسب المواصلات وأثمان الكتب ومصاريف أخرى يحتاجها الطالب.

نحسب أن في هذه الحكومة عقلاء كثير .. أين هم، نتمنى أن نسمع صوتهم قبل فوات الأوان؟!

على الوزارة والجهات الأعلى منها تدارك الأمر وفتح باقي التخصصات قبل نتائج امتحان تكميلية التوجيهي نهاية هذا الأسبوع حتى لا نلقي بآلاف الطلبة على الرصيف أو في أحضان بعض الجامعات الخاصة التي قد تستغلهم.