الحرب قادمة لامحالة!


بسام ابو شريف- كتبنا بالأمس تحليلا لما قاله كوخاني رئيس أركان الدولة العنصرية اسرائيل، وذكرنا أن ما قاله، هو رسالة موجهة للولايات المتحدة – ادارة بايدن – وبنفس الوقت لايران، ولأن رد الفعل الاميركي لم يعلن، فقد سارع كل من وزير الأمن “الدفاع”، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتأكيد الحقيقة التي ذكرناها، وهي أن ما طرحه رئيس الأركان ليس من بنات افكاره بل هو تنفيذ لتعليمات الحكومة الاسرائيلية بشقيها الليكودي، والمعارض.

ونحن ننطلق فيما نكتب من معرفة بطريقة تفكير الطغمة العنصرية الصهيونية، التي وصلت بها عقدة الخوف من المستقبل، وعقدة العظمة (المستمدة من قوة الولايات المتحدة ، ومن قوة ونفوذ الصهاينة في مواقع صنع القرار الاميركي)، وللتذكير نعيد للذهن هنا بعض المواقف التي اتخذتها حكومات اسرائيل انطلاقا من هذه المعطيات، وفي لحظات التعارض بين موقفها وموقف ادارات الولايات المتحدة ، ففي زمن جون كيندي تلاقت مصلحة روتشيلد، ومصلحة اسرائيل لتكليف جهات (بعضها شغل مناصب رسمية هامة في اميركا)، بتصفية جون كيندي تصفية جسدية، وفي حرب تشرين 1972 ، أرسلت غولدا مئير برقية مشفرة للرئيس الاميركي تقول بالحرف ( Help Israel Or else We Will Use the Nukes – ساعدوا اسرائيل، والا سنستخدم النووي)، وتدخلت الادارة فورا لدرجة أنها أرسلت دبابات تحملها طائرات هليوكبتر ضخمة لتضعها على الخط الأمامي قبالة الدفرسوار (التي ألفت كذبا اسرائيل رواية حول بطولة شارون في تلك المنطقة – الدفرسوار) وكان قائد الجيوش المصرية التي عبرت القناة، قد أبلغ السادات أن جيش مصر قادر على انهاء ذلك الاختراق خلال أربع ساعات الا أن السادات رضخ لتهديد واشنطن المستند لتهديد غولدا مئير .

يقول وزير الأمن الاسرائيلي ان فرقا متخصصة تتم وضع اللمسات الأخيرة على خطط متعددة لضرب مؤسسات ايران ، التي تعمل على صنع ” القنبلة النووية ” ، وهذا يعني ضرب كافة مؤسسات ايران ، ومصانعها ، ومفاعلاتها ، ومخزونها من اليورانيوم كما أن لدى اسرائيل صورا تسلمتها عبر اللجنة الأمنية الاسرائيلية الاميركية العليا ، اضافة لصور التقطها قمرها التجسسي لايران ، ومواقعها الحساسة ، اضافة لما أرسله العملاء من معلومات أرضية ، ويقول نتنياهو ان ما أعلنه رئيس الأركان ، هو رسالتنا للأصدقاء والأعداء حدث هذا بوجود مدير المخابرات الاسرائيلية الجديد ” غير معروف الاسم ” ، في واشنطن لبحث الموضوع الايراني مع ادارة بايدن ، وبحث تسليح فصائل محور المقاومة ، وبحث وضع اليمن !!! اليمن كما يبدو أصبحت بندا دائما على جدول أعمال اسرائيل ، ويضيف نتنياهو اعلانه باعلان سر جديد ، واعتراف علني بوجود حلف عسكري تقوده اسرائيل ضد ايران ، ومحور المقاومة يضم : قبرص ، واليونان ، ومصر ، والاردن ، ودول الخليج ، والسودان ، والمغرب !!! ولم يصدر حتى الآن من الدول ، التي ذكرها نتنياهو أي تعليق رغم احراج نتنياهو لهذه الدول بنشره سر الحلف ضد ايران ، ولاشك أن ما قاله كوخاني عن عمليات ستشنها اسرائيل في دول خارج الطوق المحيط مباشرة باسرائيل يعني أن مجال الدول المحيطة قد فتح لاسرائيل لتضرب سوريا ، والعراق ، واليمن .

نضع اشارة محذرة أمام ما أعلنه رئيس الأركان من أنه أصدر الأوامر بوضع الخطط ، وان اسرائيل ستفعل كل شيء يمكنها فعله لضرب ايران ، محور المقاومة ، وهذا يشمل تفعيل كل عصابات الارهاب التي تمولها ، وتسلحها اميركا ، واسرائيل ، ودول خليجية ، ونشر الارهاب ، والفوضى ، وتفيد مصادرنا الموثوقة بأن كردستان البرازاني ، وقيادة قسد تلعبان دورا أساسيا في تأمين قواعد انطلاق للاسرائيليين ، والارهابيين في محيط كركوك ، والحدود الايرانية العراقية ، ومحافظة صلاح الدين ، وبغداد ، وبشكل خاص الحدود العراقية السورية كما تشكل قسد جسرا لداعش ، التي تستخدم اسرائيل علمها ، وشعاراتها لاخفاء جنودها ، وتشكل المواقع ، التي تتمركز فيها قوات تركية أماكن هامة لتحرك الاسرائيليين ، ولدى اسرائيل برنامج للبنان سيبدأ خلال أيام ” أو أقل ” ، لبدء رفع وتيرة العنف القاتل في شوارع لبنان في محاولة لاستغلال وضع لبنان ، وأزماته لتفجير اشتباكات واسعة داخلية تستند فيها لقوات تابعة لجعجع تم تدريبها في اسرائيل ، وتم تسليحها سرا بسلاح متقدم نوعيا ، والهدف جر حزب الله لمعركة داخلية تتيح لاسرائيل مجالا لتوجيه ضربات جوية لمواقع الحزب ومخازن صواريخه ، وأيضا اليمن ، والعراق ، وغزة .

لقد ركز رئيس الأركان في تحذيره لأعداء اسرائيل اضافة لايران على حزب الله ، وحماس .

أول رد فعل اميركي لما تطرحه اسرائيل في وجه موقف بايدن كان اعلانا سريعا يفيد بأن الولايات المتحدة تدرس امكانية اقامة عدة قواعد عسكرية اضافية على أراضي الجزيرة العربية ، وهذا يتناقض الى حد كبير مع خطة ترامب نتنياهو لاقامة حلف عسكري لمواجهة ايران ، وصدر اعلان قصير مفاده ان طائرتي بي 52 ، تحلقان في أجواء الشرق الأوسط ، هذه رسائل أيضا ، وكما قال نتنياهو للصديق والعدو ، اسرائيل تواجه الآن الرد الايراني الذي أعلن ليل الأمس ، وجاء فيه : ( اذا هاجمت اسرائيل ايران ، فسوف نمحي مدنا اسرائيلية عن وجه الأرض ، وسندمر تل ابيب ، ونحن لسنا بحاجة للسلاح النووي للقيام بذلك ) ، هذا الرد هو أعنف رد ” كلامي ” ، صدر عن ايران ردا على تهديدات اسرائيل سابقا ولاحقا ، ولاشك أن ايران لاتطلق هذا التهديد هباء ، بل يأتي بعد سلسلة من المناورات الواسعة ، والمعقدة بحرا وجوا ، وبرا ، وفي وقت متأخر من ليلة أمس صدر عن وزير الخارجية الاميركي تصريح له معنى كبير اذ يأتي بعد تصريحات رئيس الأركان الاسرائيلي ، وتصريحات نتنياهو ووزير الأمن ، وبعد تبيان طبيعة الرسالة التي يحملها مدير المخابرات الاسرائيلي لواشنطن ، يقول وزير الخارجية الاميركي : ( سنتابع الجهود لاقامة السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين ) ، هذا يعني أن بايدن سوف يطرح مبادرة جديدة لاحياء الجهود للوصول الى حل الدولتين ، بينما اعتبرت اسرائيل رسميا أن صفقة القرن هي البديل ، وأعلنت ضم الضفة ثم أجلت كما قال نتنياهو الضم الرسمي ، لكنها استعاضت عنه منذ ذلك الوقت بأخذ قرارات لبناء أكثر من 20 الف وحدة سكنية ، وصعدت بشكل جنوني خطة ازالة آثار الفلسطينيين وجوامعهم وبدأت بالحفر تحت حائط المبكى ( لقد قدم نتنياهو في آخر لقاء له مع ترامب مفتاح الهيكل هدية ) .

وتجدر الاشارة هنا الى أن بايدن أجرى ، ويجري حساباته حول الشرق الأوسط ، فهو يعلم أن الامارات ، والبحرين ، وعمان …..الخ تتبع سياسة السعودية ، وأعلنت السعودية بعد تنصيب بايدن بأنها لن تطبع الا بعد اقامة دولة فلسطينية مستقلة ، وعاصمتهها القدس ، لذلك رد باعلان دراسة اقامة قواعد اميركية في الجزيرة بمعنى أن واشنطن ، هي الحامية للسعودية وليس اسرائيل نستخلص من ذلك : –

ان اسرائيل سوف تشن ضربات على المواقع الأكثر حساسية في ايران ( ويجب ألا يكون هنالك أي شك بذلك ) ، وان ذلك سيترافق ويتزامن مع عمليات مدمرة ضد حماس ، وحزب الله ، وسوريا ، والعراق ، وان اسرائيل سوف تستخدم أجواء ، وأراضي مصر ، والاردن للقيام بذلك ” التنف قاعدة اميركية لكن أرضها عربية ” ، هذا يجعل واجب محور المقاومة البدء بالتصرف ، والاستعداد كونها في حالة حرب فعلية ، وهذا يشمل تعليمات للجبهة الداخلية والملاجئ ، والاسعاف ، والمستشفيات …. الخ ، والأهم تتبع التغييرات التي ستجريها اسرائيل على مواقعها الحساسة .

كاتب سياسي فلسطيني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات