هذا ما فعله المستوطنون بالطفلة حلا


جراسا -

تعيش الطفلة حلا مشهور القط (11 عاما) أصعب أيامها، وهي ترى آثار الجروح والندوب التي تغطي وجهها، منذ هجوم المستوطنين على منزلها ببلدة مادما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

عصر يوم الأحد، كانت حلا تجلس في فناء منزلها وتذاكر دروسها استعدادا للامتحانات الفصلية، عندما تفاجأت بهجوم عشرات المستوطنين على منزلها الواقع على الأطراف الجنوبية بمادما، وعلى بعد مئات الأمتار من مستوطنة "يتسهار".

وتحاول حلا أن تتناسى اللحظات الأليمة التي عاشتها تحت ضربات حجارة المستوطنين، والتي أضحت تشكل كابوسا يطاردها ويحرمها من النوم ليلا.

وقالت حلا  بكلمات مختصرة: "ضربوني بحجر كبير على أنفي، وحاولوا أن يسحبوني ويخطفوني".

وتشير حلا إلى أن المستوطنين الذين كانوا ملثمين حاولوا سحبها واختطافها، قبل أن تتمكن والدتها من تخليصها وإنقاذها.

والدة حلا، وئام القط، والتي كانت منشغلة بأعمال البيت لحظة الهجوم، لم تدرك ما يجري في الخارج ولا ما حلّ بطفلتها إلا بعد أن جاءت طفلتها الثانية "ماسة" ترتجف والخوف بادٍ على وجهها".

وقالت : "أخبرتني ماسة بأن هناك أشخاصا رموها بحجر، فخرجت من المنزل لأجد حلا ملقاة على الأرض والدماء تغطي وجهها".

وتضيف: "للوهلة الأولى ظننت أنها أصيبت برصاصة، ولم أعرف من أين تسيل الدماء".

كانت حلا غائبة عن الوعي، وحاولت والدتها إعادتها لوعيها، قبل أن يعاجلها المستوطنون بإلقاء الحجارة نحوها لإبعادها عن طفلتها ومنعها من إنقاذها.

وبصعوبة بالغة تمكنت من سحب طفلتها إلى داخل المنزل، وهي تستصرخ الجيران وتنادي بأعلى صوتها.

وبعد تخليص حلا، صبّ المستوطنون حقدهم على نوافذ المنزل وحطموها بحجارتهم.

وتقول والدة حلا: "لهول الصدمة نسيت طفلتي الصغرى ذات الخمسين يوما والتي كانت تنام في فراشها، بينما كان المستوطنون يحطمون زجاج الغرفة".

والد حلا، مشهور القط، والذي يعمل بالداخل المحتل، آثر البقاء مع عائلته لحمايتها من المستوطنين وحتى تتجاوز صدمة الهجوم.

وبينما كان في مكان عمله يوم الأحد، تلقى اتصالا هاتفيا من زوجته التي كانت تبكي وتطلب منه العودة فورا لأن ابنته تعرضت لاعتداء المستوطنين وحالتها خطيرة.

وقال : "تركت عملي وعدت فورا إلى المنزل، لأجد الدماء تملأ الأرض أمام المنزل".

وأضاف: "أخبروني أن حلا تتلقى العلاج في المستشفى، فتبادر إلى ذهني أنها قد استشهدت لكنهم يخفون عني النبأ الصعب".

وتتعرض مادما كأخواتها من القرى المحيطة باستمرار لهجمات مستوطني "يتسهار" الجاثمة على أراضيها، والتي يوصف ساكنوها بأنهم من غلاة المستوطنين.

ويقول القط إن هذا ليس الاعتداء الأول الذي تتعرض له البيوت القريبة من المستوطنة، لكنه الهجوم الأعنف والذي كاد أن يسلبه طفلته.

ويشير إلى أن هذا الهجوم ترك أثرا صعبا على عائلته، ويضيف: "اعتاد أبنائي على اللعب واللهو في فناء المنزل، لكن بعد الهجوم الأخير، بِتّ أخشى عليهم الاقتراب من باب المنزل".

ويطالب القط بتوفير الحماية لعائلته وسكان البلدة من اعتداءات المستوطنين، ويقول: "نجت ابنتي بأعجوبة من هذا الاعتداء، لكن من يضمن لنا ولغيرنا النجاة من اعتداءات المستوطنين مستقبلا؟".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات